تحذيرات رسمية من انتشار مزدوج للكوفيد ومتحوراته والأنفلونزا الموسمية

يمرّ الوضع الصحي اليوم من أزمة مركّبة لا تقف صعوباتها المتعددة عند حدود فيروس كوفيد 19 ومتحوراته، التي تظهر بين الفينة والأخرى، والتي ترفع من التحديات التي تعيشها المنظومة الصحية في بلادنا، بل تمتد إلى الأنفلونزا الموسمية التي تظهر حالات الإصابة بها عند بداية كل فصل شتاء، أخذا بعين الاعتبار أن الأمر لا يتعلق بـ «زكام» عابر كما قد يتم تداوله في القاموس العامّي، بل بفيروس يتسبب في إصابة ما بين 3 و 5 ملايين شخص عبر العالم بحالات خطيرة، ويفتك بما بين 250 و 500 ألف مصاب به كل سنة.
وضعية أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف لـ «الاتحاد الاشتراكي»، أنها تتسم بالتعقيد والخطورة، خاصة في ظل المستجدات الوبائية الأخيرة، وظهور سلالة جديدة لكوفيد 19، أطلقت عليها التقارير الطبية « ب 1.1.529 «تحتوي على ما يسمى ببروتين «سبايك» مختلف تماما عن البروتين الموجود في الفيروس الأصلي لكوفيد 19 الذي صنعت على أساسه اللقاحات. هذا المتحور الجديد الذي يحمل اسم «أوميكرون» والذي ظهر في جنوب إفريقيا ثم انتقل إلى دول أخرى، يفرض على الفئات الهشة صحيا، حسب عضو اللجنة العلمية والتقنية الوطنية للتلقيح ضد كوفيد 19، الإسراع بالحصول على الجرعة الثالثة المعززة لمن حصلوا على جرعتين ومرت 6 أشهر عن جرعتهم الثانية، ونفس الأمر بالنسبة لمن تقاعسوا لأسباب مختلفة عن الحصول على الجرعة الثانية أو الأولى، تفاديا لكل التداعيات الوخيمة. ودعا المتحدث أيضا إلى ضرورة الحصول على اللقاح ضد فيروس الأنفلونزا الموسمية، لا سيّما بالنسبة للمصابين بأمراض مزمنة والنساء الحوامل والأطفال، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6 أشهر و 5 سنوات، والمسنون الذين تتجاوز أعمارهم 65 سنة، بالإضافة إلى مهنيي الصحة.
وكانت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، قد أعلنت يوم الخميس الأخير عن إطلاق حملة وطنية للتشجيع على التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية تحت شعار «ضد الأنفلونزا الموسمية… نقوي مناعتي ونحمي راسي»، مبرزة أن الأمر يتعلق بعدوى فيروسية حادة تصيب الجهاز التنفسي، تحدث خلال فصلي الخريف والشتاء في شكل أوبئة موسمية. وأوضحت الوزارة أن الأنفلونزا الموسمية هي عبارة عن مرض خفيف بشكل عام، إلا أنها يمكن أن تؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة قد تصل إلى الوفاة، خصوصا لدى الفئات الأشد تعرضا لخطر ظهور مضاعفات الأنفلونزا، ويتعلق الأمر بالنساء الحوامل، والأطفال الأقل من 5 سنوات، وكذا كبار السن و/أو الأشخاص الذين يعانون أمراضا مزمنة. ولم تستبعد وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في بلاغ لها، انتشار فيروس الأنفلونزا وفيروس كورونا المستجد في آنٍ واحد، مذكّرة في هذا الصدد، بضرورة الاحترام الصارم للتدابير الحاجزية المتمثلة في ارتداء الكمامة بشكل سليم، وغسل اليدين بالماء والصابون واحترام التباعد الجسدي.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 29/11/2021