أكثر من نصف مليون مغربي يعانون من التهاب الكبد الفيروسي

تراجع أعداد الاختبارات المتوفرة يهدد باتساع رقعة الإصابة

أبواب مفتوحة يومه الجمعة وغدا السبت بمقر جمعية محاربة السيدا

أسعار الأدوية الجنيسة قد تصل إلى 6 آلاف درهم للعلبة

يبلغ عدد الأشخاص الذين يعانون من داء التهاب الكبد الفيروسي أكثر من نصف مليون شخص، وهو رقم ليس بالهيّن، ويتطلب بذل المزيد من الجهود من أجل مواجهة المرض القاتل، الذي تتعدد أشكال الإصابة به. وتشير تقديرات سابقة لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، بناء على معطيات لمنظمة الصحة العالمية، إلى أن نسبة الإصابة بين الساكنة العامة في المغرب بالتهاب الكبد الفيروسي من نوع «س» تقدّر بـ 1.2 في المائة، في حين تصل نسبة الإصابة بالنوع «ب» إلى حوالي 2.5 في المئة.
أرقام ونسب تؤكد استمرار حضور المرض في كل صيغه، والذي يشكّل اليوم العالمي لتخليده الذي يصادف يومه الجمعة 28 يوليوز، مناسبة لتسليط الضوء على هذا الداء والوقوف على المجهودات التي يتم بذلها لمواجهته ومحاولة القضاء عليه، خاصة وأن الوزارة الوصية على قطاع الصحة، كانت قد أعلنت في وقت سابق عن سعيها للقضاء على التهاب الكبد الفيروسي ضمن الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بحلول سنة 2023، وهي السنة التي لم تعد تفصلنا عن نهايتها إلا بضعة أشهر، كما أعلنت كذلك عن عزمها القضاء على المرض بشكل عام بين الساكنة العامة بحلول سنة 2030 .
وترتفع نسب الإصابة بالمرض بسبب عدد من الممارسات الضارة، كما هو الحال بالنسبة للمدمنين على المخدرات عن طريق الحقن، وعند المصابين بنقص المناعة البشري، وعند القيام بتدخلات طبية في فضاءات غير صحية وغير معقّمة، إلى جانب ظروف صحية أخرى قد تشكل بيئة مساعدة على نقل العدوى، وهو ما يجعل الفاعلين الصحيين يؤكدون على ضرورة توفير كل شروط الوقاية والنظافة والسلامة الصحية بشكل عام، والابتعاد عن الممارسات الضارة المختلفة التي يمكن أن تشكل مشتلا وبيئة مساعدة على استمرار حضور وانتشار المرض.
وبالموازاة مع دعوات الفاعلين الصحيين تسعى عدد من جمعيات المجتمع المدني لتكون فاعلة في مجال التحسيس والتوعية لمحاصرة الداء، كما هو الحال بالنسبة لجمعية محاربة السيدا، التي تشتغل في مجال مكافحة فيروس نقص المناعة البشري المكتسب والالتهاب الكبدي الفيروسي، التي أكدت على أنه بمناسبة اليوم العالمي للداء فقد قررت تنظيم أبواب مفتوحة يومه الجمعة وغدا السبت بمقر الجمعية، لرفع الوعي وإجراء التشخيص الخاص بالتهاب الكبد الفيروسي من نوع «س»، حيث ستقوم في 23 مركزا للفحص السري والمجاني التابعين للجمعية وعن طريق خمس وحدات متنقلة بالقيام بهذه الخطوة، مع إحالة من ستتأكد إصابتهم على المستشفيات من أجل إجراء الاختبار التأكيدي والولوج للعلاج بالمضادات الفيروسية المتوفرة مجانا للجميع.
وكانت الجمعية قد أشارت بهذه المناسبة إلى إشكالية تأخر استلام اختبارات التشخيص وعدم انتظامها، الأمر الذي اعتبرته معيقا لعمل الجمعيات المجتمعاتية، حيث أكدت على أنها أجرت 12.375 اختبارا لفيروس التهاب الكبد «س» في الربع الأخير من سنة 2022 ، بينما لم يتجاوز عدد الاختبارات المجراة في النصف الأول من السنة الجارية 2023 ما مجموعه 3757 اختبارا، داعية إلى تصحيح هذا الوضع وتوفير كل ما من شأنه أن يسهم في تكثيف جهود محاصرة الداء والقضاء عليه.
من جهتها، أشارت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة، بمناسبة اليوم العالمي لالتهاب الكبد الفيروسي إلى إشكالية أخرى تتمثل في غلاء أدوية العلاج التي شددت على أن أغلب المرضى يواجهون في كثير من الحالات صعوبات بسبب الارتفاع المفرط في أسعار الأدوية ضد فيروس الكبد «س» بالمغرب التي لا يمكن تحملها، مبرزة أن أسعار الأدوية الجنيسة تتفاوت وتقدّر ما بين 5 و 6 آلاف و 100 درهم لكل علبة تضم 28 قرصا في الشهر الواحد، أي ما يعادل 18300 درهم لمدة 12 أسبوعا من العلاج، بينما لا يتجاوز برنامج العلاج لمدة 3 أشهر 1525 جنيها مصريا أي ما يعادل 477 درهما مغربيا. وأبرزت الشبكة في بلاغ لها حول الموضوع أن العديد من الدول تعتمد الأدوية الجنيسة ذات الأسعار المعقولة وفي المتناول التي تحقق 90 إلى 95 في المائة من نتائج العلاج.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 28/07/2023