تراجع جد مقلق في التساقطات المطرية والثلوج أمام استمرار ارتفاع معدلات درجات الحرارة ومخزون السدود لا يتجاوز 23 %

يتبخر 1.5 مليون متر مكعب في اليوم الواحد ومهيدية يفرض قيودا على استعمال الماء في الدار البيضاء

 

وقع محمد مهيدية، والي جهة الدار البيضاء سطات قرارا عامليا يفرض عددا من القيود على استهلاك الماء، بهدف الحدّ من تبذيره وترشيد وعقلنة استعماله، سواء بالنسبة للأفراد والأسر داخل المنازل، أو المؤسسات والمصانع والإدارات وغيرها، وهي الخطوة التي تندرج ضمن تدابير عامة يتم تطبيقها على الصعيد الوطني من طرف ممثلي الإدارة الترابية للحفاظ على الماء.
وأعطى مهيدية الضوء الأخضر، من خلال قرار عاملي يهمّ مدينة الدار البيضاء، يتضمن التوجيه والمنع على حد سواء، لتطبيق القيود الضرورية على صبيب الماء في شبكة التوزيع من أجل ترشيد استعمال هده المادة الحيوية، حيث تقرر في هذا الإطار منع نشاط محلات غسل السيارات والمركبات خلال أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء من كل أسبوع، ومنع استعمال الماء الصالح للشرب في عملية غسلها، إضافة إلى منع نشاط الحمامات خلال الأيام الثلاثة الأولى من كل أسبوع، مع التأكيد على ضرورة أن يعتمد أصحاب الحمامات ومحلات غسل السيارات التقنيات غير المستهلكة للماء، فضلا عن منع غسل الشوارع والساحات والأزقة وباقي الفضاءات العمومية بالماء.
وتهمّ التدابير المتخذة كذلك منع غرس العشب الأخضر سواء من طرف الإدارات أو الخواص، مع إشعار شركات البستنة والمشاتل للامتثال تحت طائلة العقوبات، ومنع سقي المناطق الخضراء والملاعب بالماء الصالح للشرب ومياه الآبار، إضافة إلى منع ملء المسابح العمومية والخصوصية إلا مرة واحدة في السنة، وكذا محاربة مختلف عمليات استخراج أو سحب المياه من الآبار وينابيع المياه وشبكات التطهير، بطريقة غير قانونية. كما دعا والي الجهة مختلف المتدخلين ومكونات المجتمع المدني للقيام بحملات تحسيسية تهم الاقتصاد في استعمال الماء الصالح للشرب وحماية الوارد المائية سواء لدى المستهلكين الكبار أو الاستهلاك المنزلي.
وفي السياق ذاته، كشف تقرير لوزارة التجهيز والماء، أن درجات الحرارة التي تواصل الارتفاع مقارنة بالسنوات الأخيرة تؤدي إلى تبخر 1.5 مليون متر مكعب من المياه في اليوم الواحد، إذ تعتبر سنة 2022 – 2023 السنة الأكثر حرارة مند سنة 1981، بزائد 1.8 درجة مئوية بالنسبة للمعدل المناخي المعتاد للفترة ما بين 1981 و 2010، وهو ما أدى إلى تقلص الواردات المائية بناقص 70 في المائة مقارنة بالمعدل السنوي المحيّن، خلال الفترة ما بين فاتح شتنبر 2023 و 22 يناير 2024، حيث بلغت 646 مليون متر مكعب.
وكشف التقرير الوزاري أن التساقطات المطرية السنوية تراوحت خلال 2022-2023 ما بين 30 و 846 ملم، أي بناقص 66 في المائة مقارنة بالمعدل السنوي، مضيفا بأنه ما بين فاتح شتنبر 2023 و 18 يناير 2024 بلغ معدل التساقطات على الصعيد الوطني 32.2 ملم، أي بتراجع يقدر بـ – 51.4 المائة مقارنة مع معدل نفس الفترة من السنة الفارطة التي حددت في 66.3 ملم. بالمقابل تراجعت المساحة المغطاة بالثلوج ما بين 2018 و 2019 إضافة إلى 2022 و 2023 بناقص 20 في المائة، حيث انتقلت من 45 إلى 36 ألفا و 116 كلم مربع، كما أن عدد أيام تساقط الثلوج عرف هو الآخر تقهقرا من 41 إلى 27 يوما خلال نفس الفترة وذلك بنسبة ناقص 34 في المائة. وتبين الأرقام الرسمية أن المساحة المغطاة بالثلوج ما بين فاتح شتنبر 2023 و 18 يناير 2024 قد تراجعت بنسبة ناقص 93 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من 2021 – 2022، وتوقفت عند حدود 2194 كلم مربع في 6 يناير 2024 مقارنة بـ 35098 في 2 دجنبر 2021.
أما بالنسبة للمخزون المائي في السدود فقد أوضح تقرير وزارة التجهيز والماء أنه لا يتجاوز 3.73 مليار متر مكعب أي ما يعادل 23.2 في المائة كنسبة ملء إجمالي يوم 23 يناير 2024، مقابل 31.7 في المائة التي سجلت في نفس التاريخ من السنة الفارطة. وضعية زاد من حدتها الاستغلال المفرط للمياه الجوفية، حيث كشف ذات التقرير أنه بلغ أكثر من مليار نسبة للموارد المائية المتجددة، مشيرا إلى أن جلّ الفرشات المائية عرفت خلال السنة الهيدرولوجية شتنبر 2022 – غشت 2023 انخفاضا في مستوى المياه، أهمها بتادلة وبني عمير وسوس واشتوكة.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 26/01/2024