تساؤلات كبيرة حول غموض «إعدام» البرنامج الحواري «طريق المواطنة»(أبريذ نثنامورث) بالقناة الأمازيغية

 

“بعد توقيف برنامج “طريق المواطنة”، على قناة “تمازيغت” (الثامنة)، يبقى لنا الفخر بالتميز على مدى 13 سنة (…)، برنامج سيبقى في تاريخ القناة الأمازيغية برنامج التميز والمهنية (…) شكرا لكل من ساهم في نجاح هذا البرنامج، شكرا للضيوف الذين تحملوا أعباء السفر والتنقل دون مقابل، شكرا حتى للذين ساهموا في توقيف البرنامج وهو في أوج عطائه”، بهذه العبارات، الموسومة بنبرة التأسف والمرارة، أعلنت الإعلامية التلفزيونية المتألقة، مقدمة ومنشطة برنامج “طريق المواطنة” (أبريذ نثنامورث)، فاطمة وشرع، على صفحتها الفيسبوكية عن توقيف برنامجها لأسباب مجهولة، إذا لم نقل أسباب تضاربت حولها الآراء والتعاليق والاحتمالات.
توقيف برنامج “طريق المواطنة”، على القناة الثامنة المغربية “تمازيغت”، أثار ردود أفعال مختلفة على منصات التواصل الاجتماعي، بالنظر لكون هذا البرنامج من بين أنجح البرامج التلفزيونية على هذه القناة، والذي حظي بمتابعة كبيرة واستحسان واسع وطنيا، سيما على مستوى العالم القروي بجميع شرائحه الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية والمهنية والتربوية، لما يحمله من حوارات وقضايا ومواضيع أكثر قربا من المواطن وأكثر بعدا من التفاهة المهيمنة، وكذلك بطاقم يجتهد في نقل الواقع بدون تعتيم، غايته إيصال تساؤلات المواطن بمهنية واضحة، وبكل احترام للرأي والرأي الآخر، دون تمييز ولا انحياز.
ووفق مصادرنا، فقد ظل عمل البرنامج يجري في ظروف طبيعية، وفي تطور وتجديد مستمرين، إلى أن عرفت القناة التلفزية الأمازيغية تغييرا على مستوى إدارتها، عقب تعيين المدير الجديد، عبد الله الطالب علي، مديرا لها، خلفا لمحمد مماد الذي أحيل على التقاعد، حيث أخذت القرارات الغريبة تطارد البرنامج، انطلاقا من تقزيم عمله بالحد من استوديوهاته الخارجية ومن حرية فريقه الميداني، إلى أن فوجئت منشطته، الإعلامية الزيانية، فاطمة وشرع، بقرار توقيف البرنامج دونما ارتكاب أية مخالفة أو خطأ مهني، ما اعتبره المتتبعون “عملا تعسفيا”، فيما وصفه آخرون ب “تصفية” ما خلفه المدير السابق، محمد مماد.
وصلة بالموضوع، أكدت مصادرنا قيام الإعلامية منشطة البرنامج، فاطمة وشرع، بطرح قضيتها أمام “النقابة الوطنية للصحافة المغربية”، هذه التي لم تتخلف عن القيام بواجبها من خلال عقد لقاء مع مدير القناة الذي اكتفى بما يفيد أنه “سيعمل على تكليف الإعلامية المذكورة ببرنامج آخر”، بدعوى أو بمبرر أن “برنامجها طاله التقادم”، علما أن البرنامج يتجدد بتجدد القضايا براهنيتها، مع ما يناقشه من آراء، وعلما كذلك بوجود برامج عمرت طويلا، بينها برامج يشرف عليها المدير الجديد، حسب تعليق لمصدر من داخل القناة، الأخير الذي شدد على أن قرار توقيف البرنامج يثير الكثير من التساؤلات حول ملابساته الحقيقية.
ويذكر أن منشطة برنامج “طريق المواطنة” (ابريد نثنامورث) لم تسلم في رحلتها التلفزية من هجومات وتنمرات بعض المناهضين لحرية الرأي والتعبير، غير أن اختيارها، خلال دجنبر 2022 بالرباط، لجائزة الصحافة لم يكن عبثا، إذ تم تتويجها، عن البرنامج المذكور، ب “الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة”، صنف الصحافة الأمازيغية، برسم الدورة العشرين للجائزة الوطنية الكبرى للصحافة، فيما فات توشيحها، نهاية دجنبر 2019، بوسام “سفيرة الجبل”، على هامش فعاليات “المنتدى الوطني للهيئات الاستشارية”، المنظم بمدينة أزرو، من طرف “الائتلاف المدني من أجل الجبل”، تنويها ببرنامجها وبنضالها من أجل حقوق المناطق والساكنة الجبلية.
وتجدر الإشارة إلى أن قناة “تمازيغت” سبق لها أن أعطت، يوم الاثنين 30 أكتوبر 2023، انطلاقة “بث شبكة برامجها الجديدة برسم الموسم التلفزي 2023-2024″، وضمنها البرامج الإخبارية والخدماتية والمجلات، بتأكيدها على أن لقاء المشاهدين سيتجدد مع البرامج الرئيسية للقناة على غرار “طريق المواطنة” المباشر الذي يناقش مع الضيوف مستجدات الواقع المغربي من قضايا اجتماعية واقتصادية وسياسية، و”أمكاوس” الذي سيقدم تحقيقات جديدة تعمق البحث في مواضيع متنوعة، و”إمنادن” الذي يعنى بقضايا المواطن والمجتمع انطلاقا من متابعة مختلف الأحداث الوطنية والدولية الكبرى وتقريبها من المشاهد المغربي.


الكاتب : أحمد بيضي

  

بتاريخ : 26/04/2024