موجة البرد القارس تتسبب في مصرع شخصين ببني ملال

لقي زوجان مسنان حتفهما، ليلة الأربعاء، بدوار عين الغازي المتاخم لمنتجع عين أسردون تحت قمة جبل تاصميت بالأطلس المتوسط.
وتعود أسباب الوفاة إلى حادثة اختناق بواسطة فحم استعمل لمواجهة برودة الطقس، يوم الأربعاء الماضي، والتي تصل أحيانا بالليل إلى ما دون الصفر، وهو الأمر الذي يدفع أكثر إلى البحث عن وسائل تدفئة متاحة خصوصا الفئات الفقيرة التي تتكدس في بيوتات شبه مغلقة بل ويتم إحكام إغلاق نوافذها وأبوابها للرفع من درجة الدفء والشعور بالحرارة الجسدية المريحة، إلا أن الأمر ينقلب إلى خطر محدق بحياة الناس مع مرور الوقت والغوص في نوم عميق حد الاختناق ومن تم الهلاك وإزهاق الأرواح كلما التُهم الأوكسجين المتواجد بالغرفة.
ولعل نصيب ساكنة هذه المنطقة من المحن والمشاكل القاسية يرتبط أساسا بحالة الطقس لاسيما بالنسبة للطبقات الفقيرة التي تسعى للتأقلم مع الأجواء والمناخ باللجوء إلى ركوب المخاطر، فكلما ارتفعت درجات الحرارة بشكل لا يطاق كلما أزهقت أرواح غرقا في أودية غير مسيجة وبحيرات غير مراقبة وأنهار غير مشار إلى نقط خطورتها.
لذلك فإن لجن اليقظة المكلفة بتوزيع المساعدات على هذه الساكنة، وهو أمر جد مستحب ومقبول، عليها بالموازاة مع هذه الحملات، القيام بحملات توعوية للرفع من منسوب الوعي لدى هؤلاء السكان وتحذيرهم من المخاطر المرتبطة بحالات الطقس وتكثيف الجهود للوقاية الاستباقية.
في السياق نفسه، تجتاح موجة من البرد والصقيع العديد من المناطق المغربية، كما شهدت مناطق أخرى تساقطات ثلجية مهمة، مما دفع بالسلطات إلى التدخل لإزالة هذه الثلوج، وفتح الطرق والمسالك التي أصبحت مقطوعة في وجه المواطنين .
فبإقليم أزيلال، تواصل الفرق المختصةعملياتها منذ الساعات الأولى من يوم الجمعة الماضي، لإزاحة الثلوج وفتح الطرق والمناطق المغلقة نتيجة لتساقط الثلوج بكثافة في هذه المنطقة.
وكانت المديرية الإقليمية للتجهيز بأزيلال قد نشرت كاسحات الثلوج على طول الطرق المؤدية من أزيلال إلى آيت بوكماز وزاوية أحنصال وصولا إلى قمم جبال تيلوكيت وإمسفران وآيت محمد.
هذه التدخلات هي جزء من تفعيل المخطط الإقليمي المتعلق بتخفيف آثار موجة البرد، التي تهدف إلى الحد من الأضرار التي يمكن أن تنتج عن الاضطرابات الجوية خلال فترة تساقط الثلوج، حيث تم تكثيف التدخلات من طرف السلطات، لمتابعة سير عمليات إزاحة الثلوج وفتح الطرق، فيما تتواصل عمليات إيصال المساعدات الضرورية للساكنة القروية بجميع أنحاء إقليم أزيلال بمبادرة من مؤسسة محمد الخامس للتضامن.
وفي قسم التجهيز والتعمير والبيئة بإقليم أزيلال، فقد تمت تعبئة أسطول كبير مكون من 32 آلية على مستوى الإقليم لفتح الطرق والمسارات في حال تساقط الثلوج، فيما تم تعزيز الفرق التقنية لإصلاح الكهرباء في حال انقطاع التيار الكهربائي.
مسؤولو التجهيز أكدوا أنه تم نشر ما مجموعه 32 آلية في المناطق القريبة من السكان المستهدفين، بما في ذلك 13 آلية تابعة لمجموعات الجماعات، و 9 تابعة للجماعات، وأخرى تم توفيرها من طرف المديرية الإقليمية للتجهيز لفائدة المناطق المتضررة لتسريع عملية فتح الطرق، كما تم الشروع في فتح الطرق الرئيسية المؤدية إلى المراكز والجماعات، كما لاتزال الأشغال مستمرة لإزاحة الثلوج من الطرق المغلقة الأخرى، حيث غطت طبقات الثلوج إقليم أزيلال وجبال الأطلس المتوسط بعد التساقط الكثيف للثلوج يومي الخميس والجمعة الماضيين، إذ بلغ سمكها أكثر من 15 سنتيمترا في بعض المناطق.
وبإقليم تازة، تتواصل الجهود لإزاحة الثلوج المتراكمة بعدد من المناطق التابعة للإقليم وفتح المحاور الطرقية أمام حركة السير والجولان،حيث تجندت فرق التدخل وتمت تعبئة موارد لوجستية وبشرية كبيرة، ضمنها شاحنات كاسحة للثلوج وآليات للتسوية وجرافات، لإزاحة الثلوج من المحاور الطرقية المغلقة بسبب التساقطات الثلجية الكثيفة التي شهدتها مجموعة من المناطق التابعة لإقليم تازة، في إطار التعبئة المتواصلة للتخفيف من آثار موجة البرد.
ويتعلق الأمر على مستوى الطريق الوطنية رقم 29 بالمقطع الرابط بين بويبلان بإقليم تازة وإيموزار مرموشة بإقليم بولمان، وبالطريق الجهوية رقم 504 الرابطة بين بويبلان بإقليم تازة ورباط الخير بإقليم صفرو، وبالطريق الإقليمية رقم 5432 الرابطة بين جماعة مغراوة بإقليم تازة ورأس القصر بإقليم جرسيف، والطريق الإقليمية رقم 5436 الرابطة بين تازرين ومغراوة بإقليم تازة.
كما يشمل الطريق الإقليمية رقم 5420 الرابطة بين باب بودير وبوشفاعة بإقليم تازة، والطريق الإقليمية رقم 5415 الرابطة بين باب بودير وتازكا بإقليم تازة، والطريق الإقليمية رقم 5411 الرابطة بين باب بودير وتازرين بإقليم تازة. وتم لهذه الغاية تجنيد شاحنات كاسحة للثلوج وآليات للتسوية وجرافات.
وللإشارة فالتساقطات الثلجية بلغت ببويبلان ما بين 30 و50 سنتيمترا، وتراوحت بمغراوة ما بين 10 و20 سنتيمترا، فيما سجلت بباب بودير ما بين 10 و20 سنتيمترا، بينما ناهزت بتازرين نحو 20 سنتيمترا.