تشارلز سيميك: الأدب ليس ذا أهمية كبيرة، خصوصًا الشِعر

 

تشارلز سيميك (1938) هو أحد أكثر الشعراء المُقدّرين والمحبوبين من شُعراء أمريكا المعاصرين. فاز بجائزة بوليتزر عام 1990 عن كتابه “العالم لا ينتهي: قصائد نثرية”. فاز أيضًا بجائزة “MacArthur Fellowship” وجائزة “Wallace Stevens Award” مع العديد من التكريمات الأُخرى. تم تعيينه كمُستشار للشعر في مكتبة الكونجرس عام 2007. قام بنشر أكثر من 60 كتاب.

1 – حُزْت على الكثير من الجوائز، من ضمنهم جائزة بوليتزر. كيف كان تأثير ذلك عليك؟
– تُباع كُتبي أكثر. تنتشر قصائدي في المدارس العُليا. يعتقد الناس أنني عبقري. أنا لست كذلك. لأن الناس في الأساس تقول: كل مُعجزة تدوم ثلاث أيام فقط.

2 – ما هو الدور الذي يلعبه الأدب الآن في أقوى دولة في العالم؟
– الأدب ليس ذا أهمية كبيرة، خصوصًا الشِعر. أعني أنه لا يُقارن بالفيلم، بالتلفاز، بالدين، بالرياضة. لكن مازال لدينا صناعة عظيمة في الطباعة. كتب كثيرة جيدة تَصدُر كل عام وأيضًا الكثير من الكتب السيئة، وهناك قُرّاء للإثنين.

3 – هل المثقفون في أمريكا في موضع يُتيح لهم التأثير على القضايا المهمة في المُجتمع الأمريكي، أم أنه مُقدر لهم أن يعيشوا في عزلتهم الفكرية؟
– هُناك دائمًا نوع مُعين من المثقفين يحب أن يُرافق القوة، السياسيين، الخُبراء الروس من الجامعات الرائدة، كيسنجر، بريجينسكي، هذا النوع من الرِفقة. ولكن مُعظمنا –حمدًا لله- يظل في بيته ويكتب الكتب.

4 – هل التقدُم التكنولوجي، في أمريكا وفي باقي العالم، يولد الحِكمة الحقيقية، أم أن لا توجد علاقة بين الإثنين؟
– هل تمزح؟ التكنولوجيا هي نِتاج الحِكمة القليلة مع الكثير من الطمع والغباء. في أمريكا على سبيل المثال، لدينا أفضل نظام للقطارات في العالم، ثم أغلقناه لنركب سياراتنا ونستخدم الكثير من البنزين ونلوث البيئة. لوس أنجلوس وطُرُقها السريعة هي أفضل مثال لتلك الحماقة.

5 – هل تعتقد أن الصِرب الذين يملكون هيبة أمام العالم يُمكنهم أن يفعلوا أي شيء لتحسين صورة صِربيا؟
– فقط لكي يصلحوا بعض المعلومات الخاطئة لدى العامة. أن تُدرك أن الأمريكان لا يهتمون بالأحداث في يوغوسلافيا. ذلك شيء متوقَع. إنه عالم كبير. هناك الكثير من الأماكن المُدمرة في العالم، ولدينا العديد من المشاكل أيضًا، إذن أنا أتحدث ولكني لا أملك التخيل بأن كلامي لديه تأثير كبير.
هنا الصِرب ليسوا منَظَمين جيدًا، ولا يملكون الكثير من المال لذا لا يملكون النفوذ الذي يملكه الآخرون. لو إستطعنا صنع حملة للمساهمات من أجل السناتور “دولي” سوف يغير رأيه عن “كوسوفو” ربما يضع صورة لأمير صربيا أعلى مكتبه. هؤلاء الوكلاء والمندوبين مثل المُحامين. بعضهم نزيه، والبعض الآخر مُحتال. ندفع لهم المال ليمثلوا أفكارنا. الكونجرس الأمريكي لا يهتم بالعدالة التاريخية. قد يزعم عكس ذلك، لكنه في الحقيقة غير مهتم. هو فقط يُمثل الدوائر الإنتخابية القوية. الصِرب بنقصهم الدائم للإتحاد لن يمثلوا أحد، لذا لن يحصلوا على أي دعم.

6 – في رأيك ما هو أكثر شيء تحتاجه صِربيا اليوم؟
– يجب على الصِرب ألا يستمروا في إنتخاب نفس الشيوعيون القُدامى. لن ينالوا أي تعاطف بهذه الطريقة. ما تحتاجه صربيا بالطبع هو الديمقراطية و ما يُطلق عليه “الحريات الرسمية”: حرية الفكر، حرية التعبير، إلخ. أهم شيء أن نقول لا للمسؤولين لكي لا نعاني من أي عواقب.

7 – لا يوجد مُجتمع مثالي، وهناك القليل من المثاليين الآن في أي مجتمع. أي نوع من المجتمعات ستحارب من أجله؟
– الديمقراطية ليست نظام مُتكامل، لكن لا يوجد أفضل منها. يجب أن تكون أحمق من الطراز الأول ولقد قابلت الكثير من الحمقى بين المثقفين الغربيين، على سبيل المثال الذين كانوا يأكدون لي في باريس أو نيويورك أن هناك حرية في بلغاريا أكثر من السويد. أو الجدال الذي تسمعه من السياسيين الصِرب أن صِربيا الآن تحت هجمة الديمقراطية التي ستُسبب إنقسام الشعب. الرؤساء الأمريكان أثناء حرب فيتنام وحرب الخليج أستخدموا هذه الشعارات وقُلنا لهم أن يذهبوا إلى الجحيم. المؤسسات الديمقراطية هي القوى العُظمى التي تمتلكها الشعوب. تحتاج إلى الإنتباه، اليقظة، الوعي، و إلى التعبير عن المواطنين. ذلك شيء يستحق أن نحارب من أجله.

8 – ستويانوفيتش: ما هي الأسئلة التي تضايقك، كشاعر وكشخص عادي؟
– سيميك: هناك بقالة في بورتسموث، نيو هامبشاير، حيث أشتري النقانق الإيطالية وزيت الزيتون. سألني البائع ذات مرة” بروفسور، ما معنى كل ذلك؟” قلت له أنني لا أملك أي فكرة، لكني أفكر في ذلك طوال الوقت.

أجرى الحوار
«ديجان ستويانوفيتش»
ونُشر في مجلة صربيا في الأعداد من 9-23 غشت 1991.


بتاريخ : 27/02/2023