تشكل جزءا من استراتيجية متكاملة لبناء وتجهيز عدد من مدارس الشرطة بمجموعة من المناطق على المستوى الوطني

تدشين مدرسة الشرطة بالعيون تحقيق للقرب من المتدربين وتجسيد لمرتكزات الجهوية المتقدمة

 

تعززت البنيات التحتية الموجهة لتكوين الملتحقين بالمديرية العامة للأمن الوطني ببنية جديدة بمدينة العيون ستشرع في استقبال حراس الأمن المتدربين ابتداء من 17 شتنبر الجاري، لضمان تكوين أفضل في مهن الشرطة، ضمن رؤية استراتيجية قوامها تقريب الأمن من محيطه المرفقي والمجتمعي، وجعله محركا للتنمية، ومسديا لخدمات أمنية مطبوعة بالجودة.
ويعتبر تدشين مدرسة جديدة للشرطة بالعيون الثالثة من نوعها منذ أن عين عبد اللطيف حموشي على رأس المديرية العامة للأمن الوطني كجزء من استكمال «الإصلاح الشامل والعميق للمرفق العام الشرطي»، والذي تفرعت عنه مخططات عمل تروم عصرنة البنايات الأمنية، وتطوير الصورة العامة للشرطي، وتجويد الخدمات المقدمة للمرتفقين، والرفع من جاهزية الوحدات والفرق المكلفة بمكافحة الجريمة، فضلا عن تدعيم فلسفة شرطة القرب.
وتروم مدرسة الشرطة الجديدة، التي سيستفيد منها 400 حارس أمن متدرب من الجنسين المنحدرين من مختلف جهات المملكة، إلى النهوض بالمهام التي تضطلع بها المديرية العامة للأمن الوطني المتمثلة في حفظ الأمن والنظام العامين وتكوين عناصر أمنية مؤهلة للقيام بمهامها على الوجه الأمثل، من خلال المزاوجة بين الدروس النظرية والتطبيقية. وفي تصريح للصحافة قال عميد الشرطة، مدير مدرسة الشرطة بالعيون، أودال بوغابة، إن المدرسة تروم تأهيل وتطوير الموارد البشرية للمديرية العامة للأمن الوطن، قصد القيام بالمهام المنوطة بها على الوجه الأمثل.
وفي هذا الصدد أكد مدير مدرسة الشرطة بالعيون، أن هذه البنية تتوفر على وحدة بيداغوجية توفر تكوينا نظريا وآخر تطبيقيا في مختلف مهن الشرطة منها الأمن العمومي والاستعلامات العامة والشرطة القضائية. وفي ما يتصل بالتكوين الميداني، لفت أودال بوغابة، أن الأمر يتعلق بالتربية البدنية ومبادئ المحافظة على النظام العام ومهام الشرطة.
ويعد إنشاء مدرسة جديدة للشرطة بالعيون كبنية تتوفر على كل التجهيزات العصرية لضمان تكوين أفضل في مهن الشرطة جزءا من استراتيجية متكاملة لبناء وتجهيز عدد من مدارس الشرطة بمجموعة من المناطق على المستوى الوطني اتسمت بتدشين مدرستين للشرطة بمدينتي فاس ووجدة تتسع طاقتهما الاستيعابية لما يناهز 1400 متدرب، مع ضمان إيواء وتدريب داخليين متكاملين، تضاف الى مدرسة الشرطة بوقنادل و أخرى بالفوارات بضواحي القنيطرة .
ولعل افتتاح المديرية العامة للأمن الوطني مدارس جديدة للتكوين والتدريب الأمني، بمدينة العيون، بالإضافة إلى كل من مدينة وجدة وفاس ينسجم مع تصورها المندمج لمعاهد التكوين الشرطي، التي تحرص على توزيعها جغرافيا على مختلف جهات المملكة، تحقيقا للقرب من المتدربين من جهة، وتجسيدا لمرتكزات الجهوية المتقدمة ببلادنا من جهة ثانية، حيث تستعد المديرية إلى بناء مدرسة جديدة بالعرجات بضواحي الرباط.
ويعد هناك المعهد الملكي للشرطةـ الذي تتبع له أكاديمية الاطر العليا، حيث يتم تكوين العمداء والضباط، ومدرسة المفتشين حيث يتم تكوين مفتشي الشرطة، ومدرسة للتخصصات، ومدرسة للشرطة العلمية والتقنية وكلها توجد بالقنيطرة بمقر المعهد، النواة المركزية للتكوين الشرطي في المغرب.
فقد تميزت الأشهر الأخيرة، بإشراف جلالة الملك محمد السادس على إعطاء انطلاقة أشغال إنجاز المقر الجديد للمديرية العامة للأمن الوطني وتدشين جلالته للمعهد الجديد للتكوين التخصصي، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني ومختبر التحليلات الطبية لموظفي الأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني.
وفي مجال مواصلة تقريب الخدمات الأمنية من المواطنين ومواكبة الامتداد الترابي للتجمعات السكنية والأقطاب الحضرية الجديدة، أحدثت المديرية العامة للأمن الوطني مصالح أمنية جديدة ومصالح إضافية لحوادث السير ومجموعات نظامية لحماية المواقع الحساسة، ومجموعة متنقلة للمحافظة على النظام.
كما تميزت سنة 2019 بصدور النصوص المعدلة والمتممة للمرسوم المتعلق بالنظام الأساسي لموظفي المديرية العامة للأمن الوطني، بعدما تم الانتهاء من تحيينها ومراجعتها وتثمينها على النحو الذي يضمن تحقيق مكاسب وظيفية وتحفيزات مالية مهمة لأسرة الأمن الوطني، فضلا عن تطوير هيكلتها التنظيمية وملاءمتها مع التحديات الأمنية ومع انتظارات المواطنين، وهو ما سيكون له انعكاس إيجابي على العرض الأمني، جودة وأداء.


الكاتب : يوسف هناني

  

بتاريخ : 12/09/2019