تصدره بشكل متزامن ثلاث دور نشر … «إيريك زمور، إهانة فرنسية » إصدار جديد لإدريس أجبالي

صدر أمس الاثنين للأستاذ المتخصص في علم الاجتماع، المغربي – الفرنسي، إدريس أجبالي، كتاب جديد بعنوان «Éric Zemmour, un outrage français» إيريك زمور، إهانة فرنسية).
الكتاب يصدر بشكل متزامن من طرف ثلاث دور نشر في أربعة بلدان هي فرنسا والمغرب (دار ملتقى الطرق) وتونس (دار نيرفانا) والجزائر (دار فرانتز فانون) وفرنسا (Les Points sur les i).
في ورقة حول هذا الإصدار توصلنا بها من دار النشر «ملتقى الطرق»، يقول مدير الدار عبد القادر الرتناني:» إنه قطاع النشر المغاربي الذي يبادر هنا للتعبير عن أواصر الصداقة التي تربطه مع فرنسا ومع ثقافتها ومع لغتها. فكما ميز هذا الحوض المتوسطي ماضينا المشبع بعبق التاريخ، سيظل يرسم مستقبلنا المشترك، مادامت بلداننا مترابطة اجتماعيا وثقافيا ودبلوماسيا.
في هذا الكتاب، عمد المؤلف، وهو فرنسي- مغربي اشتغل في الألزاس لمدة تناهز خمسا وعشرين سنة على قضايا العنف الحضري، إلى إجراء فحص دقيق لفترة تغطي عشرين عاما من تاريخ فرنسا من خلال صورة إيريك زمور، المتواجد اليوم في قلب هذه الزوبعة من الجدل والضجة الاعلامية..».
وترى الورقة أن فرنسا في حاجة اليوم إلى شخصية مثل جوليان بيندا جديد، لإعادة كتابة La Trahison des clercs ، (الصادر في 2000). فمنذ قضية الحجاب التي أثيرت في عام 1989 ، ظهر هناك مشروع ظل لزمن طويل «شبه فكري/ثقافي» بقيادة كبار الإعلاميين، وهو المشروع الذي عمل في الواقع على ربط «تفكك المجتمعات الديمقراطية بمسألة الهجرة» واضمحلالها بشكل مباشر. وقد ظل هؤلاء يحذرون من البديل القادم الذي سيهيء الظروف بشكل أفضل للنزوح الكبير.
ومنذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين ، مهدت العديد من الكتب والمقالات الأخرى، الطريق، في شكل من أشكال الدعم عن بعد ، حتى عام 2022 ، حيث سيحاول إريك زمور الانتقال من الفكرة إلى الفعل ، ومنذ عام 2006 وبالتحديد منذ عام 2008 ، لم يربح إريك زمور رهان جميع الرجعيين الجدد فحسب، بل جاء بتطرفه إلى مركز مارين لوبان، بعدما أصبح ، فجأة «الشخصية المناسبة».
في هذا السياق يحاول هذا العمل العودة، عاما بعد عام، حدثا مأساويا بعد حدث، كتابا تلو الآخر، فهم كيفية استباق الأقليات، على كلا الجانبين، النقاش الفرنسي من أجل تقزيمه -إن لم يكن إلى مزايدات موغلة في التباكي ..- ، إلى مجرد مجتمع لم يعد يعيش فيه الناس جنبا إلى جنب، بل «وجها لوجه» ، كل ذلك في ظل خلفية من التجاوزات الحقيقية في أجزاء معينة من المناطق الفرنسية حيث يتم تقاذف المسؤوليات.
يستند هذا الكتاب الذي يعد بمثابة رد قوي على «ظاهرة إيريك زمور»، إلى وقائع لتحليل وفك رموز هذه الظاهرة النشاز داخل المشهد الفكري الفرنسي
من جهة أخرى صرح الرتناني لوكالة المغرب العربي للأنباء حول تزامن نشر الكتاب في 4 دول بـ «إنها عملية فريدة من نوعها تمت بمعية داري نشر من تونس والجزائر في إطار تضامن مغاربي في مواجهة إيريك زمور، «هذه الشخصية» الإعلامية التي تروج للانقسام.
وأضاف الرتناني، أنه منذ أزيد من 30 عاما، يقوم إدريس أجبالي بعمل بارز في مجال التفكير في قضايا الهجرات ((..) لقد قرأت كتاباته، وعملنا بجد لإصدار الكتاب الذي ألفه حول ما تدعو إليه «هذه الشخصية» غير العادية، التي تحمل نذر حرب أهلية بفرنسا».
يتوقف ادريس أجبالي في هذا الكتاب الواقع في ما ينيف عن 500 صفحة تتوزع على مقدمة وخاتمة و17 فصلا، عند الأحداث الرئيسية التي عاشتها فرنسا على مدى العقدين الماضيين (2000-2017). ويأتي هذا الإصدار كتتمة لمؤلفات السابقة التي صدرت مطلع سنوات 2000 ، وهي كتاب «Violences et immigration» (صدر سنة 2000)، الذي كتبت مقدمته كاثرين تروتمان، وزيرة الثقافة والاتصال سابقا، وكتاب «Ben Laden n›est pas dans l›ascenseur» صدر سنة 2002) الذي وقعه بشكل مشترك مع دانيال ريو.

يشار إلى أنه بعد تجربة طويلة في حي بمدينة ستراتسبورغ، فرض ادريس أجبالي نفسه باعتباره باحثا مشهودا له بقضايا الهجرة، ولاسيما قضايا العنف الحضري، وهو ما تشهد عليه العديد من الكتابات التي ينشرها منذ 20 سنة في العديد من وسائل الإعلام المغربية والفرنسية.
يتضمن الكتاب فهرسا غنيا. فمن «صفعة بايرو» إلى «إسلام فرنسا»، ومن «سكان فرنسا الأصليون» و»قضية شارلي» إلى «عصابات البرابرة»، وهجمات 2015، يرسم أجبالي خطاطة سوسيولوجية لفرنسا في بدايات القرن الحالي، والتي سيشكل إيريك زمور خيطه الناظم في ذلك.
وإذا كان الكتاب يتوقف عند سنة 2017، فلأن ذلك يتزامن مع ولاية ايمانويل ماكرون. على أن أجبالي خصص خاتمة الكتاب للسنوات الخمس الأخيرة التي تميزت بحركة السترات الصفراء وجائحة كوفيد-19 والإرهاب الإسلاموي وغياب الشعور بالأمن ونزعة تحقير الشعوب الأصلية».
ويسعى أجبالي من خلال مؤلفه إلى دحض دعاوى زمور الذي يدعي أنه حذر الفرنسيين منها منذ 30 سنة.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال أجبالي إن إيريك زمور «كان غائبا عن الساحة في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي في ما يتعلق بقضايا الهجرة»، مضيفا أنه «أصبح بمثابة منظر إيديولوجي منذ سنة 2006، وخصوصا بعد سنة 2008، (..) لقد قدم متأخرا إلى مجال القضايا الهوياتية. ولأنه موهوب فقد أصبح قائدا في هذا المجال الذي لا ينشط فيه وحده، وإنما تروج لأفكاره العديد من وسائل الإعلام من قبيل Causeur و Valeurs actuelles و Cnews التي تشكل منصات انطلاق بالنسبة له».
وبالنسبة لأجبالي، وهو وسيط وكالة المغرب العربي للأنباء، فإن زمور الذي كان له طموح أدبي لم يكتب له النجاح، لجأ إلى كتابة المقالات التي شكل ظاهرة نشر فيها سيما مع كتابه «الانتحار الفرنسي» (2014). ومع مرور الزمن أصبحت تصريحاته مثيرة ومتجاوزة للحدود قبل أن ينتهي به المطاف «شركة متخصصة في الإهانة».
من بين أعمال أجبالي نذكر: : «العنف والهجرة»، و»بن لادن ليس في المصعد»، بالاشتراك مع دانيال ريوت عن الخوف من المهاجرين في أوروبا، كما نشر السنة الماضية 2021 كتاب كتاب «وجوه من الصحافة المغربية».


الكاتب : (الاتحاد الاشتراكي و-م-ع)

  

بتاريخ : 25/01/2022