أكدت الدكتورة جويرية العلى أن الأمراض القلبية الوعائية تعتبر السبب الرئيسي للوفاة بين النساء في جميع أنحاء العالم، مبرزة أنه عند المقارنة مع عدد الإصابات عند الرجال يتبين أن النساء المصابات بأمراض القلب والأوعية الدموية لا يتم تشخيصهن أو أن علاجهن يتأخر في الغالب بسبب عدم مطابقة الأعراض التي تظهر عليهن مع تلك المتعارف عليها عند الأطباء، والتي تشير إلى الإصابة، فضلا عن عدم كفاية الوعي بين النساء والمجتمع بأهمية التشخيص المبكر وتدارك المضاعفات في صفوف هذه الفئة.
وأبرزت المتحدثة، وهي رئيسة جمعية القلب الإماراتية، أن العديد من الدراسات والأبحاث أظهرت مجموعة من الاختلافات في نظام القلب والأوعية الدموية التي تختلف باختلاف الجنس عند الذكور أو الإناث، مشيرة إلى أن من شأنها التأثير على المستوى المجهري وأن تشكل تحديات معقدة للحصول على معلومات حول كيفية إصابة النساء والرجال بأمراض القلب، ومن بينها وجود أوعية دموية وحجرات قلب أصغر عند الإناث، فضلا عن كون عدد خلايا الدم الحمراء هو أقلّ عندهن، بالإضافة إلى أن تغيرات الوضعية الجسدية، مثل الوقوف بسرعة بعد الاستلقاء، تؤثر بشكل أكبر على النساء مقارنة بالرجال، مما يجعلهن عرضة أكثر للإصابة بهبوط مفاجئ في ضغط الدم أو الإغماء، ثم هناك عامل آخر يتمثل في التغيرات الهرمونية التي تتعرض لها النساء خلال فترة الحمل والرضاعة وفترة ما قبل انقطاع الطمث.
وكشفت الدكتورة جويرية عن هذه المعطيات من خلال ورقة علمية بمناسبة انعقاد المؤتمر الأول للجمعية الإماراتية للقلب بالتعاون مع المجموعة السعودية لصحة قلب المرأة، والتي توصلت «الاتحاد الاشتراكي» بنسخة منها، مبرزة أن الأمراض القلبية والجلطات تتسبب بحالة وفاة واحدة من أصل ثلاث وفيات بين النساء خلال السنة الواحدة، مشددة على أنه يمكن إحداث فرق في هذا الصدد، بالنظر إلى أن 80 في المئة من هذه الحالات يمكن تجنبها إذا ما تم القيام بالكشف المبكر والتشجيع على التوعية بطبيعة هذه الأمراض وكيفية الوقاية والتعامل معها.
من جهتها، كشفت الدكتورة غديرة سعيد المنصوري، الاختصاصية في أمراض القلب الوراثية والخلقية وأمراض القلب في الحمل، أن عيوب القلب الخلقية تشخص غالبا عند الولادة، مبرزة أنه مع تقدم العلاج الجراحي تزداد نسبة فئة البالغين مع عيوب القلب الخلقية. وأوضحت المتحدثة أن من أهم عوامل مضاعفات أمراض القلب الخلقية عند النساء هي عدم انتظام ضربات القلب، وكذلك فشل القلب أي عجزه عن ضخ كمية كافية من الدم تفي باحتياجات الجسم، مضيفة بأن عدم علاج أمراض القلب في فترة الطفولة قد يسبب ارتفاع ضغط الدم في الشرايين الرئوية «فرط ضغط الدم الرئوي». وأكدت الخبيرة أن بعض عيوب القلب الخلقية قد تتسبب في تدفق المزيد من الدم إلى الرئتين فتؤدي إلى ارتفاع الضغط، وبالتالي إضعاف عضلة القلب وفشلها في بعض الأحيان.