تعاني من ويلاتها جماعات عديدة بدائرة إغرم : اعتداءات الرعي الجائر تخلق أجواء «مشحونة» بالمنطقة ومطالب بإعمال القانون المنصف تفاديا لأي تصعيد

تعاني ساكنة العالم القروي بجهة سوس ماسة عامة، وساكنة العالم القروي بإقليم تارودانت خاصة، كما هو معلوم، من ظروف جد قاسية، منها الجفاف المستمر، والهجرة الشبه كلية بعد الجزئية التي فرضها انعدام الشغل وانعدام ضروريات الحياة بالشكل المطلوب في التعليم والتطبيب مثلا، لينضاف إلى هذا «التجاوزات» الخطيرة المرافقة لظاهرة الرعي الجائر، كما حصل مؤخرا مع ساكنة جماعات قروية بدائرة إغرم كنموذج، حيث عجت المواقع التواصلية بمشاهد مؤلمة توثق لاستغاثة ساكنة لا حول لها ولا قوة، بعد الاعتداء على مغروسات وشجيرات تعود لمآت السنين ، إلى جانب مهاجمة المحتجين بالحجارة… مشاهد سبق أن عانت من ويلاتها العديد من الجماعات، وبهذا الخصوص سبق أن نشرنا «قضية» فاضحة، عبارة عن سقوط سبعة جمال هوت بها مطفية، هلك ثلاثــــة منهـــــا فـورا وأصيب الأربعـة بالكســور، حدث هــــذا في دوار اسكــــن قـــرب إغيرن-وامان التابع لجماعة النحيت، ورغم الوعود بالتعويض لم يتم تعويض أحد، وفي قرية تالات ن-افرض نفس الجماعة تم رعي عشرات الجمال جانب القرية حيث أشجار اللوز والصبار، ولما خرج السكان طالبين الابتعاد عن غللهم، أصاب رعاة شابا على مستوى الرأس وهددوا الآخرين؟
ولم تسلم دواوير جماعة والقاضي من تداعيات الرعي العشوائي من خلال هجمات جحافل الجمال والنعاج ، نذكر على سبيل المثال لا الحصر جوانب من دوار جكاسن الواقع في طريق إغرم، حيث تمت مهاجمة ما يحيط بها من أشجار اللوز وغيرها، ليسجل، مؤخرا، هجوم شرس على أشجار اللوز و نباتات الزعتر والشح وكل ما يستغله سكان جماعة ايماون قبيلة اداوزكري منذ عقود طويلة في معيشتهم، خاصة الأسر غير المهاجرة. وللتذكير فقبيلة ادوازكري من القبائل التي قاومت المستعمر إلى جانب قبيلة ايت عبد لله بقيادة البطل عبد لله زاكور والقبائل المجاورة لها إلى سنة 1934، «ليكون المقابل اليوم فتح المجال لمستثمرين بالملايير في الجمال والأغنام للإتيان على الأخضر واليابس مع إضافة الضرب والجرح في حق من يقف في طريقهم»؟
لقد خلفت الأحداث الأخيرة غضبا كبيرا وسط سكان مختلف الجماعات المجاروة، إضافة إلى أبناء المنطقة المتواجدين في كافة المدن وبديار المهجر، حيث تم التعبير عن مظاهر الاحتجاج من خلال وقفات غاضبة، من ضمنها وقفة يوم الأربعاء 29 شتنبر 2021، بمركز اغرم، والتي تم خلالها المطالبة بوضع حد لاعتداءات الرعاة، وفي اليوم ذاته، عقد اجتماع بحضور منتخبين من جماعة إيماون وفعاليات جمعوية بمقر الدائرة ترأسه قائد قيادة المكرت، وتناول فيه المتدخلون تداعيات الهجوم المشار إليه، والذي أتى على الأخضر واليابس من أشجار اللوز وغيرها….، مع ترويع الساكنة داخل منازلها بشكل غير مسبوق ولم تألفه المنطقة.
إن ما يحدث من اعتداءات متكررة على ساكنة المنطقة، من قبل ممارسي الترحال الرعوي، يستوجب إعمالا منصفا للقانون، من خلال محاسبة المسؤولين عن كل تجاوز يهدد «السلم الاجتماعي» بهذه الربوع، التي لا يطالب سكانها سوى بالعدل والمساواة، بعيدا عن كل مظاهر الاستقواء كيفما كانت طبيعتها مادية أوغيرها.


الكاتب : محمد مستاوي

  

بتاريخ : 05/10/2021