تعيش على وقعها العديد من المدن : تعبئة استثنائية لتهيئة أماكن إقامة صلاة التراويح بما تقتضيه من شروط السكينة والوقار

تعيش عدد من المناطق المغربية، خاصة منها التي لا تتوفر على مساجد بالشكل الكافي، تعبئة استثنائية ودينامية ملحوظة من طرف مختلف المتدخلين، لاختيار الفضاءات التي يمكن تهيئتها وتجهيزها لتمكين المواطنين من إقامة الصلوات المختلفة، وخاصة منها صلاة التراويح، التي تعرف إقبالا كبيرا خلال شهر رمضان الأبرك.
وشهدت عدد من الأحياء السكنية، بالوسطين الحضري والقروي على حد سواء، خلال الأيام القليلة الأخيرة، حضور اللجان المختلطة والقائمين على الشأن الديني من أجل تحديد الأماكن التي ستقام بها الصلوات خلال الشهر الفضيل ، من أجل تهيئتها وتجهيزها لوجستيكيا وبشريا، حتى تمر طقوس الصلاة في أجواء روحانية تتماشى وسمات الشهر المبارك، سواء تعلق الأمر بالمساحات المخصصة للنساء أو تلك التي تهمّ الرجال، إضافة إلى مرافق الوضوء، وكل ما يتعلّق بالإنارة والصوتيات، وكذا تحديد الأئمة الذين ستعهد لهم مهمة إمامة المصلّين وتأطيرهم دينيا، وفقا لتعاليم المذهب المالكي ووفقا لنص الدستور الذي يؤكد تصديره على «أن الهوية المغربية تتميز بتبوإ الدين الإسلامي مكانة الصدارة فيها، وذلك في ظل تشبث الشعب المغربي بقيم الانفتاح والاعتدال والتسامح والحوار والتفاهم المتبادل بين الثقافات والحضارات الإنسانية جمعاء».
ويعرف شهر رمضان الأبرك خلال كل سنة، تهيئة عدد من الفضاءات العمومية والخارجية لكي تكون قبلة للمصلين، عوض الاقتصار على المساجد التي تكون غاصة بروادها ولا تستطيع استيعاب كل الأعداد التي تحجّ إليها، وكذا لتجاوز إشكالية بُعد المساجد في عدد من الأحياء، مما يجعل سكانها في حاجة إلى «مصلّيات»، وهو ما يجعل الجهات المختصة تعمل على توفير هذا الأمر لتمكين المصلّين من حضور «صلاة الجماعة»، مما يتطلّب تنظيما لوجستيكيا وبشريا مهمّين.
وارتباطا بالسياق ذاتها، طالب عدد من المواطنين، بمناسبة هذه التحضيرات ذات البعد الديني، مختلف المتدخلين بـ «استحضار مجموعة من الجوانب المتعلقة بهذه العملية لضمان أمن وسلامة المصلين والحرص على سكينة عموم المواطنين، في إطار من التكامل انسجاما وقدسية اللحظة، بعيدا عن عدد من «المظاهر الشاردة» التي قد تؤثث ، وبكل أسف، عدد امن الفضاءات، والتي سبق أن خدشت الجميع في أعوام فارطة في بعض الفضاءات، كحالات الاكتظاظ وما قد يترتب عنها من فوضى ومن عدم توفير أجواء التخشع المرغوبة في الصلاة، وعرقلة السير، والصياح والصراخ وتحويل الجنبات إلى أسواق عشوائية، بالإضافة إلى بعض الممارسات المتطاولة على حرمة الزمان والمكان، والسعي لاستغلال هذه اللحظة الروحانية لتحقيق مصالح خاصة؟


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 20/03/2023