تفاعلات و«حكم» بمواقع التواصل الاجتماعي مع «كورونا»

 

السبيل الواحد والوحيد الذي تسير عليه هديه معظم تدوينات وتغريدات مواقع التواصل الاجتماعي، بمختلف تسمياتها، هذه الأيام هو الحديث عن «فيروس كورونا» المستجد وتداعياته على المعيش اليومي للمغاربة، كما مواطني العالم في مختلف الأقطار
تتضارب الافكار وتختلف الطروحات وتتعدد الرؤى، منها ما يتهكم ويسخر من الوضع، ومنها ما يأخذ الأمر مأخذ الجد، ومنها يسود على صفحاته تأملات واستشرافات على ضوء المستجدات الصحية والاجتماعية والاقتصادية والإنسانية بصفة عامة ..
طبق غني من الأفكار والتأملات و الطروحات من متفاعلين كثيرين من مستويات ثقافية مختلفة ومتعددة عبر صفحات التواصل الاجتماعي .. هي خلاصات اللحظة العالمية، التي يحتاج بعضها للإشراك بالنظر لوجاهتها وحمكة بعضها ندرج منها ما يلي:
«إن بقي الجنس البشري علي هذه الأرض – التي تستحق الحياة – فأول سؤال سيطرح بعد إعلاننا عن انتصار البقاء هو التفكير في ما معني أن نكون؟؟؟ لأن كائنا أصغر من أقزمنا لمليون مرة يهدد تواجدنا اليوم !!!! قبح لله الوهم والواهمين و الأقزام»
تتفاعل مع هاته التدوينة تدوينة أخرى»تساؤل وجيه؛ وفلسفة الكينونة التي يجب أن نفكربها جميعا؛لأننا هذه المرة ونحن الذين ندعي القيادة والمعرفة في هذا العالم، آحتقرنا الكائنات الأخرى، فتحدتنا أصغرها….فلنراحع فلسفة وجودنا من جديد….فلندمر منطق الآحتقاربعدما آستطاعت أصغر جرثومة أن تجعلنا لا نفرق بين اليمين واليسار، وبأحرى التحكم في في هذه الدنيا؛ جناح بعوضة»
متفاعل ثان معها يقول «كلام مثل هذا قيل بصيغ أجمل، صدر عن مثقفين أحبوا أن تستمر الحياة والأرض بكل أصنافها في انسجام تام. إلا أن الإنسان أختار طريقا سماه «نسب النمو» والتنافس على أشياء لا طائل منها كالسباق على التسلح. لذلك أصبح الثمن كبيرا وعملاقا وباهضا جدا جدا…»
تقول تدوينة أخرى «من دروس فيروس كورونا أنه أظهر دور الباحث العلمي والطبيب والمربي ..واختفى الانتهازي الذي يعيش على الريع والامتيازات..» !!
وتضيف التدوينة التالية التي نسير في نفس الاتجاه هناك أمل في هذا الوطن.
هناك أمل بفضل بنائه الذين تجندوا كل بطريقته الخاصة ليعبروا عن وطنيتهم وعن غيرتهم وحرصهم على سلامة الجميع.
هناك أمل لنتجاوز هذه المحنة مادام العاقل منا ينبه الطائش .ومادام الواعي منا يعلم الجاهل .ومادام الإحساس بالمسؤولية قاسما مشتركا يحركنا.
هناك أمل نحو التغيير.
نحو الأفضل.
نحو إصلاح أشياء كثيرة جعلتنا ننسى قيما إنسانية هي في الأصل أوصى بها ديننا الحنيف.»
النصيحة والتضامن والتٱخي والتعاون و.ووو…….
فضائل وصفات بدأت تندثر في مجتمعنا فأعادها كورونا ليوحد صفوفنا ويحرك أحاسيسنا ووطنيتنا الصادقة.
ما نتابعه من صور في بعض مدن مملكتنا يبعث على التفاؤل.
بكل ربوع الوطن قُدمت رسائل للعالم بأننا نستطيع.
نستطيع أن نشكل الاستثناء
نستطيع أن نتعلم ونعلم أشياء كثيرة
نستطيع أن نحرك الضمائر الحية والميتة لنقف وقفة رجل واحد أما هذه الجائحة…»


الكاتب : إعداد: جمال الملحاني

  

بتاريخ : 19/03/2020