تقاسيم على مقام الوجع

 

يكاد الضوء يتخطف أبصارهم

القارب الأخير للنجاة والغرق.. ينتزعنا من زمننا الرتيب والمتعب.. من الوقت الموشى بالملل.. إنه إنصات الأعمى إلى دبيب الحياة وهي تحتضر، لكأنها تولد ثانية بألف برق وبرق، وها قد رأى من جديد .
عين الشاعر ترى ما لا يُرى.
إنه صوت النشيد المتلألئ، الهادئ الصاخب، القادم من فلوات ومفازات الروح البعيدة.. يتحصّن بالضوء وبالخيال .

طائركم معكم

اللغة في الشعر: نسر «روبيل» المنذور للأعالي..الريش رحْلُ المسافر والحنجرة محشوة بالغناء. وحين تجف الضفاف، يتحسس الشعراء أكتافهم.. ينصبون الفخاخ: طائرهم معهم.
حيثما حط طائر، ثمة غابة تتدفأ باخضرارها في انتظار سرب القصائد.

يفلح الشاعر حيث أتى

القبض على الماء بأصابع مبتورة.. اللامتناهي في أرض السراب، شرب الغيم دفعة واحدة.. السحر المجلل بالطلاسم والوعود الكاذبة..الانتصارات المربوطة بأحذية الجنود.. الرايات المزهوة على أعتاب الخيبات.. الإقامة في الحواف الناعمة والحادة للهواء..تراسل الحواس وهي تشيد تخوم الكلام.. وجع الكمنجات الذائب على شجر الوداع.. تعويذة المسافر بلا اتجاه.

يخرج منها اللؤلؤ والمرجان

أحلم بقصيدة تكتبني فيما أنا أقلم أظافر الريح، وأسلخ جلد الخوف عن لحمه.
أحلم بقصيدة لا تشبهني.. قصيدة بشعر خشن مثل أوبرا وينفري، وبأظافر ليدي غاغا..بأنوثة طافحة على سرير القمر، قصيدة يخرج من صدرها اللؤلؤ والمرجان.

وما تلك بيمينك؟

قصيدة تشبه الصباح الطازج الخارج توا من رموش الحبيبة، ومن موقد الليل.. عنفوان الورد في مارس..رائحة الزعفران المبلل بالندى.. المساءات المعطرة بالقرنفل.. مواقد الفقراء في الشتاءات الباردة.
أينما حطت فراشة، ثمة وردة تخبئ أسرارها
ثمة أسراب نحل هائمة يقودها حدسها إلى مملكة الرحيق.

في موج كالجبال

الاستعارات الذاهبة صوب اللاحدود، كحل الفراشة يغمز لشهوة البياض ..مصاهرة الوحوش للظباء والخروج بأقل الخسائر..
التجذيف بلا كلل في اليابسة …سفينة نوح في الصحراء تمسد ألواحها وتمضي بعكس الماء.. وحدهم الشعراء يبنون بيوتهم في الظلام ويوقدون الليل.


الكاتب : حفيظة الفارسي

  

بتاريخ : 19/03/2021

أخبار مرتبطة

  استهل اليوم الثاني لمهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة، أي صبيحة يوم الأحد 12 ماي 2024 بندوة محورية تحت عنوان

كشف الصحفي محمد الشنتوف ،عن تعرضه يوم السبت 11 ماي 2024، على الساعة الثانية عشرة زولا لاعتداء وتعنيف، و “ثني

«خذ باليد اليسرى أضعاف ما نمنحه باليد اليمنى»، ذلك شعار الحكومة وهي تعد بالزيادة في الأجور والخفض الجزئي من الضريبة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *