تكريم الرجل الوطني الوحدوي إبراهيم ولد الرشيد .. أبناء حاضرة السمارة الشامخة واجهوا الاستعمار الغاشم دفاعا عن الوطن

 

دافعت حاضرة السمارة العريقة عن حوزة الوطن وصدت محاولات التغلغل الاستعماري في السواحل المغربية، واصطف أبطال ومجاهدو الأقاليم الجنوبية خلف الشيخ ماء العينين الذي أسس رباطا للجهاد والمقاومة بحاضرة السمارة الشامخة لمواجهة المد الاستعماري الغاشم المتربص بأرض المغرب، برا وبحرا، بعد أن بسط نفوذه على إمارتي الترارزة والبراكنة في الشمال الموريتاني.
وعدد مصطفى الكثيري المندوب السامي للمقاومة وجيش التحرير في كلمة بمدينة السمارة ، أمس الأربعاء في تجمع جماهري بالسمارة، بمناسبة الاحتفاء بالذكرى 47 لجلاء آخر جندي أجنبي عن الصحراء المغربية، والتي تقترن والذكرى 65 لمعركة الدشيرة الخالدة ،
مناقب والسجل الحافل لأبناء الأقاليم الصحراوية المغربية، حينما هبوا فرادى وجماعات لمواجهة وصد أولى محاولات التغلغل الاستعماري في السواحل المغربية.
وتفاعل أبناء هذه الربوع الأبية من آل الشيخ ماء العينين والركيبات والعروسيين وآيت يوسى وغيرهم من أحرار وحرائر المنطقة مع جل الملاحم البطولية والانتفاضات الشَّعبية التي قادتها الحركة الوطنية منذ مطلع ثلاثينيات القرن الماضي، والانتفاضات العارمة والمظاهرات الحاشدة والعمليات الفدائية التي اجتاحت سائر ربوع الوطن بعد إقدام سلطات الإقامة العامة للحماية الفرنسية بالمغرب على نفي رمز الأمة محمد بن يوسف.
وكانت الانطلاقة لعمليات جيش التحرير بالجنوب المغربي سنة 1956م لاستكمال تحرير ما تبقى من الأجزاء المغتصبة من التراب الوطني، حيث خاضت فرقه معارك ومواجهات ضارية ضد قوات المستعمر الغاشم المدججة بأحدث الأسلحة المتطورة والفتاكة والمعززة بسلاح الطيران والمدافع الثقيلة، هذا الجيش الجرار بمعداته المتطورة، لم ينل من العزيمة الراسخة والإرادة الصلبة لرجال ونساء وهبوا أنفسهم وأموالهم في سبيل عزة الوطن وكرامته.
لقد كانت هذه المواقف الثابتة، يقول الكثيري، هي السلاح الذي واجه به هؤلاء الصادقون المخلصون قوات الاحتلال، فكان النصر حليفهم في مواطن ومواقع كثيرة، كمعركة أم العشار ومركالة والسويحات سنة 1956 والروضة والرغيوة ووادي الصفا والسمارة سنة 1957م، ومعركة سيدي أحمد العروسي سنة 1958م، ومعركة الدشيرة في مستهل سنة 1958م، والتي نحتفي بها اليوم، والتي وقعت بعد أيام قلائل من زيارة الوحدة التاريخية لجلالة المغفور له محمد الخامس إلى محاميد الغزلان في 25 فبراير 1958م، والتي أكّد جلالته في خطابه التاريخي بها على حق المغرب في كل شبر من أراضيه بحكم المشروعية والروابط التّاريخية التي تجمع ملوك الدوحة العلوية برعاياهم في الأقاليم الصحراوية المغربية. وبفضل ذلك، تمكن المغرب من استرجاع منطقة طرفاية إلى حضن الوطن في 15 أبريل 1958م، واستعادة مدينة سيدي افني في 30 يونيو 1969م بدبلوماسية متبصرة ومتزنة من العاهل المغربي المغفور له الملك الحسن الثاني.
وجددت أسرة المقاومة وجيش التحرير موقفها الثابت من المبادرة المغربية القاضية بمنح حكم ذاتي موسع لأقاليمنا الصّحراوية في ظل السيادة الوطنية، وهو المقترح الحكيم والوجيه والواقعي الّذي يحظى بدعـم واسع من المنتظم الأممي وينسجم مع القانون الدُّولي وميثاق منظمة الأمم المتحدة وتثمن عاليا الاختصاص الحصري لهذه الأخيرة ولمجلس الأمن الدولي في رعاية المسار السِّياسي لملف وحدتنا التُّرابية، وهو ما أكده الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره الأخير المقدم إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي، حيث صرح أن جبهة البوليساريو الانفصالية لا تتمتع بأي صفة قانونية لدى منظمة الأمم المتحدة وأن الجمهورية الجزائرية الداعمة لهذه الجبهة الانفصالية طرف أساسي في النزاع المفتعل. وقد أكد القرار 2064 لمجلس الأمن على سمو ووجاهة المقترح المغربي بمنح حكم ذاتي للأقاليم الجنوبية في ظل السيادة الوطنية وهو ما شكل انتصارا جديدا للقضية الوطنية.
وفي الأخير كرمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، 8 من المقاومين ، وهم من صفوة أبناء هذه الربوع المجاهدة، لما برهنوا عنه من غيرة وطنية وروح المسؤولية والتضحية وقيم الالتزام والإيثار ونكران الذات .
وإلى جانب التكريم المعنوي، خصصت إعانات مالية لعدد من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وأرامل المتوفين، وتعدادها 71 إعانة بغلاف مالي إجمالي قدره 197.997 درهما.
وشهدت مدينة العيون، يوم أول أمس الثلاثاء، تكريم الرجل الوطني الوحدوي إبراهيم ولد الرشيد، من طرف المندوبية السامية للمقاومة وجيش التحرير، في الذكرى 65 لمعركة الدشيرة الخالدة والذكرى 47 لجلاء آخر جندي أجنبي عن الأقاليم الجنوبية المسترجعة، باعتباره أحد أبناء الذين نشؤوا وترعرعوا تحت نير الاستعمار وفي ظل حكمه المتغطرس، فساهم مع رفاقه وأبناء عمومته إلى جانب مجايليه من كل القبائل الصحراوية بالمنطقة في الكفاح الوطني ضد الاستعمار الغاشم.
شيخ من شيوخ القبائل الصحراوية، وأحد وجهائها الحكماء الذين بصموا التاريخ الحديث والمعاصر والراهن بهذه الربوع الغالية من وطننا العزيز بأياديه البيضاء التي تغدق بالكرم والعطاء. ابن قبائل الركيبات التي ينتهي نسبها إلى القطب الرباني العابد الزاهد الشيخ سيداحمد الركيبي دفين منطقة الحبشي.
وعدد مصطفى الكثيري المندوب السامي للمقاومة وجيش التحرير مناقب الرجل حيث قال : « الحاج ابراهيم ولد الرشيد كفاه فخرا أنه كريم، آباؤه كرماء وزعيم أصوله الزعماء، معدن الكرم الموروث والقيم الأصيلة المتوارثة أبا عن جد. رجل أعطى الغالي وبذل النفيس، مسار النضال الوطني في سبيل الدفاع عن مغربية الصحراء ودحض مزاعم الخصوم، فالحاج ابراهيم ولد الرشيد من أبرز الوجوه النيرة التي طبعت بحضورها المتميز وإشعاعها المتفرد المشهد الصحراوي بالأقاليم الجنوبية المسترجعة،عرف بدماثة خلقه وسعيه للخير وحثه عليه.
استطاع بحكمته وحنكته تجنيب النسيج الاجتماعي والقبلي للمجتمع الصحراوي مآسي وفتن، عن طريق استحضار الأعراف القبلية المشهود بها عند أهل الصحراء في سالف الأزمان ووضع لذلك مع العديد من الآباء الأماجد حدودا وأعرافا يرجع إليها كلما وقع خصام أو نزاع بين عائلة وأخرى أو بين قبيلتين أو أكثر؛ أعراف تراعي الإنصاف للمظلوم وتردع الظالم، وتعضد التماسك الاجتماعي وتحمي العلاقات العامة والخاصة في القضايا التي يمكن حلها بالصلح والمودة والحسنى .
ولأجل ذلك ظل بيته مفتوحا دائما وتراه مبتسما يستقبل ضيوفه من سامي الشخصيات والمسؤولين ومن عامة الناس والمحتاجين، يعرف محليا بعمامة السلطان أي مربط أهل الحل والعقد «.
كما تم تدشين فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بالدشيرة، ومركز تكوين أبناء قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالعيون. .


الكاتب : السمارة : مصطفى الإدريسي

  

بتاريخ : 02/03/2023