تلاميذ الحوز يستأنفون الدراسة بالمؤسسات المستقبلة بمراكش و سيستفيدون من منحة كاملة تشمل الأكل والإقامة

 

بعد أيام عصيبة قضاها سكان الحوز في إحصاء ضحاياهم ولملمة جراحهم إثر الهزة الأرضية التي ضربت مناطق عديدة من المغرب، وتسببت في تشريد الأسر وتهديم البيوت وأودت بحياة أعداد كبيرة من ساكنة منطقة الحوز وتارودانت ومراكش، وغيرها، هزة أرضية عنيفة لم تسلم منها المدارس والثانويات والداخليات، جاء الوقت لإعادة تلاميذ هذه المناطق المنكوبة إلى مقاعد الدراسة ليستأنفوا تحصيلهم الدراسي كغيرهم من تلاميذ المغرب، فالحياة يجب أن تستمر رغم كل شيء، وفي هذا الإطار، انطلقت صباح أول أمس الأحد أولى عمليات تحويل تلميذات وتلاميذ المؤسسات التعليمية التابعة لدائرة آسني إقليم الحوز، إلى المؤسسات التعليمية المستقبلة بمدينة مراكش، كما انطلقت كذلك بإقليمي تارودانت وشيشاوة.
هاته العملية الهامة التي تهدف إلى استفادة هؤلاء التلاميذ من تعليمهم واستئناف دراستهم رغم الظروف الصعبة التي يمرون بها رفقة أسرهم، ستشمل 6000 تلميذة وتلميذ السلك الثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي، منحدرين من 26 جماعة بإقليم الحوز، سيستفيدون من منحة كاملة، تشمل الأكل والإقامة، حيث تم في وقت سابق صباح الأحد استقبال قرابة 790 تلميذة وتلميذا يتابعون دراستهم بالسلك الإعدادي ويقطنون بالجماعتين الترابيتين ويركَان وإمكَدال بساحة الثانوية الإعدادية ويركَان رفقة أساتذتهم، قصد نقلهم نحو المديرية الإقليمية بمراكش للالتحاق بالمؤسسات المستقبلة واستئناف الدراسة ابتداء من يوم أمس الاثنين 18 شتنبر.
وحسب المديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بمنطقة الحوز سيتم تخصيص الحصص الأولى للدعم النفسي للتلميذات والتلاميذ، ومساعدتهم من خلال الاستماع وأنشطة تربوية وترفيهية، يشرف عليها إلى جانب أساتذتهم الملحقون الاجتماعيون الذين استفادوا من تكوين متخصص في هذا المجال، وذلك في انتظار عودتهم إلى مؤسساتهم الأصلية بعد ترميمها أو إعادة بنائها، وفق ذات المصدر.
وكانت لقاءات وقوافل تواصلية قد عقدت مع أمهات وآباء وأوليات التلميذات والتلاميذ بالمناطق الأكثر تضررا، من أجل التحسيس بأهمية الاستمرارية البيداغوجية واستئناف الدراسة، حيث شهد إقليم الحوز خلال الأيام التي تلت الهزة الأرضية المدمرة، كباقي المناطق الأكثر تضررا من الزلزال الذي ضرب بلادنا، تنظيم قوافل تواصلية مع أمهات وآباء وأولياء أمور التلميذات والتلاميذ، بهدف تعزيز التواصل عن قرب والمباشر مع الساكنة،
التي تفاعلت إيجابيا مع مقترح تحويل بناتهم وأبنائهم إلى مؤسسات تعليمية أخرى.
وفي نفس الإطار تم تنظيم دورات تكوينية لفائدة الملحقين الاجتماعيين للمواكبة والدعم النفسي للتلميذات والتلاميذ بالمناطق المتضررة من زلزال الحوز، وذلك بشراكة مع مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، خلال الفترة الممتدة من 14 إلى 16 شتنبر 2023، بكل من الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش آسفي وجهة سوس ماسة.
هذه الدورات التكوينية، التي نظمت بكل من مراكش وأكادير، استفاد منها ما يفوق 250 من الملحقين الاجتماعيين بهاتين الجهتين، حيث تشمل هذه الدورات تكوينا أساسيا لجميع المستفيدات والمستفيدين لتحضيرهم للتدخل الميداني من خلال ورشات عمل يؤطرها خبراء دوليون في المجال، وكذلك من خلال الاشتغال على دلائل ووثائق عملية.
وتشمل الدلائل دليل الدعم النفسي والتربوي والاجتماعي، الذي يهدف إلى مساعدة الأطفال على معرفة وفهم ماهية الكارثة (الزلزال أو غيره…) وكيفية حدوثها وإلى إيجاد استراتيجيات لتجاوز الصدمة وتنمية قدرة التعبير عن المشاعر والأحاسيس التي تخالجهم، والاستعادة التدريجية لنمط الحياة العادي.
أما الدليل الثاني، فيتعلق بالتربية على الطوارئ للحماية والوقاية من المخاطر بالوسط المدرسي، الذي يهدف إلى تعميم مخططات حماية المؤسسات التعليمية من المخاطر، وتمكين الأطر الإدارية والتربوية من وضع برامج عمل مستعجلة لتدبير وتسيير المؤسسات التعليمية في وضعيات الطوارئ.
هذه الدورات التكوينية، التي ستمكن الملحقين الاجتماعيين من تقوية قدراتهم، وضعت رهن إشارتهم مقاربات تنشيطية وتواصلية في مجال الدعم النفسي، تساعد على اسـتـئناف الدراسة وضبط السير العادي للحياة المدرسية بعد وضعية الطوارئ، وكذا التحسيس بالأخطار الطبيعية وآثارها وتدريبهم على كيفية تجاوزها.
وبالموازاة مع ذلك تم أيضا على مستوى إقليم الحوز نصب 150 خيمة مجهزة بجميع التجهيزات التربوية الضرورية، وبالألواح الشمسية وذلك بهدف استقبال تلاميذ التعليم الابتدائي لاستئناف دراستهم بصفة مؤقتة، وذلك بتنسيق بين المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالحوز والسلطات المحلية والقوات المسلحة الملكية، وبمنطقة أمزميز تم إخبار الأمهات والآباء وأولياء الأمور أن الدراسة ستستأنف، يوم أمس الاثنين، بثانوية الفارابي الإعدادية بأمزميز ساحة الإعدادية وبثانوية الفراهيدي التأهيلية بالملعب الرياضي بالثانوية وبمدرسة ماريا القبطية الابتدائية بتجزئة العليا بالقرب من مسجد يثرب، وذلك بالموازاة مع باقي المناطق المتضررة التي اتخذت فيها إجراءات مماثلة لعودة التلاميذ إلى مقاعد الدراسة في أقرب الآجال وفي ظروف مواتية تراعي ما يمرون به من آلام نفسية وجسدية وهشاشة اجتماعية بسبب الزلزال .


الكاتب : خديجة مشتري

  

بتاريخ : 19/09/2023