تلاميذ المناطق المتضررة يستأنفون حياتهم الدراسية

بمؤسسات مستقبلة أو باعتماد مخيمات دراسية ميدانية

 

عاد التلاميذ بعدد من جماعات الحوز، أول أمس الاثنين، إلى مقاعد الدراسة، بعد أن تضررت مدارسهم بسبب الزلزال الذي ضرب بلادنا، يوم الجمعة 8 شتنبر 2023، وجهزت لهذه الغاية ما يزيد عن 200 خيمة نموذجية تم تصميمها على شكل أقسام دراسية متوفرة على جميع التجهيزات واللوازم الأساسية، كما تمت تعبئة الأطر الإدارية والتربوية وتنظيم حملات للمواكبة النفسية لفائدة المتعلمين والمتعلمات.
العودة التدريجية لتلميذات وتلاميذ عدد من الجماعات والدواوير المتضررة بفعل الزلزال الذي ضرب بلادنا، تمت بمؤسسات مستقبلة تم تحويلهم إليها أو باعتماد مخيمات دراسية ميدانية تم تجهيزها بجميع التجهيزات التربوية اللازمة لاستقبالهم من أجل استئناف دروسهم.
وفي أول يوم دراسي بعد الفاجعة المدمرة التي دكت المنازل والمدارس وأودت بحياة عدد كبير من السكان والتلاميذ والأطر التربوية ردد التلميذات والتلاميذ، إلى جانب أستاذاتهم وأساتذتهم والأطر التربوية والإدارية، النشيد الوطني، ثم تلوا الفاتحة ترحما على ضحايا الزلزال، ليلتحقوا بفصولهم الدراسية من أجل بداية جديدة .
عودة تطبعها ظروف استثنائية وتخيم عليها التداعيات النفسية للزلزال على نفوس التلاميذ، ولمواجهة هذا المعطى ستخصص الحصص الأولى للدعم النفسي للتلميذات والتلاميذ، لمساعدتهم من خلال الاستماع وأنشطة تربوية وترفيهية، يشرف عليها، إلى جانب أساتذتهم، الملحقون الاجتماعيون الذين استفادوا من تكوين متخصص
في هذا المجال.

ورزازات.. الحياة المدرسية تعود إلى سابق عهدها بنحو 142 مؤسسة تعليمية

استؤنفت الدراسة، الاثنين ، بجميع المؤسسات التعليمية بتسع جماعات بإقليم ورزازات تضررت من تداعيات زلزال الحوز، وتمت لهذه الغاية تعبئة جميع الموارد البشرية والأطر التربوية لاستئناف العملية في أحسن الظروف وضمان حسن سير الموسم الدراسي 2023-2024 بتظافر جهود عدة متدخلين وبتنسيق بين السلطات المحلية والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة.
وكانت لجنة تقنية قد عاينت مباني جميع المؤسسات التعليمية بالجماعات المتضررة بالإقليم وأوصت بضرورة إخلاء مبنى حجرتين دراسيتين فقط بمدرسة «إنمتر» الواقعة بجماعة تلوات بعد تعرضه لانهيار شبه كلي. واستأنف تلاميذ وتلميذات هذه المؤسسة التعليمية، التابعة لمجموعة مدارس عبد الله بن ياسين، الاثنين، حصصهم الدراسية داخل خيمة كبيرة نصبتها سلطات عمالة الإقليم بعد تجهيزها بالطاولات والمقاعد والوسائل البيداغوجية ذات الصلة، وذلك في ظروف سليمة وآمنة.
وفي هذا الصدد قال المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، يوسف بوراس، إن تحويل تلاميذ هذه المؤسسة التعليمية، التي تضرر عدد من حجراتها بشكل كبير، جراء الكارثة الطبيعية التي ضربت المنطقة، يأتي ضمن البدائل المؤقتة لضمان الاستمرارية البيداغوجية للمتمدرسين المعنيين.
وأضاف بوراس، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن جهود تأمين هذا الفضاء لتمكين المتعلمات والمتعلمين بهذه الفرعية من استئناف حصصهم الدراسية في ظروف آمنة تكللت بالنجاح، مشيدا بتدخل عمالة الإقليم التي تعبأت بتنسيق مع المديرية الإقليمية للتربية الوطنية وفي زمن قياسي، من أجل توفير هذا الحل المؤقت لضمان مواصلة العملية التعليمية بهذه المؤسسة في ظروف أفضل.
وأشار إلى أن الحياة المدرسية عادت إلى سابق عهدها بنحو 142 مؤسسة تعليمية بالجماعات المتضررة بالإقليم، بفضل تعبئة كافة المتدخلين، وتنظيم حملات للتتبع النفسي لفائدة التلاميذ والتلميذات من طرف أطر الدعم الاجتماعي والتوجيه التربوي من أجل التخفيف من الآثار النفسية والاجتماعية لهذه الكارثة الطبيعية على نفسيتهم.

أمزميز..استقبال التلاميذ بخيام نصبتها القوات المسلحة الملكية

وعلى غرار باقي الأقاليم المتضررة من الزلزال استأنف تلاميذ جماعة أمزميز دراستهم، أول أمس، حيث تم استقبالهم بخيام نصبتها القوات المسلحة الملكية بالقرب من الثانوية الإعدادية الفارابي بأمزميز، في انتظار إحداث وحدات المدارس المتنقلة. وبغية تمكين التلاميذ من مواصلة دراستهم في أفضل الظروف، تم بإقليم الحوز نصب 150 خيمة مجهزة بجميع المعدات التعليمية والتكوينية اللازمة بالإضافة إلى ألواح شمسية.
وفي هذا الصدد أكد مدير الثانوية الإعدادية الفارابي بأمزميز، حسن كونين، أن الطاقم التربوي والإداري معبأ لاستقبال التلاميذ في أفضل الظروف وتأمين استئناف الدراسة على نحو جيد.
وقال في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء: «بالطبع هناك عدة عوائق مرتبطة بالزلزال، ولكننا عازمون بقوة، بالتنسيق مع جميع الجهات المعنية، على التغلب على كافة التحديات، والعودة إلى مسار الحياة الطبيعية واستعادة ثقة التلاميذ وأولياء أمورهم».
وبعد ترديد النشيد الوطني وقراءة سورة الفاتحة ترحما على أرواح ضحايا الزلزال، عاد التلاميذ إلى أقسامهم آملين أن يتكلل العام الدراسي الجديد بالنجاح.
وعبر العديد من التلاميذ في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن سعادتهم بالعودة إلى الدراسة، والالتقاء بأصدقائهم وأساتذتهم القدامى والجدد.

أزيلال… 450 تلميذا مسجلين بالمؤسسات التعليمية لجماعة آيت أمديس ينقلون إلى مجموعة مدارس آيت موسى

وبإقليم أزيلال استأنف تلاميذ الجماعة القروية لأيت أمديس دراستهم في ظروف جيدة، وذلك إثر الزلزال الذي ضرب العديد من مناطق المغرب يوم 8 شتنبر الجاري.
وفي هذا الإطار تم نقل 450 تلميذا مسجلين بالمؤسسات التعليمية لجماعة آيت أمديس، إلى مجموعة مدارس آيت موسى، وذلك في إطار الجهود الرامية إلى الاستئناف الفوري للدراسة في ظروف تضمن سلامة التلاميذ وهيئة التدريس.
وتندرج هذه المبادرة في إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها السلطات المحلية من أجل ضمان حسن سير السنة الدراسية، رغم الأضرار التي سببها زلزال الحوز.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أبرز المدير الإقليمي للتربية الوطنية بآزيلال، فؤاد باديس، الجهود الهامة التي بذلتها السلطات المحلية من أجل إيجاد حلول كفيلة بضمان العودة الفورية للدراسة في الجماعات المتضررة من الزلزال.
وقال إن الجهود التي بذلها كل الفاعلين، مكنت من التوصل إلى العديد من الحلول لضمان تمدرس التلاميذ في ظروف مواتية، مشيرا إلى أنه بعد وقوع الزلزال مباشرة، قامت المديرية الإقليمية، بمعية لجان مختصة مكونة من مهندسين وتقنيين بعمليات واسعة لتقييم المدارس المتضررة.
وأوضح المسؤول الإقليمي أن هذه العمليات مكنت من الوقوف على الأضرار على مستوى كل بنية من أجل تأهيلها لاستقبال التلاميذ في ظروف سليمة، لافتا إلى أن الدراسة مستمرة بشكل طبيعي بكامل الإقليم، باستثناء التلاميذ الذين تم نقلهم إلى مجموعة مدارس آيت موسى، وبعض التلاميذ الذين تم نقلهم لمؤسسات أخرى للمدارس التي لحقتها أضرار طفيفة.

جماعة أسني.. تهيئة 32 خيمة بملعب للقرب لاستقبال التلاميذ

وتمت بجماعة أسني تهيئة ملعب للقرب من أجل استقبال تلاميذ ثانوية الأطلس الكبير الإعدادية، التي دمرها الزلزال بالكامل، مما مكن من استئناف الدراسة وضمان تقديم الدعم النفسي للتلاميذ على إثر هذه الكارثة الطبيعية.
وفي هذا الصدد، أكد المدير الإقليمي للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالحوز، محمد الزروقي، أنه تم في إطار هذه العملية نصب 200 خيمة، مضيفا أنه سيتم أيضا إحداث «وحدات متنقلة» لهذا الغرض.
وأبرز المتحدث في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الوزارة الوصية اتخذت العديد من الإجراءات في أعقاب زلزال الحوز، بهدف ضمان استئناف الدراسة، بعد تعليقها مؤقتا بسبب هذه الكارثة الطبيعية.
وأشار إلى أن الزيارات الميدانية مكنت من إحصاء 242 مؤسسة تعليمية متضررة من الزلزال، ضمنها 33 مؤسسة دمرت بالكامل.
وأضاف أنه تم نقل المئات من التلاميذ إلى مؤسسات تعليمية بمراكش، حيث سيستفيدون كذلك من الدعم التربوي والنفسي المناسب.
من جهته، قال مدير ثانوية الأطلس الكبير الإعدادية، محمد إد عبو، إنه تم تحويل ملعب القرب بجماعة أسني إلى ثانوية إعدادية مؤقتة تضم 32 خيمة مخصصة لاستقبال التلاميذ في أفضل الظروف الممكنة.
وأضاف «نستقبل اليوم 1686 تلميذا من المستوى الإعدادي و1200 من المستوى الثانوي».
من جانبه، قال الأستاذ بثانوية الأطلس الكبير الإعدادية، خالد تيزولا، إنه سيتم وضع جدول زمني يتلاءم مع الظروف الحالية حتى يتمكن التلاميذ من متابعة دراستهم وتجاوز التأثير النفسي الذي خلفته هذه الكارثة الطبيعية.

بإقليم تارودانت .. خيام مجهزة

وبإقليم تارودانت أقيمت خيام مجهزة بجميع التجهيزات التربوية الضرورية، لتمكين تلاميذ المناطق المتضررة من الزلزال والذين عادوا إلى مقاعد التحصيل صباح الاثنين، من متابعة دراستهم في أحسن الظروف.
وقامت مديرة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة سوس ماسة، وفاء شاكر، بزيارة لمجموعة مدارس يوسف بن تاشفين بجماعة تيزي نتاست إحدى أكثر الجماعات المتضررة من الزلزال، حيث وقفت على ظروف استقبال التلاميذ، والإجراءات التي اتخذت لمواكبتهم بعد كارثة الزلزال.
وأوضحت شاكر، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن أول إجراء قامت به الأكاديمية، مباشرة بعد الكارثة، هو رصد الخسائر في الأرواح بالنسبة للتلميذات والتلاميذ والأطر التربوية، وتشخيص وضعية المؤسسات التعليمية والخسائر التي لحقت بها.
وأضافت أن الأكاديمية وضعت مخططا لتجاوز هذه الوضعية عبر تأمين تمدرس التلاميذ، وضمان الاستمرارية البيداغوجية، وإخراج التلاميذ من الوضع النفسي الصعب الذي عاشوه، وذلك عبر المؤسسات التعليمية والأنشطة والتأطير من قبل الأساتذة .
وبخصوص الجانب النفسي والاجتماعي للتلاميذ، أكدت المتحدثة، أنه تم تكوين 100 من أطر الدعم الاجتماعي والنفسي، لمواكبة التلاميذ خلال هذه الظرفية الصعبة. مضيفة أنه سيتم توزيع هؤلاء الأطر على جميع الجماعات المتضررة من الزلزال، قصد مواكبة الأساتذة للاشتغال على الأنشطة المبرمجة .
وأوضحت مديرة الأكاديمية، أن كل الجهود على مستوى الأكاديمية الجهوية موجهة لإقليم تارودانت خلال هذه الظرفية، مشيدة في هذا الإطار بالعمل الجبار الذي تقوم به جميع الفرق المعبأة في هذا الإطار.
وفي سياق المجهودات التي تبذلها الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لسوس ماسة لتجاوز آثار الزلزال، أوضحت المديرة أنه تمت تعبئة 35 إطارا من بينهم مهندسون معماريون ومهندسون من مكاتب دراسات ومكاتب مراقبة، والذين قاموا بتقييم الوضع، إضافة إلى تشكيل فريق يشتغل على مستوى المديرية الإقليمية لتارودانت ويتكفل بالتخطيط والخريطة المدرسية لإعادة توزيع التلاميذ.

ثلاث نيعقوب ، إيغيل، ويركان، أنوغال وأزغور..نقل 6000 تلميذ إلى إعداديات و ثانويات مراكش

وكانت السلطات قد شرعت في تنقيل تلاميذ الإعداديات والثانويات من المناطق المتضررة من الزلزال في منطقة الحوز ، إلى مناطق أخرى حيث جرى التكفل بهم وبدراستهم في منحة كاملة تشمل الإقامة والأكل، وشملت العملية في مرحلتها الأولى نقل789 تلميذا من ثانوية ويركان إلى الثانوية التأهيلية محمد الخامس، ونقل385 تلميذا من ثانوية تنمل التأهيلية إلى ثانوية بن يوسف التأهيلية، كما تم نقل 347 تلميذا من ثانوية مجمع إغيل إلى معهد القاضي عياض للتربية الأصيلة.
وتشمل هذه المبادرة الهامة 6000 من تلاميذ 6 مدارس تقع في البلديات الأكثر تضررا من الزلزال: ثلاث نيعقوب ، إيغيل، ويركان، أنوغال وأزغور.

تلاميذ يخسرون كتبهم ودفاترهم وحواسيبهم ومقرراتهم

وكان الزلزال الذي ضرب بلادنا قي 8 من شتنبر سببا في خسارة تلاميذ لكتبهم ودفاترهم وحواسيبهم والوسائل الإلكترونية التي كانوا يعتمدون عليها في تحصيلهم الدراسي، وفي هذا الإطار
أكد فؤاد شفيقي، المفتش العام للشؤون التربوية بالوزارة، أن هذه الأخيرة تلتزم بـ“توفير الخدمة العمومية المتعلقة بالتعليم، وأينما كان التلاميذ ستقرب منهم المدرسة”.
وفي ما يتعلق بموضوع ضياع وسائل وأدوات التعلم في المناطق المنكوبة، قال المفتش العام للشؤون التربوية بالوزارة: “طرحنا السؤال على المديريات الإقليمية حول ما إذا قامت بتوزيع لوازم مليون محفظة قبل تاريخ الزلزال أم لا، فكان الجواب أنه تم توزيعها في أغلب المؤسسات التعليمية”، مبرزا أن “الوزارة أضافت إلى تكلفة إعادة تشغيل المرفق العمومي تكلفة اقتناء الأدوات المدرسية التي سيحتاجها تلاميذ هذه المناطق”، مؤكدا أن التلاميذ الذين ضاعت منهم مقرراتهم وعدتهم التعليمية سيتوصلون بجميع الأدوات معتبرا أن الحواسيب والوسائل الإلكترونية أدوات خاصة وغير مطلوب من التلاميذ التوفر عليها داخل الفصول الدراسية؛ أما الكتب والدفاتر المطلوبة داخل الفصول فسيتم توفيرها لجميع المتمدرسين.
وبخصوص توفير الموارد البشرية، إثر وفاة عدد من الأطر التربوية بسبب الزلزال المدمر ، قال إنه “إلى حدود اليوم تم الإعلان عن وفاة سبعة أساتذة، بالإضافة إلى إصابة حوالي 30 إطارا، ضمنهم من يعانون من إصابات بليغة”، مردفا أنه “بعد تحديث الإحصائيات ستجد الوزارة وسائل لمعالجة هذا الموضوع، كما تفعل حينما تعاني بعض المناطق من ضغط، وتلجأ المديريات إلى تجميع بعض الفصول الدراسية”.
مردفا بالقول: “كما أنه يمكن اللجوء إلى إعادة الجدولة الزمنية من أجل إحضار أساتذة من الأقاليم نفسها. وستتم الاستعانة بالاحتياطي المتوفر من الأساتذة داخل الجهات المتضررة. وفي مستوى آخر سيتم تفييض عدد من الأساتذة الذين سيتكلفون بالأقسام، ولن يظل أي فصل بدون أستاذ”.


الكاتب : إعداد : خديجة مشتري

  

بتاريخ : 20/09/2023