تم استدعاء فرقة عسكرية لتفجيرها : العثور على قذيفة «هاون» بخنيفرة يستنفر السلطات المحلية والأمنية

 

كان لتدوينة فيسبوكية وقعها الخاص، بأوساط السلطات المحلية والأمنية، بعد إشارة صاحبها لعثوره بالصدفة على جسم فولاذي غريب لا يظهر منه على سطح الأرض إلا نصفه، وأنه لم يقدر على نبشه خشية إصابته بمكروه، وقد أرفق تدوينته بصورة للجسم المذكور، وموقعه ضواحي جبل «با موسى» المطل على المدينة، الأمر الذي أثار حالة استنفار بعين المكان بعد التأكد من حقيقة الأمر الذي لم يكن سوى قذيفة قديمة من صنف «الهاون» غير منفجرة، وبينما تم استبعاد أن تكون القذيفة من مخلفات «تداريب عسكرية» كانت تجرى بالموقع المذكور، لم يستبعد المتتبعون أن تعود إلى حقبة الاستعمار الفرنسي، وأنها من القذائف التي استعملها الجيش الفرنسي بالمنطقة.
وفور انتقالها لعين المكان، شهد الموقع حضور عناصر مختلطة من الأمن والدرك والسلطة المحلية، حيث تمت عملية المعاينة الأولية في أمر القذيفة التي كان الظاهر منها في أول وهلة يشبه وضعية لغم، قبل اتخاذ التدابير الاحترازية اللازمة، بدءً من تطويق الموقع وتحديد نقطة «القذيفة الحية» بقطع من الحجارة، سيما بعد الوقوف على أن مفعولها ما يزال فعالا وقابلا للانفجار، لتتحرك الاتصالات الفورية بالجهات العسكرية، المتخصصة في معالجة المتفجرات والمفرقعات، من أجل التدخل للتخلص من القذيفة عبر انتشالها وإبطال مفعولها بسلام وتفجيرها بأمان، مع التحقيق في شأنها وتحليل مكوناتها الداخلية ومعرفة تاريخها ومصدرها.
وارتباطا بالموضوع، حلت بعين المكان فرقة عسكرية متخصصة من إقليم بني ملال، وتحديدا من تادلة، حسب المعطيات المتداولة، والتي تمكنت من تفجير هذه القذيفة التي كان لانفجارها دوي سمعه عدد واسع من سكان المدينة والأحياء المحيطة بالموقع، فيما عبر الكثيرون عن ارتياحهم لكون مكان العثور على القذيفة يقع بمنطقة خلاء غير مأهول بالسكان، وبعيد عن الأطفال والمارة، بينما لم يفت بعض المتتبعين للشأن العام المحلي المطالبة بتكريم مكتشفها، مقابل التشديد على ضرورة إيفاد فرق متخصصة لهذه المنطقة المشار إليها بغاية مسحها وتمشيطها من باب احتمال وجود «قذائف حية» مطمورة تحت الأرض قد تشكل خطرا على سلامة الناس.
وعن القذيفة التي اكتشفت على مشارف مدينة خنيفرة، فهي على شاكلة أو من أنواع «الهاون» برأس حامل لمسمار إطلاق وبذيل بصفائح فولاذية متفرعة ومتصلة بحشوة الإشعال، كما هي عبارة عن قطعة مدفعية صغيرة من الأسلحة النارية البسيطة، وتُعرف بعيَّارات مختلفة، وإن كان الشائع منها عيارات 60 مم،81 مم، 120 مم، فضلا عن أخرى تختلف باختلاف شكلها ومصدر صنعها، وتستخدم غالبا من طرف قوات المشاة والعمليات الخاصة، إما بمدافع محمولة على الأكتاف أو أرضية متنقلة، إذا لم تستعمل جوا، وإلى حدود الساعة لم يتم الكشف عما يكفي من المعطيات حول نوعية القذيفة التي تم العثور عليها ولا وزنها أو تاريخها وطبيعتها.
وتشاء الصدف أن يقع الحادث في مثل اليوم والشهر (مارس)من عام 2017، عندما عثر عمال بالإنعاش الوطني، في خنيفرة، على قنبلة قديمة، خلال أشغال حفر وشحن أتربة بمحيط «قنطرة حي حمرية»، وتم وقتها إشعار المصالح الأمنية التي استنفرت مكوناتها باتجاه عين المكان، رفقة عناصر السلطات العمومية، وبعد ضرب طوق كبير على المنطقة، تمت معاينة القنبلة التي كان يعلوها الصدأ، وبعد التأكد من قابليتها للانفجار، جرى إشعار السلطات المختصة التي أوفدت خبيرا عسكريا في المتفجرات من إقليم بني ملال، والذي عمل على معاينة هذه القنبلة ونقلها إلى خارج المدينة (حي أحطاب) حيث تم تفجيرها.


الكاتب : أحمد بيضي

  

بتاريخ : 12/03/2024