«تنطفئ الأيقونات لكنها لا تموت» مرثيات للراحل عبد الرحمان اليوسفي بأقلام الكتاب والمثقفين

«تنطفئ الأيقونات لكنها لا تموت»، ديوان جماعي ضم مرثيات في حق فقيد الوطن السي عبد الرحمان اليوسفي رحمه الله، قدم له حسن أوريد بمقدمة عنونها ب»عبد الرحمان اليوسفي أو بلاغة الصمت» وضم نفثات من الشعر الفصيح والزجل أبدعها شعراء وشواعر من المغرب ومن خارجه.
الديوان الجماعي الذي أعده ونسقه الشاعرة دليلة حياوي و الدكتور أحمد رزيق شارك فيه كل من : حسن أوريد ــ إدريس بلعطار ــ إسماعيل علالي ــ حسن برما ــ حفيظة الفارسي ــ خالد العقبي ــ رضوان أفندي ــ سفيان مديلي ــ صالح لبريني ــ عزيز بنسعد ــ فريدة بوفتاس ــ محمد العياشي ــ محمد النابت ــ محمد موثنا السباعي ــ يحيى الشيخ …
في تقديمه لكتاب، كتب الدكتور حسن أوريد:
«ما يحضرني من هذه الصور التي تكشف شخصية الانسان أكثر من الأحداث الجليلة، ما حكاه لي وهو إذاك تلميذ في ثانوية مولاي يوسف بالرباط في الأربعينيات عن أستاذ جزائري يدرس اللغة العربية، وكان الدرس حول معاني الحروف. وحروف الصغير التي تفيد القبيح من الأمر. ومنها حرف السين، وما كان من من اليوسفي إلا أن نطق بكلمة «الفرنسيس» (الفرنسيون فرد الاستاذ على التو: اليوسفي، وهو يشفع ذلك بابتسامة تدل على حسن الدعابة وقوة البديهة. التفت كل الأطياف في المغرب وخارج المغرب على تقديره وتكريم ذكراه…».
نقرأ من بين قصائد الكتاب مقتطفا من مرثية الشاعر صالح لبريني المعنونة بـ»عبور واحد لا يكفي لهذا الجبل»:
(1)
عينُ البارِحة حزينة
عبقُ الأُصًص في حالة يُتمٍ
عبورٌ واحدٌ لا يَكفِي
لجنازة هذا الْجبَل
ثمة ضحكة تنتشي في وجْه اللّيل
وعشرون أملا في ضاحية القبيلة
ترتب مائدة لنهار سيأتي محمّلا
بنشيد الأعالي
وعيْن العبوات عرسٌ يانِعٌ بدَم الأرض
وتلك الأناشيدُ المؤجّلة تعيثُ فِي الفرح البعيد
ولا أحدَ سَيمنحُنِي وردة
(2)
الْبيْتُ الّذي خلَّفتَهُ وحيداً
يَطْرُدُ النّوافذَ
الأبواب المشرعة على الرّيح
الباحة تلقي التحيّة على ثريات السقوف
وتنام على بقايا خطوات أودعتها في سريرة الأرض
وتربّي وردة الغياب
الغرف تتجرّد من أحلام الرّصاص
ترعى حيرة بصماتك على الستائر
وتلتحف هدنة الصّمت


بتاريخ : 25/08/2020