«تنهِيدةُ المساء…»

أَحْيَانًـا،
أتصورُ أني أَعْمَـى…
أتحسسُ طَرِيقِـي،
بِنبضات أَمْواج البَحْرِ
وردهات النوارس
عَلَى مَرَاكِب الصَّيْد .

*      *       *
أَقِف وَحِيدًا،
عَلَى سِيقَان الصَّخْر،
يداهمني الْمَسَاء،
فَأَرْفَع عُيُونِـي
مَنْ شُبَّاكٍ السَّحَاب
أخْتَرَقُ عَتَمَـة الْغَسَـق
وأصغي إلَى رَقْصَة الرِّيح
أَسْتَشْعِـر الْبَرْد
مِن فُستان المحيط العـَاري.

*     *      *

كُلَّمَا نَظَرتُ إلَى السَّمَاءِ
رَأَيْتُ النُّور كَالرَّحَى
يَأْتِينِي بَطِيئا،
عَلَى كَتِفِ مِشْكَاة . . .
بأناقةِ حُبّ
وَكِبْرِيَاء روح..

*      *      *
فَجْـأَة…
أَرَى بعيناي الغائرتيـن
شُعَاع الطَّرِيق
يَرْفَع عَنِّي غُبَار الْحُلْـم
وأمضي قُدُما،
نَحْو الدُّرُوب المتعبَـة
تتْبَعُنِي أَسْرَابٌ مِنْ الْغُرَابِ
أتحَيـنُ . . .
فرْصَة تَعَـب اللَّيْل
وأنَـام…


الكاتب : شفيق الإدريسي

  

بتاريخ : 14/01/2022