«ثريا جبران.. الأيقونة»: احتفاء يليق بـ «سيدة غاضبة»

كان لعشاق المسرح، ولأيقونة المسرح المغربي الراحلة ثريا جبران موعد أول أمس الخميس بفضاء المعرض الدولي للكتاب بالرباط، للاطلاع على هذه التجربة المتفردة من خلال تقديم الكتاب الجماعي «ثريا جبران.. الأيقونة»، الذي أشرف عليه عدد من الفنانين والأدباء المغاربة، احتفاء بسيدة المسرح المغربي، ثريا جبران.
وتميز حفل تقديم الكتاب بمشاركة الأساتذة: محمد بهجاجي، عبد الجبار خمران، حسن نجمي، حسن النفالي، عبد الواحد عوزري وبتسيير عبد الحق أفندي، ممن قاسموا الراحلة المسار والمسيرة، والإيمان بقدرة الركح على تغيير رؤيتنا للأشياء والذوات وللعالم.
كما حضر اللقاء، وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، ومدير المسرح الوطني محمد الخامس، محمد بنحساين، إلى جانب شخصيات فنية وثقافية معروفة في الساحة الوطنية، وعدد من أصدقاء الراحلة وبعض أفراد عائلتها.
يسلط هذا المؤلف، الصادر سنة 2023 عن منشورات وزارة الشباب والثقافة والتواصل (مطبعة دار المناهل)، الضوء على ذاكرة الفنانة الراحلة ثريا جبران، من خلال مجموعة من المقالات والدراسات والشهادات، التي تبرز المسار الفني الحافل الذي بصمت عليه الراحلة في خدمة الفن والإبداع في المغرب.
واشتغل على هذا الإصدار الجماعي الجديد مجموعة من المساهمين نكر منهم :محمد بهجاجي، حسن نجمي، والشاعر نجيب خداري، والفنان التشكيلي عبد الله الحريري، والفنان المسرحي حسن النفالي، والمخرج عبد الجبار خمران.
وفي كلمة له بالمناسبة، قال وزير الشباب والثقافة والتواصل إن هذا الإصدار الجماعي «يعد شهادة في حق الراحلة ثريا جبران كفنانة مناضلة، وكوزيرة سابقة للثقافة»، نظرا للاهتمام الإنساني والاجتماعي الذي كانت توليه للفنان المغربي، مبرزا أن وزارة الشباب والثقافة والتواصل تعمل على نفس النهج تجاه الفنانات والفنانين المغاربة.وأضاف أن فكرة تأسيس مؤسسة بالنسبة للفنان المغربي مبنية في الأصل على الإرث الذي تركته الفنانة الراحلة ثريا جبران خلال فترة تقلدها مسؤولية وزارة الثقافة.
وقد عرف الحفل تقديم مجموعة من الشهادات في حق الراحلة، ممن تعاملوا معها واشتغلوا إلى جانبها، والتي أبرزت الخصال الحميدة التي كانت تتصف بها الفنانة ثريا جبران على المستوى الإنساني، في تعاملها مع باقي الفنانين، «الذين كانت تعتبرهم إخوة بالنسبة لها».
كما سلطت الشهادات الضوء على الفترة التي قضتها ثريا جبران على رأس وزارة الثقافة، حيث كان لها الفضل في إنجاز العديد من الأوراش والمشاريع الثقافية، التي تسعى لتحسين وضعية هواة المسرح والفنان المغربي بشكل عام.
ويتضمن الكتاب، الذي تم الاشتغال عليه منذ سنة 2021، حوالي 115 مساهمة من مقالات ودراسات وشهادات من عدد من محبي ورفقاء درب ثريا جبران، إضافة إلى 300 صورة من الأرشيف الشخصي والعائلي للفنانة الراحلة، الذي يؤرخ لفترات مميزة من حياتها المهنية والشخصية.
وتعتبر الراحلة ثريا جبران (1952-2020)، إحدى القامات الشامخة في المسرح المغربي، حيث عاشت مرحلة النجاح الفني أواخر الثمانينات والتسعينات، وساهمت في تأسيس فرق مثل «مسرح الشعب» و»مسرح الفرجة» و»مسرح الفنانين المتحدين».
وشكل العمل مع المسرحي الراحل الطيب الصديقي مرحلة مهمة في مسارها الفني، حيث شاركت معه في تشخيص مسرحية «سيدي عبد الرحمن المجدوب» و»أبو حيان التوحيدي» ضمن «فرقة الناس».
كما بادرت الراحلة إلى جانب المؤلف والمخرج المسرحي عبد الواحد عوزري، إلى تأسيس فرقة جديدة، شكلت تجربة مهمة وورشة هدفها إعادة الاعتبار للمسرح المغربي ورفع مستواه. ومن بين أعمالها «حكايات بلاحدود» و»نركبو الهبال» و»بوغابة» و»النمرود في هوليود» و»امرأة غاضبة» و»جنان الكرمة» و»خط الرجعة» و»العين والمطفية» و»عود الورد».
حصلت الفنانة ثريا جبران على العديد من الجوائز والأوسمة في عدد من المهرجانات الوطنية والدولية، من قبيل وسام الاستحقاق الوطني، ووسام الجمهورية الفرنسية للفنون والآداب.


بتاريخ : 10/06/2023