ثقب في الحائط

الحقيقةُ مرَّة كضرسٍ أسودٍ
والمنطقُ أجوف مثلَ تسوّسه
لذا لم يكن السَّبب ثقباً في الحائط.
تتسَرَّب أسرار العائلة
عبر ارتجاف الغسيل،
وقُمصان الأطفال الخالية
من الضَّحكات.
الثوب المجعّد لربّة البيت
يكشف جراحًا مبطّنة،
وعلى يديها آثار حربٍ
بدأت ولم تنتهِ بعد.
كانت النساء يزرعن الطمأنينة
ويغفرن الخطيئة،
حين كان الرجل في الخارج
يهيئ الفخاخ.
مرَّ اللّصوص في الغياب
مرَّ القتلة
أصحاب الدَّين
بائعو النميمة
وجابي الضرائب بعينيه اللعوبتين
مرُّوا، لكنَّ أحداً لم يستطع دخول البيت!
لم يكن السَّبب ثقباً في الحائط
حين تسلَّل السمُّ إلى الداخل
وتسرَّبت الحياة هرباً إلى الخارج.
لم تملأ جيوبها بالحِجارة
بُغية النّجاة
ولم تضع رأسها في فرنٍ
طائعة
مثل رغيف رقّ قلبه للجوعى
من أبناء الشِّعر
كانت جميلة وبصحَّةٍ جيّدة
هكذا تموت النساء اللواتي يزرعن الطمأنينة
ويغفرن الخطيئة
هكذا يمُتن
هكذا ننعيهن
ولا أحد يعلم
أن الصّرخة الوحيدة والأخيرة
كانت لجسدٍ منخور
قبل أن يسقُط
لم يسمع صوته أحد..


الكاتب : فدوى الزياني

  

بتاريخ : 02/09/2022