ثمة انكسارات بالقلعة

 

ماذا الآن أسميك وقد وجدتك
تعصرين موجات البحر جنب صخرة العشق
وكحل العين يسبقك
ماذا الآن عن فعلتك
والأشجار التّي كنّا نعُدّها معًا
ترقص لعراء المحيط
والاحجار التّي دلّلتها الرطوبة
تتفتت تحت أصابعنا ، لتنجو من قسوة
العاصفة
ماذا الآن عن تاج الورود
الذّي يضاهي حلم الامبراطور
عن مجوهرات الأميرات
عن العقد الفريد
عن حميمية العذارى
وماذا عن النّشيد الوطني
وريح الجنوب يصففُ شَعرك
وبقُربك أعجنُ الكلمات بتراب الهجرِ
ماذا عن سؤال الهوية والانتماء
وفضاء سمائنا
ينكسرُ خارج
الحدود
ماذا
الآن
وأنا اجرُّ خريفَ العمر
بعزيز الذكريات الى سجن أبدي
إلى
قلعة الموتى…
إلى بهاء ما بعد الموت
إلى رحم العنقاء
إلى انفجار محتمل
الى ميلاد أخر أو لا ميلادي
ماذا الآن
وفستانك الذّي يدثّر ذنوبي…
وشكوكي
ومغالاتي
صار قناعا ما بعده قناعُ
وصرت كما أنا لقصائدي لقيطا يباعُ
تمثالًا خشبياً بسرٍ يُذاعُ
كومة أعوادٍ على حافة الجليد
أرتّق أسمالي بسمّار الواد
أنفخُ في كُفوفي
ليصحُو بداخلي
دفء امرأة أنجَبها مخاضُ العدم
فأدقِقُ النّظرفِي بدنِ الحيَاة
لعلني
بحيلتي أصَحِّح تجاوزاتِي اللامشروعة
اتجاه نفسي
وأسيِّج المقابرَ بأسوار رملية
وأشْتعل نارًا في عُيون النّساء
هُناك البياضُ
هناك الرعاعُ
هُناك قبابُ الماء بالسِّحر تُطاع
ماذا الآن
وشمطاء الحيِّ تأخذ بيدي
إلى
ماخور
الدعارة
بعد أن مزَّقت خطوط كفِي
وعرَّت صدري لخرفِ الاطياف
أجل هذا القمقم
لا يتسعُ
لحلمي الطفولي
وهذا الفضاءُ الذّي لم يعد ملكِي
لن يُسلبني ورقة التوتِ التّي تكسي عورتي
وأناشيد البحْر
لن تغمض عُيون وحْدتي
أجل
الظّلُ ليس ظلي
وقامتِي لا يحُدها قصبُ النّهر
وقرميد قِبابِي حينَ بناه أبي
لم يعلم
أنَّه العَلامة التّي تفرزُ قبرِي
ماذا الآن
وخلّاني يحملون النَّعش المائِي
إلى منحدراتِ الأبدِ
والباقُون يرْعون تقاليد
الجنازات
هناك في المغارة ينزلقُ الظُّل
ويحلُو المَمشي
لكن ثمَّة ألمٍ عنْد الرَّصيفِ
وكتابات حَزينة
يشتهي صاحبها قبرًا أوسع
من غربة اليتيم
ماذا عن الآتي
ماعُدنا عاشِقين منذ اختَرنا
سَماءنا
واختلفنا حول شكل القمر
وحين وضعت كفي على قلبي
ثمة نساء مرّت حزينة
مطعونة
مِثلِي


الكاتب : عبدالطيف رعري

  

بتاريخ : 17/12/2021