«جمعية الكرامة للتنمية والتضامن» تكرم الفنان الملحوني خالد إدريس بالدار البيضاء

 

شهد مسرح محمد السادس بالدارالبيضاء مساء يوم الجمعة 15 يوليوز الماضي حفلا غنائيا نظم من طرف جمعية الكرامة للتنمية والتضامن .
وقد تم الإحتفاء خلال الأمسية التي شارك فيها مجموعة من نجوم الطرب الأصيل، بالفنان خالد إدريس، أيقونة طرب الملحون و الموروث الثقافي المغربي، القاطن بالديار الفرنسية.
وقال محمد جلال رئيس جمعية الكرامة للتنمية والتضامن في شهادته عن الفنان خالد إدريس، إنه منذ يناعته كان شغوفا بلون الملحون حفظا وغناء وعزفا، ولم يكف عن تطوير موهبته الطربية حيث اهتدى منذ البداية إلى صحبة أعلام فن الملحون بمدينة مكناس، فتمكن من الاغتراف من الروافد الغنية، وتعود على ارتياد مجالسها المتنوعة حتى اشتد عود الملحون به، عزفا وغناء وثقافة، لينتقل في ما بعد إلى فرنسا حيث أقام منذ ذلك الحين، حاملا معه كل ذخيرته الفنية الثراثية مع انفتاحه، في نفس الوقت، على مشارب موسيقية وإيقاعية أخرى. وأضاف رئيس الجمعية بأن خالد إدريس جمع مابين الفن والسلوكيات الحميدة و لم يتخل يوما عن إنسانيته سواء على مستوى علاقته مع الفن أو مع الفنانين.
واستأنف محمد جلال مداخلته، معرفا بجمعية الكرامة للتنمية والتضامن التي تأسست بهدف تشجيع التعليم الأولي في القرى ونشر الوعي الثقافي وكذلك الخلق الكريم، ويتجلى ذلك في الشراكات الموقعة بين الجمعية و بعض الأكاديميات التعليمية، من أجل إنشاء روض للأطفال في مجموعة من القرى، والهدف بذلك أن يتم دمقرطة هذا النوع من التعليم وجعله متاحا لفئة تعتبر هشة. و أضاف بأن الجمعية تتوفر على لجنة صحية معروف عليها تفانيها في العمل، و تهدف إلى تقديم المساعدة المطلقة للمرضى، وذلك من خلال تنظيم حملات طبية وجراحية، وكمثال على ذلك قيامها يوم الأحد 10 يوليوز ب975 فحص طبي مصحوبا بأدوية مجانا، وقبلها و خلال شهر مارس بأزرو، قام أعضاء الجمعية بشراكة مع القافلة الجراحية، بالقيام بحوالي 140 عملية جراحية .
و استرسل الرئيس مفسرا للحضور بأن الاستضافة التي يعرفها مسرح محمد السادس خلال هاته الامسية، هي من تنظيم اللجنة الثقافية للجمعية والتي هدفها هو نشر الوعي في المجتمع المغربي من أجل الإسهام في تحقيق التطور الثقافي، ويتجلى ذلك في تنظيم ندوات ومناظرات و أمسيات ثقافية للحفاظ على الإرث الفني الموسيقي للمغرب، و أشهرالأساتذة الذين ساهموا في مجموعة من اللقاءات الثقافية، وكذلك الأطباء الذين يساهمون في الحملات الطبية هم حاضرون في هذا اللقاء.
كل هذا أكده وسطر عليه مسير ومقدم الأمسية، الذي صرح بأنه «بالفعل علينا أن نحترم هذا الإرث لأنه هويتنا الثقافية و أن نبلغه للاجيال القادمة»، واعتبر أن من يحترم هذا الإرث يستحق كل تقدير وأن نقف احتراما له، قبل أن يمر للحظة «اعتبرتها الجمعية لحضة اعتراف والتكريم ياتي من النفوس النبيلة» .
وأصر العديد من الحضور والجمهور العاشق لفن الملحون والتراث المغربي بشكل عام، كما عائلة و أهل المحتفى به، على تقديم شهادات في حق هذا الاخير، لكن نظرا لتعدد الوصلات الغنائية ووفرة المواد المقدمة داخل السهرةـ اكتفى المنظمون، بمجموعة منهم وتم الإعتذار للآخرين، حسب ما صرحت به الجمعية في شخص منشط السهرة الذي ربط بين حلقات الأمسية بحكي يحيل على «لحلقة» المغربية ، جعل الجمهور يصغي بكل اهتمام سواء أثناءعرضه لتاريخ الملحون أو لتعريفه برواد هذا الفن مثل بوعزة الدريبكي وسيدي قدور العلمي.. أوغيره.
كان عبد العالي الغاوي من بين الذين قدموا شهادة في حق الفنان خالد إدريس، وكذلك الحاج يونس الذي صرح بعد استماعه للعديد من الوصلات الموسيقية، بأن هذه الموسيقى هي الموسيقى الصوفية الحقيقية. فهناك الموسيقى التي ترفرف بروحك للفضاء، وهناك الموسيقى الصاخبة التي تودي بحياتك للهلاك. كما أشاد باللوحات الموسيقية التي تدرجت على خشبة المسرح خلال هاته التظاهرة الفنية، واعتبرها ناذرة و عاتب على القنوات المغربية التي لاتعطيها حقها في البث، ودعا أعضاء الجمعية للقيام ببعض الأجراءات للوقوف سدا منيعا أمام المتطفلين على هذا اللون من الفن الاصيل بدون دافع حق.
الفنان عبد الله المخطوبي رفيق درب المحتفى به، أرتجل شهادة . معلنا بأنه سعيد جدا لإلقائها ويتشرف بحضوره أمام كل هذا الكم من الجمهور المهتم بالفن الأصيل.مضيفا أن الفنان المكرم خالد إدريس يستحم بالموسيقى والنتيجة أن الموسيقى طهرته وجعلت منه إنسانا طيبا بشهادة كل من يعرفه، واختتم ببيت شعري يقول:
إذا نظرت عيني وجوه أحبتي فتلك صلاتي في الليالي الرغائب
وجوه إذا ما أسفرت عن جمالها أضاءت لها الأكوان من كل جانب
و تم تقديم هدية جمعية الكرامة للتنمية والتضامن، من طرف رئيسها الدكتور محمد جلال ناصر الدين، للفنان خالد الإدريسي. كما أهدي لهذا الأخير، قصيدة بهاته المناسبة من طرف الزجال المراكشي عبد السلام البوعليوي، عبارةعن قصيدة شعرية.
الحفل التكريمي الذي نظمته جمعية الكرامة للتنمية و التضامن، تخللته وصلات فنية في فن الملحون بشكل خاص. ومن بين من قدم وصلاته الفنية الفنانة الملحونية سهيلة الصحراوي ، التي أبدعت بقصيدة «غيثة» والفنان المكناسي الأصيل المكرم خالد إدريس، والفنان الشاب ياسين خلاد، وكذا الفنانة الشابة هبة لحلو و الفنان عبد الله المخطوبي و آخرون
كما حضر الحفل عميد الأغنية الغيوانية الفنان عمر السيد، الذي أجج مشاعر الجمهور داخل القاعة، بأهازيج ذكرتهم بزمن الموسيقى الغيوانية، وجعلتهم يرقصون على أنغامها وخطفت من بين أضلاعهم آهاتهم.


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 02/08/2022