جو بايدن يستمر في تهميش مدريد من التعاون الأمريكي- الأوروبي

عقد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يوم الإثنين 24 يناير 2022، مؤتمرا إفتراضيا عبر تقنية التناظر المرئي، مع مجموعة من القادة الأوروبيين، من أبرزهم : الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون»، المستشار الالماني «أولاف شولز»، رئيس الوزراء الإيطالي «ماريو دراجي»، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي «يانس ستولتنبرغ»، فضلا عن الرئيس البولندي «أندريه دودا»، ورئيس الوزراء البريطاني «بوريس جونسون»، ورئيس المجلس «شارل ميشيل» ورئيسة المفوضية الأوروبية «أورسولا فون دير لاين».
وحسب موقع برلمان كوم، فالمؤتمر جاء لمناقشة الأزمة الأوكرانية وتداعياتها على المنطقة، غير أن الملاحظة الأساسية هي الاستبعاد الذي لا لبس فيه لـ «بيدرو سانشيز» رئيس الحكومة الإسبانية، ذلك أن الولايات المتحدة الامريكية واصلت دورها الدبلوماسي المعروفة به عالميا، متجاوزة الغياب الإسباني عن الإجتماع، فيما ياعتبره ملاحظون قرصة أذن لمدريد، وإذلالا لها على الصعيد الأوروبي، حيث تحدثت وسائل الإعلام الإسبانية عن كون «الغياب الإسباني قد حدث، بعد رفض جو بايدن لضم سانشيز إلى الاجتماع، بالرغم من أن مدريد تستضيف قمة حلف شمال الأطلسي في يونيو المقبل، وستؤدي فيها إسبانيا دور المنسقة من أجل إحقاق المفهوم الإستراتيجي الجديد للحلف الاطلسي».
وسبق لـ «خوسيه مانويل ألباريس»، أن زار واشنطن قبل أسبوع من القمة، إذ طالب بالدعم الأمريكي للتوصل إلى حل للأزمة الدبلوماسية المحتقنة مع المغرب. و في زيارته إقترح بصفته «حليفا مخلصا (كما وصف نفسه)، التزام إسبانيا الكامل بالمشاركة في حلف الشمال الاطلسي والتوزيع العسكري به، هذا في «مواجهة التهديد الروسي ضد الأراضي الاوكرانية». إلا انه، و بالرغم من ذلك، لم يتمكن من تهدئة العلاقات المتوترة بين واشنطن ومدريد أو الوصول إلى حل يرضي الطرفين. ويظهر جليا أن السبب في إقصاء بايدن لسانشيز من حضور القمة الأمريكية – الأوروبية، يعود إلى مجموعة من الخلافات بين واشنطن ومدريد، وتدخل الاخيرة فيها بشكل لا ينبغي لها أن تقوم به.
لقد أصبح واضحا، بما لا يترك أي مجال للشك، أن واشنطن لا تعتبر مدريد شريكا لها عبر الأطلسي (على غرار استبعاد جو بايدن لإسبانيا في يونيو 2021 من جولته الأوروبية، التي أصر فيها على ضرورة التحالف الأوروبي في مواجه مطامع بوتين، والتي أجريت في جنيف واستغرقت بضعة أيام). وولم يعد بايدن ذلك مكانا لإسبانيا، في حالة الاتفاق على الرد العسكري المناسب للتوغل الروسي في أوكرانيا، وعلى حدود هذا البلد الاوروبي، على غرار ما ذكره الممثل الأعلى للإتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية و السياسة الأمنية «جوزيب بوريل»، قائلا : «إذا فشلت الدبلوماسية، فإننا مستعدون لإعداد الردود المناسبة على كل عدوان روسي محتمل، وسيكون وبكل تأكيد ردا سريعا و حازما و مدعوما بوحدة قوية».
وللتذكير، فعقب قمة «مجموعة السبع»، ثم قمة «حلف شمال الأطلسي»، التقى جو بايدن بزعماء الاتحاد الأوروبي، الذين أعرب عن رغبته رفقتهم في تعزيز التعاون في «مجالات التجارة» و»مكافحة كوفيد-»19 و»تغير المناخ».. مواضيع غاب عنها بيدرو سانشيز ومدريد، ما جعلهما تحت إذلال واضح «وضوح الشمس في يوم جميل»، لدرجة دفعته لإعتبار «دردشة من 29 ثانية» مع الرئيس الأميركي كإنجاز كبير يوهم به شعبه.


الكاتب : المهدي المقدمي

  

بتاريخ : 28/01/2022