حكاية رحلة رياضية امتدت لأزيد من خمسين سنة 7 : عندما سافر المنتخب الوطني إلى اسبانيا عبر سيارة فاركونيت

 

تعتبر نعيمة رودان أول إمرأة مغربية تحرز ميدالية ذهبية لصالح المسايفة المغربية، حدث ذلك في نهاية الستينيات خلال بطولة الألعاب الرياضية للمغرب العربي التي جرت بتونس.ويسجل التاريخ أنها ظلت منذ سنوات صباها وعلى امتداد خمسين سنة مرتبطة برياضة المسايفة كمبارزة،مدربة ومسيرة. ويحسب لها أيضا أنها حملت قضية المرأة الرياضية المغربية على عاتقها مدافعة عن حقها في ممارسة رياضية سليمة وعادلة حيث انضمت للجنة المرأة والرياضة التي كانت تابعة للجنة الوطنية الأولمبية وساهمت إلى جانب زميلاتها من الأسماء الرياضية الكبيرة في منح الرياضة النسوية الاهتمام الذي يليق بها.
لخمسين سنة،لم تنفصل عن عوالم الرياضة، بل وسهرت على أن ترضع أبناءها الثلاثة عشق الرياضة إلى أن أضحوا بدورهم نجوما وأبطالا في رياضة المسايفة محرزين عدة ألقاب في إسبانيا وفي كل التظاهرات بأوربا والعالم.

 

 

في تلك السنة، سأشارك في البطولة الدولية التي أقيمت في الدار البيضاء حيث كانت أول مرة ألعب فيها أمام بطلات من فرنسا، البرتغال، روسيا ومعهن بطلات من تونس والجزائر، كانت بطولة بطابع عالمي ونجحت في التأهل لمباراة النهاية حيت قابلت بطلة عالمية روسية وخسرت أمامها بنتيجة 5\4.
فزت بالميدالية الفضية، كنت سعيدة بما نجحت في الوصول إليه خاصة أنه تحقق أمام بطلة عالمية. ومع ذلك شعرت ببعض من خيبة أمل لأنني أحسست أني لم أصل بعد إلى المستوى الدولي الذي يجعلني قادرة على المنافسة العالمية بتوهج كبير، لأجل ذلك وبعناد أكبر قررت وقتها الرفع من نسبة التدريبوالتحضير.
في تلك الفترة، كنت أتابع دراستي وتعليمي طبعا طيلة أيام الأسبوع وأخصص أيام (اثنين، أربعاء، والجمعة بالليل) للتداريب.وأشارك كل يوم سبت في المنافسات والمباريات وإن لم تكن هناك مباريات أستغل عطلة يوم السبت لأقوم في السادسة صباحا وأتوجه إلى البحر ركضا وأقوم بالتمارين على الشاطئ وأعود مشيا لأن بيت والدي لم يكن يبعد عن عين شاطئ الذئاب إلا بحوالي 20 دقيقة مشيا .
لن يفوتني هنا بخصوص عام 1972 لأستحضر حدثا مهما ويتعلق بمشاركتنا في البطولة العالمية شبان بمدريد عاصمة اسبانيا.
قبل سفرنا لإسبانيا، قمنا بالتحضير للبطولة العالمية لشهر فقط، وكان الفريق الوطني المغربي يتكون من ثلاث شابات (فاندي عايشة، مؤدب نزهة وطبعا رودان نعيمة) فيما حضر عن الذكور كل من حبوسي أحمد، كرطوعة بوشعيب، الناهي محمد وأزلاك عبد الكبير .
أتذكر جيدا أن تلك البطولة كان محددا لها أن تجري من 30 مارس إلى 4 ابريل 1972.
ولن أنسى طوال حياتي كيف تم نقلنا إلى اسبانيا، لم نسافر عبر الطائرة ونحن نشكل المنتخب المغربي،بل ارتأت الجامعة أن نسافر عبر سيارة “فاركونيت” بسائق قامت باستإجراها من وكالة لكراء السيارات.
سافر الفريق الوطني المغربي عبر السيارة مرافقا بالمدير التقني وسيارة بوجو 405 لفائدة الأستاذ الفاسي عبد الرؤوف الذي جاء من فرنسا بحيت كان يدرس للتخرج كأستاذ في السلاح وسيارة أخرى لطبيب الفريق الوطني وزوجتة واثنان من المسيرين.
حل موعد السفر واجتمعنا جميعا أمام مقر الجامعة بالنادي الملكي للسيارات بالدارالبيضاء، وقام الرئيس بدعوتنا لتناول وجبة الفطور وكانت عبارة عن قهوة وإسفنج و croissants، وكان ذلك أسبوعا واحدا قبل انطلاق البطولة والمباريات. ودعنا أهالينا وسارت السيارات في الطريق إلى اسبانيا، مررنا بالرباط ثم أخدنا الطريق إلى طنجة، كان السفر بالنسبة لي متعبا جدا حيث لم أتوقف من التقيئ طيلة السفر. وصلنا إلى مدينة طنجة حيث اقتنى لي المسؤولون عن المنتخب الوطني الدواء و أقراص ضد التقيء، ثم عبرنا للضفة الأخرى بواسطة الباخرة الأمر الذي زادني من حدة مرضي خصوصا أننا لم نأكل في المطاعم طيلة سفرنا بل كنّا نأكل مؤكولات باردة عبارة عن سندوتشات تونة وليمونادا. مما اثر على صحتي وجعلني أتقيأ بدون توقف.
وصلنا الى مدريد ونحن في حالة إرهاق شديد، وجدنا كل الفرق قد سبقتنا في الوصول وانطلقت في تمريناتها وتداريبها. لم نكن نملك وقتا كافيا للتدريب وفي المقابل كنا نمتلك الحماس والرغبة في تحقيق الإنجاز.
انطلقت المنافسات،بدانا الْيَوْمَ الأول من الاقصائيات، وكانت مبارزتي الأولى مع بطلة كوبا.


الكاتب : عزبز بلبودالي

  

بتاريخ : 02/05/2020

أخبار مرتبطة

يقدم كتاب “ حرب المئة عام على فلسطين “ لرشيد الخالدي، فَهما ممكنا لتاريخ فلسطين الحديث، بشَـن حـرب استعمارية ضد

يؤكد الفيلسوف ميشيل فوكو أن عصر الأنوار «لم يجعل منا راشدين»، ظلك أن التهافت الأخلاقي للغرب ظل يعيش، إلى الآن،

نعود مجددا إلى «حياكة الزمن السياسي في المغرب، خيال الدولة في العصر النيوليبرالي»، هذا الكتاب السياسي الرفيع، الذي ألفه الباحث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *