حملات تمشيطية وتطهيرية واسعة للدرك الملكي بتمارة وعين عتيق ومرس الخير والهرهورة

إذا كانت العاصمة الرباط، مدينة الأنوار والعرفان، مثالا رائدا في الأمن والأمان، بفضل المجهودات الجبارة التي قامت وتقوم بها كل الجهات والمؤسسات الأمنية وما شاكلها، لتطهير المجال الترابي للعاصمة من جميع البؤر السوداء في الإجرام وانتشار المخدرات والعنف، حتى أن أي زائر للعاصمة يشعر بهذا الأمن ويتمنى أن يجد مثيله في منطقته، فإن المدن والمراكز الحضرية والقروية المحيطة بالعاصمة بدأت تصل إليها مثل هاته الإجراءات الصارمة في محاربة بؤر الجريمة والمخدرات، وعليه فإذا كانت الإشادة مرفوعة لإجهزة الأمن الوطني فإنه لايمكن أن ننكر المجهودات الخارقة التي تقوم بها الجهات الأمنية الأخرى من الدرك الملكي والقوات المساعدة، وفي هذا الشأن عرفت منطقة الصخيرات تمارة بمدنها من عين عتيق ومرس الخير والهرهورة حملة واسعة قادتها سريات الدرك الملكي بكل أفرادها وطواقمها وقيادتها وبأدوات ووسائل وتجهيزات لوجيستيكية حديثة، وبتوظيف واستعمال حتى الكلاب المدربة، مما يبين وجود وبناء خطة للتدخل الأمني الواسع والناجع للقضاء على كل البؤر السوداء التي تنبت كالفطر في جميع الأرجاء والمناطق والأحياء التابعة لنفوذ عمالة الصخيرات تمارة تحت تعليمات وتوجيهات القيادة الجهوية للدرك الملكي بالرباط.
وهكذا شنت قيادات سريات الدرك الملكي بعين عتيق ومرس الخير والهرهورة التابعة للقيادة الإقليمية، والمركز القضائي بتمارة، وفرقة التدخل السريع من الرباط، وفرقة الاستئناس بالكلاب المدربة، وبتعليمات من القيادة الجهوية للدرك الملكي بالرباط، حملات تمشيطية كبيرة واسعة، استهدفت مجموعة من النقاط السوداء والأحياء الآهلة بالسكان والتجمعات السكنية المترامية الأطراف بمختلف الدوواير المتباعدة والإقامات السكنية، في كل من عين عتيق ومرس الخير والهرهورة والشاطىء الساحلي، والكازينو، وبعض مقاهي «الشيشة»… وكل المناطق التي تعرف بين الفينة والأخرى بعض ظواهر الجريمة والاعتداءات.
ومن ثمرات هذه الحملة التمشيطية والتي تم فيها إيقاف العديد من المشبوهين، كان من بينهم أشخاص صدرت في حقهم مذكرات بحث وطنية من المصالح الأمنية ومطلوبين من طرف العدالة، بسبب ارتكابهم وتورطهم في قضايا جنحية، ومشاركتهم في قضايا إجرامية مختلفة تتعلق أغلبها بالسرقات: الأسلاك الكهربائية البيضاء، ضبط في حالة تلبس، وأخرى تحت التهديد بالسلاح الأبيض: ساطور، والاتجار في المخدرات: (04 أربعة أفراد) من خلال مداهمة المنازل باستعمال الكلاب المدربة، بالإضافة إلى ضبط حوالي 600 جرام من الحشيش ومبلغ مالي(1500 درهم) متحصل من المبيوعات، من طرف قاصر، وتم إصدار مذكرة بحث في حق المزود الرئيسي، وكذا إصدار شيكات بدون رصيد(04 أشخاص)، وإهمال الأسرة(03 أشخاص)، واستهلاك المخدرات: (30شخصا)، والأقراص المهلوسة: قاصر من إحدى الدوواير بالمنطقة…، وحسب بعض تصريحات المواطنين فقد خلفت هذه التحركات الأمنية الكبيرة والواسعة ارتياحا واستحسانا لدى ساكنة المنطقة بكل من عين عتيق ومرس الخير، وتمنت الساكنة أن تكون مثل هذه الحملات عفوية حتى يتم القضاء على كل أنواع الجريمة بتراب عمالة الصخيرات تمارة.
إن مثل هاته الحملات الأمنية تلقى دائما استجابة وتعاطفا شعبيا من قبل كافة مواطني وساكنة هاته العمالة الفتية، حيث إن العديد من أحياء ودوواير مدن هاته العمالة محرومة من كثير من المرافق الاجتماعية والثقافية والرياضية، والتي يمكنها أن توفر الأمن الروحي والتربوي والثقافي والترفيهي، لفائدة أطفال وشباب هاته المنطقة، فعلى سبيل المثال نجد جماعة عين عتيق، جماعة محرومة من كل المرافق الأساسية، والتي يمكنها أن تضفي الطابع المديني والحضري على مجالها الترابي، حيث تسود المعاناة مثلا مع النقل العمومي وخاصة حافلات «الزا»، وانتشار الجريمة والمخدرات بكل الأماكن العمومية والخاصة، فلا المدارس الابتدائية ولا الإعداديات تحررت من سيطرة الجماعات الإجرامية التي تروج الممنوعات، ولا المركبات والمنشئات الثقافية نجحت في استقطاب الشباب والأطفال لتأطيرهم وتكوينهم وحمايتهم من شرور مروجي المخدرات واللصوص والمجرمين، بل حتى الأمن الروحي يعرف خصاصا كبيرا بهاته المنطقة في غياب المساجد ودورالعبادات بجوار الإقامات السكنية، جنان الزهراء1و2و3.. وتجزئة ابن الهيثم بأشطرها، وكل هذا وغيره زاد من تناسل وانتشار بؤر الإجرام والمخدرات، وهاته الحملة التي قادتها القيادة الإقليمية والمركز القضائي بتمارة وقيادات سرية الدرك الملكي بعين عتيق ومرس الخير والهرهورة، جعلت المواطن يستغيث بالمسؤولين لاستكمال دورهم في تعزيز الأمن من خلال إقامة وبناء المؤسسات والمرافق الدينية والثقافية والرياضية حتى يستتب الأمن العام بجميع أنواعه وأشكاله.


الكاتب : محمد طمطم

  

بتاريخ : 16/03/2023