حي اشماعو بمدينة سلا يتحول إلى بويا عمر

أمام صمت السلطات المحلية بحي اشماعو، وأمام عدم تقديرها لخطورة الوضع جراء ترحيل أعداد كبيرة من المختلين عقليا والمشردين إليه يوميا، تحول حي اشماعو بمدينة سلا، والذي يعد من أكبرأحياء المدينة، إلى بويا عمر جديد ومفتوح على كل الأخطار التي أصبحت تهدد سلامة وأمن السكان.
ويتساءل سكان الحي، الذين ضاقوا ذرعا من تنامي ظاهرة تجول المختلين عقليا، والمشردين في حيهم، عن من يأتي بهم ليلا من المجهول، ويرمي بهم في مجهول أعمق -وأصعب – عوض نقلهم إلى مستشفى الرازي للأمراض النفسية والعقلية بسلا، والذي يمكن أن يجد فيه هؤلاء المختلون عقليا العناية الطبية اللازمة لحالاتهم.
وتحول بعض هؤلاء المختلين عقليا إلى خطر متنقل ودائم، خاصة وأن مجموعة منهم تصدر منها حركات عنيفة، ومنهم من يتجول حاملا عصا أو آلة حادة، ويكفي أن تمر من جانبه لتصدر منه ردات فعل خطيرة، وخاصة تجاه تلاميذ المؤسسات التعليمية الذين قد لا يحسب البعض منهم جيدا خطورة استفزاز المختل عقليا ولو بحركة بسيطة أو بالمرور أمامه.
وبعيدا عن العنف، هناك من بين المشردين والمختلين عقليا، من يخدش الحياء سواء بتبوله أو قضاء
حاجاته في الشارع العام، أو بتجوله عاريا، وهو ما يتسبب في الكثير من الإحراج للسكان .
إضافة إلى ذلك هناك من اتخذ من الأرصفة والسقيفات ملجأ للمبيت والاستراحة مع ما يترتب عن ذلك من تحويل هذه الأماكن إلى مراحيض مفتوحة ومصدرا للروائح النتنة.
هذا الوضع الخطير أصبح يسائل السلطات المحلية بحي اشماعو والمصالح الصحية المختصة بمدينة سلا، ويفرض عليهم تدخلا عاجلا وفعالا احتراما لإنسانية المختلين عقليا الذين هم في حاجة إلى رعاية خاصة، وحماية للسكان من وضع أصبح يتفاقم، ومن خطر قد يودي بحياتهم أو قد يتسبب لهم في عاهة مستديمة.


بتاريخ : 10/06/2023