خبراء يؤكدون أن كوفيد 19 يتموّج كل 3 إلى 4 أشهر في غياب يقين علمي عن المسببات

«الإقبال» على أسّرة الإنعاش يتواصل والمتحور دلتا سيتمدد
أكثر في الأيام القادمة والتلقيح سلاح مواجهته

 

ارتفعت نسبة ملء أسرّة الإنعاش المخصصة للمرضى المصابين بكوفيد 19 إلى 12.2 في المئة على الصعيد الوطني، في حين أكد أطباء لـ «الاتحاد الاشتراكي» أن هذه النسبة تتراوح في مدينة كالدارالبيضاء ما بين 30 و 40 في المئة، مشددين على أن أغلب المصابين في وضعية صحية حرجة هم من الشباب والأشخاص الذين لم يستفيدوا من اللقاح بعد، إما بشكل طوعي واختياري، أو لوجود عذر ما.
وأكدت مصادر الجريدة أنه على الرغم من ارتفاع أعداد المصابين فإن نسبة الإماتة التي لم ترتفع هي الأخرى، خلافا لما عشناه في مراحل سابقة من زمن الجائحة الوبائية، تعتبر مبعثا على الإطمئنان، خاصة وأن الحملة الوطنية للتلقيح تتواصل بشكل ناجح، حيث تم تلقيح حوالي 35 في المئة من مجموع الساكنة المستهدفة، فضلا عن تشكيل حوالي 20 في المئة من المغاربة للمناعة الطبيعية بعد الإصابة بالفيروس سابقا، مما يؤشر على أنه بالإمكان تطويق الجائحة، متى تم التقيد بالإجراءات الوقائية بشكل جيد، وخاصة التباعد لمسافة مترين بين الأشخاص، والحرص على غسل الأيادي وتعقيمها باستمرار.
وشدّد طبيب مختص للجريدة على أن نتائج الدراسات العلمية بينّت على أن فعالية لقاح سينوفارم تصل إلى 73 في المئة، وتقفز إلى 76 في المئة بالنسبة للقاح أسترازينيكا، وأكدت أنه عندما يكون هناك تلقيح يتم الحد من انتشار الفيروس ومتحوراته، مبرزا أن فيروس كوفيد 19 يتموّج بشكل متواصل كل 3 إلى 4 أشهر بكيفية جديدة ويعطي متحورات متعددة، من بينها تلك السريعة والشرسة كالسلالة البريطانية والهندية والأمريكية الجنوبية، في غياب أي يقين علمي لتفسير ذلك. وأوضح الخبير الصحي، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، أنه بالرغم من كل هذه السياقات المرتبطة بالجائحة الوبائية، وبعيدا عن حالة الخوف التي يمكن أن تسكن بعض الأشخاص، يجب التأكيد على أن نسبة الإماتة بالنسبة للمتحور دلتا الذي يعتبر سريع الانتشار مقارنة بغيره لا تتجاوز 0.1 في المئة، في حين أن المتحور الإنجليزي تصل نسبة الإماتة عند الإصابة به إلى 1.4 في المئة، وترتفع هذه النسبة إلى 1.6 في المئة عند المتحور البرازيلي، وفقا للدراسات العلمية المستجدة، التي توصي كذلك بتلقيح النساء الحوامل خلافا للتخوف الذي كان سائدا سابقا، كما أن هناك دراسات تتم حاليا للبحث في إمكانيات تلقيح الأطفال بدورهم.
ونبّه الخبير الصحي إلى أن الأشخاص غير الملقحين سيكونون عرضة للمضاعفات الوخيمة للإصابة بالفيروس أو أحد متحوراته، خاصة دلتا الذي سينتشر أكثر في الأيام القادمة، مبرزا أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة كالسكري والضغط الدموي هم الأكثر عرضة للفيروس وتبعاته، مشددا على أن التلقيح يبقى السبيل الوحيد للوقاية، ومؤكدا في الوقت نفسه على أن الحجر الصحي مبرراته غير مقنعة، وبأن الفيروس سيعرف تمحورات أخرى وبالمقابل ستتطور اللقاحات هي أيضا.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 16/07/2021