تنفيذا لوصية الراحل الشاعر الروائي المهدي حاضي، أهدت أسرته، مؤخرا، مكتبته التي اشتملت على أكثر من 3500 مطبوع للمؤسسة السجنية «رأس الماء» بحضور ابنة أخته وعدد من أصدقائه من بينهم الإعلامي عبد السلام الزروالي، مندوب وزارة الاتصال والثقافة سابقا بفاس، والفنان التشكيلي حسن جميل ، وتسلم هذا الإهداء المدير الجهوي للمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج بجهة فاس مكناس عزالدين شفيق رفقة المشرف الاجتماعي للمؤسسة، وعدد من أطر المؤسسة المستفيدة من هذا الاهتداء وقد جرى حمل الكتب من شقة الراحل التي كان يقطنها بأحد أحياء شوارع المدينة الجديدة.
ومن المعلوم أن الراحل كان قيد حياته أستاذا للأدب العربي بثانوية بني مرين ،كما أ نه انتخب كاتبا عاما لفرع اتحاد كتاب المغر ب لعدة مرات، حيث استضاف الفرع في عهده عددا هاما من الكتاب والشعراء المغاربة والعرب من بينهم الشاعر المصري الكبير عبدالمعطي حجازي والروائيان المغربيان محمد برادة ومحمد الأشعري وغيرهم من الكتاب والفلاسفة، حيث عرفت فاس في عهده حركة فكرية وازدهارا ثقافيا لامثيل له، وبموته خبت شعلة الإشعاع الثقافي بفاس. ولم تقتصر إبداعات المهدي على كتابة الشعر والرواية والقصة القصيرة فقط ، بل كان اهتمامه منصبا أيضا على المجال الإعلامي حيث راسل عددا من الصحف العربية والوطنية من بينها جريدة العلم الغراء، وكتب في عدد من المجلات المغربية منها مجلة «لاما ليف› ومجلة الجواهر وغيرهما، كما أنتج عددا من البرامج الثقافية لإذاعة فاس، حيث كان يستقطب العديد من المهتمين بالثقافة لرخامة صوته الإذاعي .
خزانة الراحل التي أصبحت مرجعا ثقافيا لنزلاء السجن المحلي «راس الماء» تضم مجموعة من الكتب الأدبية والنقدية والفكرية، بالإضافة إلى القصة والرواية والشعر من بينها روايته «حين ينضج الصمت» التي نشرت أول مرة سنة 1994 على صفحات جريدة «صدى فاس»، ثم طبعت للمرة الثانية سنة 2000 ومجموعة قصصية تحت عنوان» ثقوب في السماء» سنة 1980 و»البحث عن لحظة فرح «سنة 1987 وديوان «الضفة الأخرى» 1991 و»ديوان النشيد السري» سنة 1995 .
الجدير بالذكر أن مجموعة من السجناء سهروا على صناعة رفوفها ونقش واجهتها وتوضيبها وتصنيف مطبوعاتها، تسهيلا لانتقاء محتوياتها.
تغمد الله الراحل الأديب الشاعر المهدي حاضي بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته الذي وافته المنية في 6 غشت 2021 بعد مرض عضال لم ينفع معه علاج .