خلاصاته ستدرج في مؤتمر الأطراف 28 لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ بدبي ..منتدى طنجة المتوسطي «ميد كوب» يدعو إلى تسريع التعاون حول مشاريع ملموسة لمكافحة التغيرات المناخية

 

احتضنت مدينة طنجة على مدى يومين (22 و 23 يونيو) النسخة الثالثة من منتدى ميد كوب المناخ و التي تشكل حلقة وصل بين قمتي المناخ العالميتين كوب 27 وكوب 28، وقد انصبت أشغال هذه الدورة التي شارك فيها أكثر من 500 فاعل يمثلون السلطات العمومية والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية والدولية والإقليمية والمحلية والخبراء حول إعادة وضع الجماعات الترابية في حوض البحر الأبيض المتوسط في قلب عملية تسريع تنفيذ أجندة المناخ، وتعزيز التعاون الإقليمي بين السلطات المحلية والجماعات الترابية. ولهذه الرغبة ما يبررها بشكل واضح وكبير بالنسبة لحوض البحر الأبيض المتوسط الذي تعرف شواطئه معدلا مرتفعا من التمدن وتتأثر مناطقه الداخلية بشكل خاص بتغير المناخ.
ويأتي منتدى طنجة للمناخ بعد نسختين سابقتين عقدت أولاهما عام 2015 في مرسيليا-فرنسا و الثانية في عام 2016 بطنجة. وتكمن أهمية هذه الدورة في إدراج نتائجها وتوصياتها في جدول أعمال البحر الأبيض المتوسط لمؤتمر الأطراف 28 لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ المنعقدة في دجنبر 2023الذي سيعقد في دبي والذي يتوقع أن يضع أول تقييم عالمي للعمل المناخي، على النحو المنصوص عليه في اتفاق باريس، وهو ما يجعل تكثيف التعاون الإقليمي دافعا أساسيا للجهد الجماعي لتسريع عملية إضفاء البعد الترابي على هذه الاتفاقية الدولية التي دخلت حيز التنفيذ في 4 نونبر 2016.
وانصب النقاش على مدى يومين حول سبل تعبئة الجهات الفاعلة الإقليمية والمؤسسية في مكافحة تغير المناخ. من خلال الجمع بين الخبراء وصناع القرار السياسي والشركات والمجتمع المدني ، حيث شكل هذا المؤتمر فرصة فريدة لخلق دينامية متوسطية للعمل المناخي. من خلال برنامج غني ومتنوع ، سمح للمشاركين في هذا الحدث بتبادل الأفكار ومشاركة الحلول وتنفيذ إجراءات ملموسة لمستقبل مستدام .
ويهدف منتدى طنجة المتوسطي حول المناخ إلى تسريع التعاون حول مشاريع ملموسة وتنفيذ أدوات تشغيلية عملية. من خلال تنظيم مؤتمر موازٍ لكل قمة مناخ ، وبالتالي ضمان متابعة القرارات المتخذة والمشاريع التي انطلقت.. وبالتالي ، فإن طنجة تضع نفسها كمحفز لإيجاد حلول مستدامة وطموحة لمستقبل الكوكب.
وعلى مستوى أكثر واقعية ، يواجه منتدى طنجة ميدكوب 2023 تحديات هيكلية تتمثل في تنفيذ خمسة مجالات ذات أولوية وهي: إضفاء الطابع الإقليمي على شراكة مراكش ، وإضفاء الطابع الإقليمي على أهداف التنمية المستدامة (SDGs) ، وإضفاء الطابع الإقليمي على المساهمات المحددة وطنيا وخطط العمل الوطنية ، والتنفيذ الإقليمي لخطة العمل الجنسانية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (GAP) ونشر جدول الأعمال الحضري الجديد وكذلك إطار سنداي للحد من مخاطر المناخ (DRR).
كما تترجم هذه القضايا بطبيعة الحال إلى الحاجة إلى مواجهة تحديات متكررة طويلة الأمد. و تتمثل هذه التحديات في تأمين موارد المياه، وتعزيز مرونة المدن والأقاليم في مواجهة تغير المناخ ،وتحقيق توازن في، أو على الأقل ، تنظيم تدفقات الهجرة نتيجة لهذا التغيير ، لضمان الأمن و الانتقال إلى الطاقة النظيفة ، وحماية واستعادة التنوع البيولوجي مع دعم الإدارة الساحلية المستدامة والاقتصاد الأزرق. وفي نهاية المطاف، يعتبر تعزيز نهج النوع الاجتماعي أحد العناصر الأساسية لزيادة المساواة وخطوة مؤكدة لترشيد التنمية المستدامة والمتكاملة للمجتمعات في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
وقد عرف منتدى ميدكوب المناخ بطنجة مشاركة أكثر من 100 متحدث وممثلين حكوميين رفيعي المستوى و 200 رئيس جهة وأكثر من 500 مشارك وأكثر من 1000 زائر . وشهد تنظيم 8 محاور مواضيعية تمت الموافقة عليها من خلال 16 جلسة ، و 1000 معرض يمثل الشركات والمستثمرين وحاملي و مطوري المشاريع.


الكاتب : طنجة: عماد عادل

  

بتاريخ : 24/06/2023