دعوات للاهتمام أكثر بالمرضى وتجنيبهم خطر الموت …كورونا وأسباب أخرى تؤخر علاجات المصابين بالسرطان بالدارالبيضاء

لم يتمكّن العديد من المرضى الذين يتابعون علاجاتهم بمركز محمد السادس لعلاج السرطان التابع للمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء صباح يوم الاثنين، من رؤية الطبيب المعالج، واضطروا لمغادرة هذا المرفق الصحي والعودة بخفي حنين محبطين متألمين إلى بيوتهم التي قدموا منها، سواء من داخل الدارالبيضاء أو من باقي المدن المحيطة بالعاصمة الاقتصادية.
مرضى فوجئ السواد الأعظم مهم بهذا القرار الذي لم يكونوا ينتظرونه، خاصة وأن منهم من ظل يترقب حلول موعد الاثنين منذ 7 أشهر، إذ تم تغيير مواعيدهم مرة أخرى ومنهم من طُلب منه العودة في شهر ماي المقبل، وذلك بمبرر أن عددا كبيرا من الأطباء الذين يعملون بهذه المصلحة والذين يستقبلون المرضى ويتابعون ملفاتهم الطبية لاتخاذ ما يجب بناء على الوضعية الصحية لكل مريض ومريضة، قد أصيبوا بعدوى فيروس كوفيد 19، ولم يظفر برؤية الطبيبة المتواجدة إلا بضع مرضى معدودين على رؤوس الأصابع.
وضعية المرضى المصابين بالسرطانات تبعث على الألم وقصصها تدمي القلوب والأعين على حدّ سواء، فالكثير منهم، وفي غياب إمكانيات مادية تحول دون توجههم صوب القطاع الخاص، يعانون في صمت وسط طوابير قد تذهب بالبعض نحو العلاج والبعض الآخر نحو الموت، أمام طول آجال المواعيد، سواء من أجل إجراء فحوصات بالأشعة المختلفة أو انتظار نتائجها، ونفس الأمر بالنسبة لنتائج المختبر في ما يخص تشريح العيّنات، مما يؤخر التدخلات الجراحية وحصص العلاجات الكيماوية، الأمر الذي يفاقم من حدة المرض الذي يتأخر التكفل به، ويعرض المرضى لمضاعفات أشد وخامة مفتوحة على كافة الاحتمالات.
آلام، هي نفسها التي يعيشها المرضى الذين يتوافدون على مركز الدارالبيضاء، ونفس الشيء بالنسبة لمرضى الجنوب الذي يطرقون أبواب المركز الجهوي للأنكولوجيا التابع للمركز الاستشفائي الجهوي بأكادير، الذي يعاني مرضاه من طول المواعيد وتعثر التكفل بهم. مركز تتبع وتقاسم الجميع خلال الأيام الأخيرة إعلانا بوقف أنشطته بسبب الخصاص في الموارد البشرية التمريضية، مما دفع المديرية الجهوية لسوس ماسة لكي تصدر بلاغا تنفي فيه هذا الأمر وتؤكد توفر جميع الموارد اللازمة لضمان سيرورة العمل به بطريقة عادية، تلاها مقرر لوزير الصحة والحماية الاجتماعية يقضي بإعفاء مدير المركز بالنيابة، عوض التدخل لإيجاد حلول للمعضلات العديدة التي يعيشها المرضى المصابين بالسرطان على الصعيد الوطني، حتى يتسنى التخفيف من معاناتهم المادية والمعنوية في رحلة البحث عن العلاج التي قد يعود بعضهم منها سالما وقد يغادر خلالها البعض الآخر الدنيا.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 13/01/2022