دمُوع الخريف…

كُلِّ شَـيْءٍ…
لَمْ يَعُدْ فِي مَكَانِـهِ
الْبَحْرُ،
تَحَوَّلَ إلَى نَهْرِ صَغِيـر
يُطَارِد أَسْرَابَ النَّـوارِس
الْآتِيَةِ مِنْ الْجَنُـوب…
صَفْحَةٌ مَائِيَّـةٌ
تَحَجَّرَتْ مِنْ جَمْـرِ
الأَسْلاكِ الشَّائِكَٕةِ
تَحْجُبُ وَمَض الْعَيْـن
مِن الزُّرْقَة اللَّامتناهيـة
وَالْمَرَاكِب الطاعنة فِي السِّـنِّ
تَدُكُّها،
الْأَحْجَار الْقَاسِيَة الْمَشَاعِـر
ضَاعَ أُفُق الْحُلْـم
عَلَى متاريس حَدِيدِيَّـةٍ…
تُشْبِه
آلَات الْحُرُوب الْوَحْشِيَّـة
كُلِّ شَيْءٍ هُنَـا ،
أُصِيبَ
بِرَمَدِ النِّسْيَـان
ذَاكِرَة الطِّفْل الْبَحْرِيّ
وَالْعَيْن الَّتِي تَطْرُز
حكايا العابرين
… والرمال الذَّهَبِيَّة

* * *
بَعْدَ السِّتِّيـنَ عَامـاَ
مِن الرَّكْـض…
أَحْلَمُ،
أنْ أسْتَيْقَظَ يَوْمًا مَـا
وذاكرتِي بَيْضَاء اللَّـوْنِ .
أغُوصُ،
فِي الزُّرْقَة اللامتناهية
تَسكننِي،
حَدَائِق غير مُشَذَّبـة
ولوحات عَلَى جِدَارِ مُعتمة
لِرسَّامين مَجَانِين…
وَبَقَايَا حُطَام رمادية
أُداعِبُ،
أَوْتَار السَّـرَاب
وَأَنَا غارِقٌ فِي الضَّبَـابِ
أرسمُ سِيرَتِـي…
عَلَى مَخَالِبِ جُذُوعِ الْمَدِينَة.


الكاتب : شفيـق الإدريسـي

  

بتاريخ : 10/11/2023