رأسي أرفعه .. قليلاً

كي أرى الأشْجارَ،
والمَطرَ،
والنِساءْ
ها أنا ارفعُ راسي – قليلاً-
أرفعُهُ ثم أرمي بكل الحَجرِ في
البِحارِ،
والكهوفِ،
والغاباتْ
كي أرى العاصفةَ – بعينيَّ
الذَّابلتين –
أقفُ على خطِّ البِدايةِ .
أدْعَكُ الجاذِبيةَ بأصابعي،
ثم أرفعُ رأسي -مرة أخرى –
أرفعُهُ في كُلِّ اتجاه.
من كَثْرَةِ ما رَمَيْتُ من حَجرٍ
في البُحيْراتِ
فاضَ الماءُ من حَوْلي
ونَبتتْ اعشابٌ وطَحالِبُ من وَرَقٍ…

كي أرى المدينةَ
لا أرفعُ رأسي . فأنا أجُرُّ البيوتَ
من أذْيالها،
أجُرُّها بخَيْطٍ من
قَطيفةٍ، وأحملُ الموْتى والنَّوارسَ
في عَرباتٍ
وإذا جاءَ الأصدقاءُ يسألون عن
المَقاهي،
زَممْتُ شِفاهي،
زَمَمْتُها وبكَيْتُ
على المَدينةِ، والبُيوتِ ،
والمَقاهي، والأصْدِقاءْ..

كي ارْفَعَ رأسي
ها أنا أرى الأشجارَ مدينةً فاضِلَة،
وأرى العاصفةَ في مِرْآةٍ مَشْقوقَة،
أراها وقد صارت سحابةً عابرة
وقد صارت طفلةً تحقِنْ عُروقَها بالماءِ،
والصمغ…


الكاتب : مصطفى لفطيمي

  

بتاريخ : 09/07/2021