رابطة كاتبات إفريقيا توجه« نداء وجدة»: إشراك المثقف الإفريقي في صناعة القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي

 

التنديد بالممارسات اللاإنسانية ضد المرأة في مخيمات تندوف

نظمت رابطة كاتبات المغرب وإفريقيا وجامعة الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج، وبشراكة مع جامعة محمد الأول بوجدة ومركز الرباط للدراسات السياسية والاستراتيجية، ندوة علمية وفكرية تحت شعار «النخب النسائية الإفريقية ودورها في الحركات الاستقلالية والسيادة الوطنية» التي احتضنها مركب المعرفة تكنوبول بوجدة يوم الخميس 16 نونبر 2023 بمناسبة الذكرى 68 لعيد الاستقلال المجيد، وهي في اختيارها لمدينة وجدة لتنظيم هذه الندوة العلمية والفكرية، تتكئ على الدلالات الرمزية للمدينة والمجسدة لمبادئ الوحدة و التضامن و التآزر الذي أعطى نتائجه ليس على الصعيد الجهوي وحده، بل على صعيد القارة الإفريقية.
وقد وقفت المشاركات والمشاركون على الدور المركزي الذي تلعبه الثقافة لتثمين الرغبة في العيش المشترك في ظل شروط اقتصادية واجتماعية وبيئية أفضل، وهو الاقتناع الذي ترجمه اللقاء من خلال الجلسات الأربع للندوة، التي تطرقت إلى مواضيع مختلفة و متنوعة يجمعها خيط ناظم واحد يتمحور حول دور النخب النسائية الإفريقية في الحركات الاستقلالية من جهة، والمحافظة على السيادة الوطنية من جهة أخرى.كما وقفت المشاركات عند أهمية ترسيخ ثقافة القانون وتوسيع المشاركة السياسية للنساء وتعزيز نشر الكتابات والإبداعات النسائية والمحافظة على حقوقهن الفكرية، وتمكين النخب النسائية من إبراز كفاءتهن وولوجهن لمناصب الريادة والقيادة وصناعة القرار، وهي مواضيع تجاوب معها الحضور وأثمرت نقاشا مستفيضا حاول من خلاله المتدخلون الإجابة عن مختلف تساؤلات الحضور التي همت الحديث عن الأوضاع الجيوسياسية و الاقتصادية و الثقافية مع استحضار الانتقالات التي عرفتها القارة الافريقية في الحقبة الاستعمارية بالإضافة إلى نوعية هذه الانتقالات وعمقها وطبيعتها الحقيقية من خلال تحديد مفهوم الاستعمار في أشكاله المتعددة العسكرية و الاقتصادية و الثقافية.
إن النخب الثقافية الإفريقية، كما جاء في خلاصات الندوة التي ترجمت على شكل نداء موسوم بـ»نداء وجدة» تعي جيدا الإكراهات الداخلية في أشكالها الانتقالية والقضايا المطروحة في هذه الانتقالات التي تخضع لثقلين داخلي وخارجي، وهو الوعي الذي يجعلها مدعوة في الآن نفسه إلى استحضار النجاحات المحققة مؤسساتيا على مستوى المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس كمثال لبلد افريقي نموذجي يستحضر أهمية التعاون و الشراكة بين دول جنوب/جنوب، و الى اعتبار أن التنمية الحقيقية لا يمكن أن تنجح و تتطور إلا بقيادات وكوادر وسواعد الإنسان الافريقي نفسه.
كما تؤكد من خلال «نداء وجدة» على ضرورة استحضار دور النخب الثقافية لاسيما النسائية منها، انطلاقا من القناعة الراسخة أن الثقافة هي الجسر الصلب نحو البناء المؤسساتي الإفريقي، وتشدد على عدم تغييب مسؤولية النخب الإفريقية في معالجة قضايا القارة في حاجاتها المجتمعية وفي علاقتها ببقية بلدان العالم، وخاصة الحفاظ على الهوية الوطنية والوحدة الإفريقية والعمل على التصدي لكل الدسائس والمؤامرات الاستعمارية البائدة.
وقد دعت المشاركات والمشاركون الحكومات و الدول الإفريقية إلى إشراك المثقف الإفريقي في صناعة القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي باعتباره رهانا للمضي قدما في الدفاع عن المشترك الإفريقي و تقويته، كما نددوا بالممارسات اللاإنسانية ضد المرأة التي ترتكب في حق المحتجزات والمحتجزين في مخيمات تيندوف، وما يتعرضون له من تنكيل وتجنيد قسري للأطفال بإجباره على حمل السلاح واغتصاب النساء من طرف مرتزقة البوليساريو وإرغامهم على عيش ظروف لا إنسانية المعتبرة في سياق القانون الدولي، جرائم ضد الإنسانية طبقا لنظام روما وللمحكمة الجنائية الدولية.


بتاريخ : 22/11/2023