«ربيع الشعر» يزهر بالجديدة

بمناسبة اليوم العالمي للشعر، نظمت شعبة اللغة الفرنسية وآدابها، ومرصد الترجمة والتواصل والآداب وجمعية أصدقاء ابن زيدون « ربيع الشعر : ملتقى الجديدة «، بمدرج دراسات الدكتوراه برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة.
افتتحت اللمة الشعرية بكلمة المنظمين رحبت فيها الأستاذة جميلة أياو بالشعراء والضيوف، مقدمة المشاركين الذين شرفوا الملتقى: محمد بوجبيري عضو اتحاد كتاب المغرب وبيت الشعر بالمغرب، حفيظة الفارسي الشاعرة و الإعلامية وعضو المكتب التنفيذي للرابطة المغربية للصحافة الثقافية والمسؤولة عن القسم الثقافي بجريدة «الاتحاد الاشتراكي «ومينة الأزهر السباعي الشاعرة والفاعلة الجمعوية وخريجة جامعة شعيب الدكالي، وعمر العسري الشاعر والناقد، وسعيد منتسب القاص والشاعر والصحافي بجريدة « الاتحاد الاشتراكي»، ومبارك حسني القاص والشاعر الذي يكتب كما الحياة، وعبد اللطيف بحيري الأستاذ والشاعر، وسعيد عاهد الشاعر والإعلامي والمترجم، وسعيد التاشفيني الشاعر والمؤلف المسرحي ومؤلف أغاني ، وحسنة عدي الشاعرة والقاصة والمترجمة، وإدريس طاهي الكاتب والصحفي والشاعر، ومراد الخطيبي الشاعر والمترجم والمؤلف، ، وفاكهة الشعبة سلمى فلاحي، الذين تعاقبوا على منبر القريض مبحرين في تشنيف أسماع المصغين ، كل بصيغة إلقائه وطريقته، حاثينهم على التعلم ومواصلة السير على درب صباح الشعر، بعيدا عن المرثيات بحثا عن الريح الجريء في الليالي الليلاء ، ولعنة الأحقاد التي ترتعد لها أكتاف المساءات في كنف الأصيل بزفرات متحسرة على سالف الأيام الخوالي ، طاردة الأوهام ليحل الربيع في سناء الرجاء حاضنا طيور السلام، مغردة لحن الغروب بنسيم يشفي الجسد العليل .
وراودت بعض الشعراء جداول بين أعشاب الشتاء التي أجهشت في وحدتها ماسحة دموعها بمنديل أبيض مضرج بفراشات ميتة ، مسربلة بكل الألوان التي استحالت قوس قزح حزين لمبارحة المكان راسخا في موضعه ، ليرد آخرون ناصحين بطرد الأوهام بالتدحرج ولعق ضباب الحظ العاثر ، طالبين قبول المهر ولملمة الظفائر الغاطة في سبات عميق يتلاشى كزبد سراب ، دون سرعة سرها زلات مديات حادة قفزت على الحدود بحثا عن جنازات ، جثث « تتبورد «على جذوع عقيمة، بوثب طويل على حياة فغرت ثغرها على أنياب مكشرة، راسمة ابتسامة « صفراء» و أطراف مدت حبالا للتكبيل في ضوضاء عجت بها كل الأماكن مولولة مغطية على الزغاريد ، زغرودات تنصب الكمائن بعنجهية وعجرفة ، فخاخ أتخمت الغيوم في جو من قهقهات يترصدها انزياح حملته رياح من كل صوب عذارى ناشرة الجنون لإشراقة التيهان الذي أبدع صفحات، لوحات سُرت بما رأت وانتشرت حوريات ، زمردات تاهت في الخربشات، عاجزة عن الكلمات لانكسار الأجنحة .
وتتابعت القراءات وتنوعت المواضيع باللغتين العربية والفرنسية حيث حط بعضها على جغرافيا الحرب متبرئين من نشد الوغى، مستهجنين المستوطنين دون استئذان، غير مذعنين للشقاء « المفتتن» ، ناشدين حياة إعجاب من جديد الأجمل لذكرى الأغاني ، معتذرين لمن يسائل الشعر، مذكرين بعشق القدر في مرح منبهرين .
واستمرت اللمة الشعرية بالإشارة لبعض النصوص بعد الإصغاء إليها كونها ندى يطل على سباق عنيف عميق الصدى على الهواء ، كنعامة، كشهقة ارتياب في غربة ذوبان اختطف الإشراقات عبر جرعات نبيذ معتق أثمل الفؤاد بالخطايا من قبل ومن بعد عاريا، لاسعا ، لافحا مثوى النعش الذي وارى ظله في الثرى، كحلم كابوس ضغط على زناد مرديا حمامة الساقية التي خبأت حزنها بغربال حجب أشعة الشمس الباردة الفاترة المرفرفة على هاماتنا، رافعة قلبها لفنان سقط في عباب اليم ، محدثا جللا، غرقى وموتى كأزرار مكروسكوبية لم تكتمل حكاياتها ، مغمضة مآقيها، عازفة ، قاطفة نجوم نصف حياة قدر يعود كل مساء متحسسا مستنشقا عطرها ، سالكا النهج نفسه، والدروب سبيلا بحثا عن صورتها، خيالها في جسر يتأرجح في العلا فوق الغدير عبر الجداول الكاشفة عن أسرارها نصرا سلسا متعمقا ، ناسيا متناسيا المآسي ، موثرا من أجل ابتسامة ريشة خفيفة محلقة ألف مرة في الأفق الأزرق دون ضوضاء ، بعيدا عن اليأس، منحيا سيف دمقليس الأكذوبة ، مارا وسائرا مبتسما ، متشاجرا، مستلقيا على فراش وطيء يعيد الأفراح والمسرات تحت ظل يواري ظلا يختفي وراء ظلال تتلاشى معرية المرايا التي أحالت البياض سوادا ، تبددت ألوانها بهجيج البدايات/ النهايات، لتنقشع الغيوم بعد سقاء الينابيع ، وانحدار الليل المستعجل أنخابه، هذا الماء المتوهج البهيج ضاربا موعدا لحب السلام والسلم ، داعيا حلما لإزالة غشاوة كالحة ، فاسحة الفجوى لنسمة يتيمة تلامس الخد ، مانحة إياه نفسا منفيا دون ألم يرقد حالما متأففا غائبا تلفه غيبوبة سهدى ، راشفة تباعا جرعات متتالية بصفير يسمعه الضرير صاعدا في الأفق ، محلقا في أقصى الليل وأقساه، مبددا نوتة ترقب من برجه ما يجري قبل السقوط في مهاوي النوم حيث لا قصيدة ولا شعر دون حواء ، مبعث الحياة ونبعها ، وحاضن التعاضد كحاتم كريم يطرد كلبا استنبح الضيوف، مانعا إطفاء النار.
وبسعة صدر انبعث النور من الجرح برعشة ومضة انفتاح السماوات السبع على الرئات الثلاث التي كنست الأنقاض، طاردة الهواء المثخن برماد الدمار.
وعرف الحفل لقاء الشاعر بحيري التلميذ بأستاذه الشاعر محمد بوجبيري، وطلبة الدكتوراه مع مؤطريهم وأساتذتهم ، حيث أتيحت الفرصة للطالب نور الدين لكرد لطرح ما جادت به قريحته.
وتجدر الإشارة إلى إشراف الأستاذ عبد الحق جابر على التنسيق حتى مرت فعاليات الحفل كما تم التهييء له.


الكاتب : إبراهيم زباير

  

بتاريخ : 23/03/2022