رعشـةُ المُتلهِّـف

شفيـق

عَلَى أَرِيكَة
طاعنة فِي السِّنِّ
أيقظتني قطراتُ المطر
عَلَى مَرَايَا مُهشمة ،
مُستلقياَ عَلَى مَتاهَة الْمَاضِي
بِأجنحة طائشة
آه يَا عُمري…
مَنْ فقَـأَ عَيْنِي الوقَّادتين
حَيْث كنتُ أُبصِرُ
الفَراشات،
وَهِي ترقصُ بِجانبي.
كنتُ يَوْمَذاك
ألتحِفُ بِريش الصَّولجَان
أشربُ،
نخَبَ العسَل المُصفَّى
تَحْت نَجْمَة
فِي زَاوِيَة
يَكَاد ظِلّهَا يُضيء
وَلَو يَمَسُّه بريقُ الشَّمْس.
كنتُ يَوْمَذاك
أركبُ سَفِينَة بَيْضَاء
أتفقَّد صِغَارٌ الطُّيُور
تِلك الَّتِي تحرسُها النُّجُوم
فأسكبُ كُوب السَّكينة
عَلَى أَغْصَان مسكنِي
وأرحل إلَى أبْرَاجِ السَّمَاءِ
أنتظرُ أُنسِي
وَعِنْد عُبور الْأَثِير
يتعانق الْمَطَر والهُيام
تَحْت لَهيب القمَر.
مَتَى أصحُو
مِن تَجَاعِيد الحُلم الْبَارِد
مَتَى أقُود سَفَرِي
بِالحُب أَو الرَّحيل… ؟ ! .


الكاتب : شفيق الادريسي

  

بتاريخ : 24/02/2023