ساكنة القرى النائية..التزام لافت بتدابير الطوارئ الصحية في انتظار انفراج المحنة

 

على عكس المخالفات المقترفة بأكثر من مدينة 

 

«لقد حاولت الساكنة التكيف مع مختلف المستجدات والإكراهات المتولدة عن فرض حالة الطوارئ الصحية، عبر الالتزام باحترام التوجيهات والإرشادات ذات الصلة، في مقدمتها الحرص على تفادي التجمعات، تفاديا لانتشار عدوى فيرس كورونا المستجد «..إنه ملخص جواب «م.ع»، من أبناء واويزغت بإقليم أزيلال، عن سؤالنا بشأن الوضعية السائدة بالقرى والمداشر النائية بالمنطقة، في ظل الظرفية الاستثنائية التي تمر بها البلاد عموما، مضيفا، في اتصال هاتفي مساء الأربعاء المنقضي «6 ماي 2020»: «صحيح أن أحوال عدد مهم من قاطني هذه الربوع ليست على مايرام، بالنظر لهشاشة أوضاعهم الاجتماعية أصلا، كما أن إغلاق الأسواق الأسبوعية زاد من معاناة مربي الماشية – في قرى» أيت مازيغ وتيلكيت» مثلا – الذين باتوا عاجزين عن بيع بعض رؤوس الأغنام والأبقار.. لكسب ما يدبرون به مصاريف المعيش اليومي لأسرهم، لكن هذا الاستعصاء لم يمنعهم من الالتزام بشروط الحجر الصحي ، حيث تحمل هؤلاء تبعات البيع المباشر لبعض الجزارة الذين لا يترددون في فرض الأثمان التي تناسبهم؟».
«السلوك الانضباطي» ذاته يطبع سكان مجموعة من الجماعات القروية التابعة للنفوذ الترابي لإقليم تارودانت، «حيث يواصل الكبار، من الجنسين ، أنشطتهم اليومية المعتادة، على مستوى الحقول الزراعية وتنظيم مياه السقي النادرة، وجلب الحطب والحشائش اليابسة من طرف النساء والفتيات، مع حرص لافت على ولوج البيوت في وقت مبكر» يقول «أ.أ « من جماعة إيماون، مشيرا إلى أنه «رغم أن المنطقة شاسعة والمسافة بعيدة بين الدواوير، فإن السكان ملتزمون بالتقليل من التنقلات، اللهم الخروج لقضاء غرض إداري عاجل بمقر الجماعة أو الدائرة، علما بأن «البيكوبات» والشاحنات أضحت تطوف باستمرار بين المداشر لتزويد قاطنيها بحاجياتهم من خضراوات وفواكه ومواد غذائية أساسية مختلفة».
«إننا نلتزم بجميع المقتضيات التي وضعتها الجهات المعنية للتعاطي مع هذه الظرفية الاستثنائية… وإن الحجر الصحي لم يؤثر بشكل كبير على العادات اليومية للعديد من الفلاحين، لكون المنطقة التي يعيشون ويزاولون فيها نشاطهم الفلاحي، تظل معزولة عن التجمعات السكنية» يصرح «ا. المهدي» من جماعة شرفاء مدغرة بإقليم الرشيدية – جهة درعة تافيلالت – لوكالة المغرب العربي للأنباء، في وقت أوضح «محمد. ك»، «أن كل واحد يقوم بسقي مزروعاته مع الالتزام بتدابير الحجر الصحي المعمول بها… كما أن فلاحي المنطقة يطبقون التدابير الموصى بها، عبر وضع الكمامات واحترام مسافة الأمان مع الآخرين، والالتزام بالمكوث في المنازل عند انتهاء الأعمال الفلاحية» يضيف المصدر ذاته.
نفس «الإيقاع الحياتي» يشكل عنوانا ليوميات مجموعة من قرى إقليم كلميم كما هو شأن جماعة إفران الأطلس الصغير التابعة إداريا لدائرة بويزكارن «حيث تعيش الساكنة الحجر الصحي بوعي، وتطبق تعليمات السلطات بلزوم البيوت والمحافظة على السلامة والنظافة» ، وهو ما يسجل، أيضا، على ساكنة جماعة أفركط الواقعة بين طانطان وكلميم حسب المصدر السالف ذكره.
إنها عينة من «مسلكيات اجتماعية» مسؤولة ومدركة لخطورة المرحلة الراهنة – هناك نماذج أخرى على امتداد باقي الجهات – تجعل المنشغل بـ «أحوال المجتمع»، مدعوا لقراءتها بكل التأني المطلوب، وذلك استحضارا لما تحبل به من دلالات عميقة ودروس ثرية في الصبر على الشدائد من أجل الصالح العام، وذلك قياسا لما يلاحظ من تصرفات «سلبية» و«متهورة» تقترف على مدار الساعة في العديد من المدن ، رغم أن جهودا كبيرة بذلت – ومازالت تبذل – من أجل التخفيف من وطأة فترة الحجر الصحي على سكانها، تعلق الأمر بضمان انسيابية التزود بالمواد الغذائية الضرورية أو بالاستفادة من خدمات مرافق إدارية ومؤسسات عامة / خاصة متعددة الأوجه؟


الكاتب : حميد بنواحمان

  

بتاريخ : 11/05/2020