سعيد الناصيري: من تاجر خردة إلى مالك لعشرات الشركات المختلفة

بعد إيداع سعيد الناصري ومن معه السجن المحلي عين السبع بالبيضاء، توجهت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالبيضاء مرة أخرى، إلى منزله لإجراء أبحاث جديدة، لها علاقة بالملف المحال على قاضي التحقيق، في مواجهة 21 متهما، 20 منهم يتابعون في حالة اعتقال.
ولم تتسرب معلومات حول أسباب زيارة الضابطة القضائية المكلفة بالبحث لمنزل سعيد الناصري، في الوقت الذي أشارت مصادر عليمة التي أوردت الخبر إلى أن التحقيقات متواصلة في الملف، وأن الأبحاث اصطدمت بوجود شبكة عنقودية ذات طابع تنظيمي قوي يُعَقِّد الوصول إلى جميع أفرادها، بسبب السرية والتحرك بألقاب لا تعكس الهوية الحقيقية للبارون، وبالنظر إلى ارتباط الشبكة المفككة بكارتيلات التهريب الدولي للمخدرات التي تسعى دائما إلى تجديد عناصرها وتجنيد المزيد لضمان مواصلة النشاط الإجرامي.
فمتى كان ارتباط ابن تامكروت الذي كان والده مجرد تاجر بسيط في جلود الغزلان بكارتيلات المخدرات وكيف استطاع تاجر الخردة في البيضاء بداية التسعينات بعد أن ترك فصول الدراسة بالاعدادي بالبلد أن يتحول إلى مستثمر كبير في عالم التجارة والبناء وحتى الإعلام.
غادر سعيد الناصيري تامكروت بعد أن فشل في استكمال تعليمه الإعدادي حاملا حقيبته اليدوية متوجها إلى الدار البيضاء، حيث يوجد أحد أبناء عمومته الذي اشتهر بتجارة عباد الشمس، هناك بدأت رحلة الفتى الأسمر الذي لم يترك مجالا إلا واشتغل فيه، بدءا من الاشتغال في عالم البناء، مرورا باقتناء شاحنة صغيرة مخصصة لحمل سلع البناء، وصولا إلى احتراف التجارة البسيطة بسوق درب غلف منها باقي أسواق البيضاء.
تعرف سعيد الناصري على العديد من الأشخاص أثناء احترافه التجارة وقادته مباريات الوداد إلى تحقيق حلمه الطفولي من أجل مشاهدة لاعبيها الذين لم يكن يراهم إلا في الجرائد أو التلفزيون، وبدأ في التعرف عليهم عن قرب، وفي حدود سنة 1999 ضمت قائمة منخرطي الوداد اسم سعيد الناصري، وبالتالي بدأ في الاقتراب مت سلطة القرار.
وبحكم أن البيضاء ظلت، ومازالت إلى حدود اليوم، أحد أكبر المختبرات السياسية التي تأكل الأخضر واليابس، أي أنها تستقبل من جميع الميادين وخاصة الرياضية التي تضم آلاف الأشخاص وهي الكماشة التي لم يسقط منها سعيد الناصيري.
الا أن ابن زاكورة استطاع بداية أن يتسلق سلم المجد مع الوداد البيضاوي، وتمكن خلال فترة انخراطه من دخول مختلف تشكيلات المكتب المسير، وعندما تمكن من نسج علاقات قوية قاد جماهير الوداد المغاربة إلى الانقلاب على عبد الالاه أكرم، و»انتخب» على رأس الوداد خلال الموسم الرياضي 2013\2014.
وفي 2019 كان سعيد الناصيري قد بنى أولى مقابلته المتعددة الخدمات في مجال البناء والطرقات ووضع شبكات الماء والكهرباء وكل شيء، وهى الشركة المسماة AK Promotion التي يوجد مقرها الاجتماعي بمنطقة فرحات حشاد بالبيضاء. كما أنه استطاع في ذات السنة أن يستحوذ على 20 % من رأسمال احدى الاذاعات الخاصة التي توجد بالمغرب.
الناصيري الذي تحول من تاجر بسيط إلى أحد رجال الأعمال البارزين في المغرب، ورئيس لأحد أكبر الفرق الوطنية، إذ أكد غير ما مرة أنه تسلم الوداد البيضاوي مدينا بأكثر أربعة ملايير، فكيف استطاع في ظرف وجيز أن يصعد بها إلى الأعالي بتعاقداتها الكبيرة وبميزانيتها الكبرى؟
سعيد الناصيري رئيس الوداد البيضاوي سيتحول أيضا إلى أحد أكبر الممثلين لمهرجان زاكورة، ذلك أنه سيقيم أول مهرجان بأسماء كبيرة، وهنا سيقع في المحظور، حيث سيلتقي الحاج ابن إبراهيم الذي سيمول له المهرجان شريطة مشاركة بعض الأسماء المتيم بها، وهي فنانة مغربية مشهورة.
لم يجد سعيد الناصيري من مفر إلا الخضوع لطلب سي الحاج، واتصل بمدير أعمالها الذي استجاب فورا لطلب سي سعيد أيضا، وشاركت في المهرجان، وكان منعطف آخر في حياة الفنانة، وفي علاقة الحاج بسعيد الناصيري، وهي الانطلاقة الحقيقية للناصيري في عالم المال والأعمال، حيث أكدت مصادر عليمة أن التحقيق قاد إلى إحصاء أزيد من 30 شركة متعددة الخدمات.
وبدأت الأموال المجهولة المصدر تصب في مجريات حسابات سعيد الناصيري حتى أنه عند استنطاقه من طرف الفرقة الوطنية أكد لمختلف وسائل الإعلام التي سألته عن الملف أن الأموال التي ساعد بها الفريق للخروج من أزمته ساهمت في مشاكل شخصية له، لأن البعض منها مجهول المصدر، فكيف لشخص بعد أن تمكن من الخريطة الرياضية في غول البيضاء، وتمكن من رسم الخريطة السياسية في جهة البيضاء سطات وأصبح يتحكم في توزيع المناصب، أن يجهل مصدر تلك الأموال؟ وكيف له أن يجهل الحكاية هو الذي سقط مبلغ مليارين في حسابه الشخصي من أموال صفقة انتقال بنشرقي؟
وكيف لسعيد الناصري أن تجر عليه الوداد البيضاوي الويلات هو الذي حولها إلى بقرة حلوب قبل أن يستنجد بأصدقائه الذين أنكر الكثير منهم، ورفض التوقيع على إشهاد يتضمن اعترافا بضخ أموال كمساعدة في حساب الناصيري من أجل النهوض بفريق الوداد.
(غدا الناصيري ومسلك السياسة المختلطة برائحة المخدرات)


الكاتب : مصطفى الناسي

  

بتاريخ : 27/12/2023