سعيد متوكل: «جواهر» انعكاس لنبض المتحررين من عُقد السياسة ولا وجود لحدود نفسية بين الشعبين..

 

جواهر.. غدا تفتح الحدود.. أغنية وظف فيها مغنيها وملحنها نعمان لحلو وكاتبها الشاعر سعيد متوكل، مشاعر إنسانية تتجاوز الحدود الجغرافية لتوصل رسالة حب من شعب لآخر.
إلا أن هذا الطرح الفني ورغم استحسان الكثيرين رافقته بعض الأصوات المنتقدة التي أعطت تأويلات عديدة لمضامين الأغنية التي يؤكد أصحابها على أنها عمل فني بعيد عن السياسية، يتغنى بالعلاقة الوطيدة بين المغرب والجزائر.
وقد أكد الشاعر المغربي وكاتب كلمات الأغنية في تصريحه لجريدة «الإتحاد الإشتراكي»، على أن الأغنية تمت كتابتها قبل ست سنوات، وتم تلحينها وتوزيعها الموسيقي قبل ثلاث سنوات، وهو ما يعني أن شروط التنزيل لا ترتبط بسياق معين بقدر ما تعكس الانتصار للدور الحقيقي للفن في نهضة الأمم والشعوب، مشيرا إلى أن تراكمات الفنان نعمان لحلو الفنية أوصلته إلى هذا المقام الإنساني، حيث أضاف قائلا:» تقاطعتُ معه من خلال مجموعة من الأبعاد الفكرية والجمالية التي أثمرت مجموعة من الأغاني التي تطل على قضايا ذات عمق : أغنية بالعربي إلا النبي نموذجا ؛ و قد كانت ردا صريحا على محاولات الإساءة إلى النبي محمد صلى الله عليه و سلم .. و بطبيعة الحال ؛ و انسجاما مع الدور الرسالي الذي نؤمن به في ماهيتنا الإنسانية و الفنية ؛ قررنا أن ندخل على الخط ب أغنية « جواهر « بعدما وصل التراشق الإعلامي الخشن بيننا و بين الجيران إلى مستوى غير مسبوق ؛ يغذيه في ذلك ذباب إلكتروني فيه المأجور و الساذج المجرور .. لقد آن الأوان لكي يتحمل الفضلاء دورهم في ترميم ما أفسده الساسة خدمة لمستقبل الأجيال .. أنا زرت الجزائر ؛ و بصدق ؛ لم أستشعر خلال مقامي بها أني خارج المغرب .. لا وجود لحدود نفسية حقيقية بين الشعبين».
وعن الإنتقادات التي رافقت الأغنية اعتبر «متوكل»، أن السجال لا يفسد للود قضية، إلا أن هذا السجال يضيف (المتحدث) يجب أن يتجمّل بالصدق والمصداقية بعيدا عن النعرات الممنهجة الموجهة.
كما أشار الشاعر إلى أن التعقيبات سارت في ثلاث اتجاهات: « أصوات استحسنت الأغنية وأشادت بقوتها بناء على شروط موضوعية لامست المحتوى و الشكل ؛ و أصوات على النقيض هاجمت الأغنية خدمة لأجندات معينة أو ترديدا لصدًى إعلامي متعصب، فيما احتجت الفئة الثالثة على توقيت تنزيل العمل رغم استحسانها للعمل».
وبالنسبة للفئة التي انتقدت توقيت إصدار الأغنية، اعتبر متوكل أن الصراع المغربي الجزائري ظل مستعرا لعقود وهو ما لا يحب أن يكون مبررا لبقاء المثقف والفنان والأنقياء من الشعبين على الحياد، قبل أن يضيف «أظن أن جواهر جاءت صرخة شعبية صادقة لتحريك المياه الآسنة لخلق نوع من التوازن في أفق الانفراج .. سنن الله ستمضي حتما إلى مآلاتها .. ومآلاتها خير إن شاء الله».
وجدد سعيد متوكل توضيحه قائلا:» بعض الأصوات احتجت على توقيت التنزيل ؛ و كأن الفنان و المثقف بشكل عام محكومٌ بحيثيات سياسية ظرفية معينة … الفن سلطة موازية لسلطة السياسية و الساسة ؛ بل إن تأثير الدبلوماسية الفنية أقوى .. يمكن للتعليقات أن تخضع في البداية لمزاج معين ؛ لكن الأمور تمضي يقينا في منتهاها إلى الرشد و السداد .. لا يمكن لمشروع القبح أن ينتصر على مشروع الجمال .. الزبد يذهب جفاء ؛ و فيما أعلم ؛ أعمال فنية وأدبية عالمية كبيرة نشدت المحبة والسلم والسلام في عز الحروب..».
كما رد الشاعر على اللغط الذي رافق الأغنية إضافة إلى منتقديها بالقول: « أبلغ رد هو الأغنية في حد ذاتها ؛ « جواهر « .. هي انعكاس لنبض المتحررين من عقد السياسة من الشعبين .. الأخوة أقوى ؛ و المحبة أسمى ؛ و الجغرافية راسخة تشهد على أواصر الدين و اللغة و قرابات الدم .. و مع الأسف ؛ ما خلفته الأغنية من سجال حد التراشق بالسباب هو انعكاس لبعض الحساسيات التي لازالت عالقة على صفحات تاريخ الحرب الباردة البائدة و منابر الإعلام الموجهة .. ثمة من يؤجج الصراع … لكن العقول المتنورة من الشعبين باتت مدركة لمن يسعى إلى الوفاق و من يقوي أسباب الصدام».
وتسلط أغنية جواهر التي طرحها الفنان نعمان لحلو، يوم الأربعاء 18 غشت 2021 على قناته الرسمية باليوتيوب، الضوء على استمرار إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر والتي زخرفها بقصة حب حال اكتمالها الحدود المغلقة التي ينتظر العاشق فتحها من أجل لقاء حبيبته «جواهر».
والأغنية من شعر سعيد متوكل، وألحان نعمان لحلو، وتوزيع و تنفيذ يونس الخزان، فيما أشرف الفنان عبد اللطيف العيادي على تصميم اللوحات التشيكيلية للفيديو كليب.
بدوره وصف الفنان نعمان لحلو أغنية جواهر بأنها «صدى لنبض الناس وانتصار لسلطة المثقف والحب والمحبة وانعكاس صادق لأحلام شعبين يتقاسمان الأفراح والأتراح و يدركان قيمة التكثل في مواجهة التحديات»، مضيفا « لغة الحب أقوى وأن نبض الشعوب سينتصر لأن منطق التاريخ وامتداد الجغرافيا وحدة الدين واللغة كلها عوامل ستهزم الحقد المستتر، وأن الوصال استهوى الأجيال على امتداد التاريخ فلم يكن للحدود معنى بين الأجداد، الذين انصهروا وتصاهروا ورسخوا لعمق وجداني لطالما تكلل بالأبناء و الأحفاد (جزائريون من أم مغربية ؛ و مغاربة من أم جزائرية)؛ و قرابة الدم تمت كتابتها بمداد من الأخوة والوداد».
تجدر الإشارة إلى أن  هنالك مجموعة من الأغاني التي ستجمع الشاعر سعيد متوكل بالفنان نعمان ولحلو والموزع الموسيقي يونس الخزان، إذ من المرتقب أن يتم إصدار أغنية جديدة تتطرق إلى ما آلت إليه الأرض من خراب طال البشر والطبيعة.


الكاتب : يسرا سراج الدين

  

بتاريخ : 26/08/2021

أخبار مرتبطة

بمناسبة عيد الأضحى، الذي يحل يوم الاثنين 17 يونيو 2024 ، الموافق لـ 10 ذي الحجة لعام 1445هـ، تتقدم مجموعة

أعلنت حديقة الحيوانات «كروكوبارك» أكادير، الخميس، أنها ستستقبل 16 تمساحا من نوع «سوكوس» (suchus) من حديقة حيوانات «أكواتيس» (Aquatis) في

جددت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في بيان أمام الدورة العادية للجنة الـ24 التابعة للأمم المتحدة، بنيويورك، تأكيد مواقفها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *