سلا، مدينة الأبواب والأبراج وعبق التاريخ، باب شعفة

 

تعتبر أسوار مدينة سلا المقابلة لتلك الموجودة بمدينة الرباط، إحدى الحصون الدفاعية الأولى للمدينة، حيث كانت حصنت بأبراج عظيمة لحماية المدينة من غارات الأساطيل الأجنبية، وبأبواب تختلف من حيث أهميتها التاريخية، وأهمها، باب لمريسة “سيدي بوحاجة”، “باب
الفران “،الذي يؤدي إلى دار الصنعة، “باب سبتة” و”باب فاس” ويسمى” باب الخميس ” “باب معلقة” و”باب شعفة” والمسمى أيضا “باب سبع بنات “الذي سيكون موضوعنا في هذا العدد.
” باب شعفة ” المسمى أيضا “باب سبع بنات”، من الأبواب التاريخية الأخرى التي تشهد على مكانة مدينة سلا، وأهميتها، عبر التاريخ .
ويوجد هذا الباب التاريخي داخل سور المدينة العتيقة، في الجانب الشمالي للسور المرابطي والذي كان هدمه الخليفة الموحدي، “عبد المؤمن بن علي” ثم أعاد بناءه كل من حفيده يعقوب المنصور” الموحدي، والسلطان “أبو الحسن المريني” من بعده.
وحسب المهتمين بتاريخ مدينة سلا، فإن تسمية هذا الباب ب “باب شعفة”، يعود لكون داخله كان مغطى بالحجارة الزرقاء الصلبة، المجلوبة من أنقاض مدينة شالة التاريخية.
وبالعودة إلى أبواب سلا، فإن بعضها كان بني بأنقاض معلمة تاريخية أخرى ،ف “باب سبتة” بدوره كان بني بأنقاض “قصبة كناوة “من طرف الحاكم “فنيش.”
وعن سبب تسميته “باب سبع بنات” فتختلف الروايات في هذا الشأن.
فهناك رواية تقول: إن أهل سلا، عندما كانوا يحاربون لصد إحدى الهجمات التي استهدفت مدينة سلا سنة 685هـ/ 1260م، كانت ضمنهم سبع بنات، سقطن شهيدات قرب هذا الباب.
وهناك رواية أخرى ترجع اسم هذا الباب إلى كون أن سبع بنات خرجن لمقاومة الغزاة، ليلة عرسهن، فسقطن شهيدات، وتخليدا لنضالهن وشجاعتهن، سمي هذا الباب باسمهن، ليبقى شاهدا على بسالة المرأة السلاوية، التي كانت تشارك الرجل في الجهاد من أجل الذود عن مدينة سلا، التي كانت دائما مستهدفة من طرف العديد من الأعداء، بحكم موقعها الاستراتيجي على ضفة “نهر أبي رقراق، والمحيط الأطلسي.
وكان السور المحيط ب” باب شعفة “، إنهار جزء منه سنة 2017، بسبب الأمطار الغزيرة التي كانت عرفتها مدينة سلا، وهو ما استوجب ترميمه.


الكاتب : إعداد :عبد المجيد النبسي تصوير:زوليخة

  

بتاريخ : 19/05/2021