شارك فيه أطفال بكتبهم المدرسية .. اعتصام أمام مقر عمالة إقليم النواصر بحثا عن سكن

دخل عدد من المواطنين، خلال الأيام القليلة الفارطة، في اعتصام أمام مقر عمالة إقليم النواصر بشكل جعل المارة الذين يعبرون الطرقات من وإلى غابة بوسكورة ينتبهون للتجمع الاحتجاجي الذي انطلقت تفاصيله في أحد الأيام قبل أن تمتد صوره ومشاهده لمدة أطول.
احتجاج لم يشارك فيه الكبار لوحدهم من الإناث والذكور بل حتى الأطفال، الذين وجدوا أنفسهم يتبعون أولياء أمورهم وبرفقتهم حقائبهم المدرسية وكتبهم، عوض أن يكونوا في حجرات الدرس، وذلك قبل حلول العطلة، بعدما أصبحوا عرضة للشارع ولم يعد لهم مأوى يحتضنهم، فغياب البيت يعني انعدام الاستقرار، والذي تختفي بعدم توفره مفاهيم أخرى من قبيل المدرسة والراحة واحتياجات الطفولة وغيرها.
خطوة احتجاجية طرحت بالضرورة أكثر من علامة استفهام، بشأن شرعية المطالب وأحقية المطالبين المنحدرين من «دوار غبريال» بـ «اولاد عزوز» بما يسعون إليه، وهو ما دفع «الاتحاد الاشتراكي» للانتقال إلى عين المكان، حيث استقت تصريحات بعض المتضررين، وضمنهم تصريح لـ «هشام . ن»، الذي أكد أن السلطات عملت على هدم مسكن أسرته، الذي يقطن به رفقة زوجته وأبنائه إضافة إلى شقيقه وزوجته وأبنائه، وكذا والده إلى جانب إخوة غير متزوجين، دون أن يحظوا بالاستفادة من مشروع إعادة السكن يراعي هذه الخصوصيات الاجتماعية باعتبارهم عائلة مركبة، لا يمكن أن تحتضنهم شقة واحدة، بالمواصفات المعروفة، خاصة وأنهم سيضطرون للبحث عن شريك يقوم ببناء البقعة لعدم توفرهم على إمكانيات مادية تسمح لهم ببناء عقار مع شريك واحد بالنصف.
وذكّر المتحدث بأشواط الملف التي تعود لرمضان من السنة الفارطة، مبرزا كيف تواصلت السلطات المحلية مع مجموعة من المستفيدين الذين تم منحهم حق السكن في إطار محاربة دور الصفيح وتم على إثر ذلك هدم دورهم الصفيحية، بالمقابل أوضح «هشام» أن ممثلي السلطة المحلية طلبوا منه ومن باقي السكان الآخرين الذين لديهم مشاكل البقاء في مساكنهم والانتظار إلى حين تسوية ملفاتهم، وفقا لتصريحه للجريدة، مبرزا أن الأمر يتعلق بـ 21 أسرة، ليست كلها لها نفس الإشكال المتمثل في «العائلات المركبة»، بل هناك خصوصيات أخرى، جعلت البعض «يحرمون لأسباب أخرى تظل غير مفهومة» والذين تمت تسميتهم بـ «الحالات الخاصة»، يضيف المتحدث.
وأبرز عدد من المحتجين لـ «الاتحاد الاشتراكي» أن بيوتهم تم هدمها دون سابق إشعار من طرف السلطات المحلية، مشددين على أنهم في كل مرة كانوا يحاولون ترتيب فضاءات للمبيت لكن يتم إتلافها لاحقا، مؤكدين أن عددا من أطفالهم باتوا يعيشون حالة من الهلع من رؤية «الطراكس» قادمة باعتبارها باتت عنوانا للهدم والخراب والتشرد. وناشد المتضررون في تصريحاتهم للجريدة خلال زيارة «معتصمهم» المسؤولين على رأسهم عامل العمالة، التعامل مع وضعيتهم ببعد إنساني وبحسّ اجتماعي وتمكينهم من الحق في السكن تفعيلا للنص الدستوري الصريح باعتباره أحد الحقوق الأساسية للإنسان.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 31/01/2023