شاطئ عين الذئاب .. إقبال كبير، ودعوات لاحترام التوجيهات من أجل سباحة آمنة واستغلال أمثل للفضاءات المشتركة

يتم إنقاذ 100 شخص من بين 250 ألف زائر ونسبة 1 % منهم يكونون ضحايا للغرق

 

يعتبر شاطئ عين الذئاب من الشواطئ البيضاوية التي تعرف إقبالا كبيرا خلال فصل الصيف، فما أن تشرع درجات الحرارة في الارتفاع حتى تنطلق أفواج المواطنين من فئات عمرية مختلفة نحوه، والتي تتوزع ما بين من يرغب في لعب الكرة، ومن يبحث عن الراحة والاستجمام، وبين من يحب قضاء الوقت ما بين أمواج البحر والكورنيش وباقي المرافق التجارية المختلفة التي تحتضنها المنطقة.
شاطئ، يقصده الصغار والكبار، من هم في خانة الفئات الهشة والمنتمين للطبقة المتوسطة والميسورين كذلك، بعضهم يأتي على متن سيارات فخمة من أجل رياضة ركوب الأمواج «السورف»، وغيرهم متكدسين داخل عربات ثلاثية العجلات «تريبورتورات» أو باستعمال حافلات النقل الحضري، في حين باتت فئة أخرى قريبة جدا من هذا الشاطئ رغم أنها تقطن في مناطق بعيدة بفضل عربات «الترامواي» التي قرّبت المسافات وجعلتهم لا يحرمون من حقهم في الاستجمام واللعب والمرح في رمال وبين أمواج «عين الذئاب».
إقبال كبير، يفرض اتخاذ تدابير متعددة، أمنية وتنظيمية، لضمان انسيابية المرور، ولمحاربة الظواهر الانحرافية والحفاظ على الأمن العام، وضمان احترام الملك العام، وتمكين كل مواطن من حقه في الاستلقاء على رمال الشاطئ والاستجمام بعيدا عن ضغوطات «الكارديانات» وأصحاب «الباراسولات» والكراسي والطاولات، وغيرها من الممارسات التي قد تعكّر المزاج وتخلق الشنآن وتحول لحظة سعي نحو المتعة إلى لحظة للمناوشات والمشاحنات. تدابير لا تقف عند هذا الحد، بل ينضاف إليها الجانب المتعلق بالإسعاف والإنقاذ للحفاظ على حياة المصطافين، خاصة بعض الشباب الذين يفضلون التنافس بتهوّر في بعض الحالات،، فشاطئ عين الذئاب من الشواطئ التي تعرف حوادث للغرق، بل أن عددا من البيضاويين هجروه بسبب الخوف من أمواجه «الغادرة» التي جذبت إليها الكثير من الشباب في سنوات مختلفة وجعلت الحزن يخيّم على مجموعة من الأسر.
تدخلات وجهود، وقفت «الاتحاد الاشتراكي» عليها خلال جولة تم القيام بها في شاطئ عين الذئاب قبل أيام، تم على إثرها رصد عدد من التفاصيل المرتبطة بالكورنيش والشاطئ من مسجد الحسن الثاني إلى غاية سيدي عبد الرحمان والمرافق الأخرى التي تليه، حيث أكد في هذا الصدد أحد عناصر الوقاية المدنية في تصريح للجريدة على أن موسم الاصطياف هذا الموسم قد حلّ باكرا بعد أن تراجع توقيت وزمن شهر رمضان، وارتفعت درجات الحرارة بشكل ملحوظ، الأمر الذي شجّع المواطنين على التوجه إلى الشاطئ.
وشدّد المتحدث على أن ارتفاع الإقبال يوازيه مسؤولية أكبر للسباحين المنقذين الذين يتوزعون على امتداد الشاطئ للتنبيه والتوجيه والتدخل بشكل مستعجل حال وقوع حادث من الحوادث، سواء المتعلقة بالدوار والإغماء أو الغرق المفاجئ، موضحا في ردّه على أسئلة الجريدة أن هناك مجموعة من السباحين المحترفين الذي يضعون أنفسهم رهن إشارة المواطنين في أي لحظة من اللحظات، مع تعبئة عناصر إنقاذ مركبية مثل «زودياك « و»لأُونجانُوتيك» و» الجِيت سكي» و»لكواد»، فضلا عن معدّات أخرى لإنقاذ سريع وفعال.
تعبئة ودينامية، تمكّن من إنقاذ معدّل 100 شخص من بين 250 ألف زائر لهذا الشاطئ، وفقا لمصادر «الاتحاد الاشتراكي»، مضيفة بأن حالات الغرق التي تسجّل بكل أسف تصل إلى حوالي واحد في المائة، والتي تحدث في الغالب نتيجة للسلوكيات المتهورة أو المنافسة الطائشة في السباحة، خصوصاً صفوف الشباب والمراهقين، وهو ما يدفع المسؤولين إلى حث المواطنين على الامتثال للتوجيهات والتحلي بالمسؤولية للحفاظ على سلامتهم وسلامة أطفالهم، والتواصل المباشر والمستمر مع السباحين المنقذين قبل الإقدام على أي خطوة، وتفادي السباحة في المناطق الصخرية لتجنب الارتطامات، إضافة إلى اتخاذ كل أشكال الوقاية لتجنّب الصدمات الحرارية عند التعرض لأشعة الشمس لمدة طويلة، والامتناع عن دخول البحر مباشرة بعدها لتجنب السكتات القلبية المفاجئة، مع ضرورة احترام اللافتات والأعلام المتواجدة على طول البحر، وتجنب السباحة في المناطق الخالية من الحراسة.
توجيهات الهدف منها أن تمر اللحظات التي يقضيها الشخص، فردا أو أسرة، في شاطئ عين الذئاب في أمن وأمان وبشكل يضمن السلامة والمتعة والاستجمام، فالتدابير المتخذة تهدف إلى تحقيق هذه الغاية، ومواجهة كل المظاهر الشائنة التي وبكل أسف يستمر حضور بعضها، وهو ما يمكن ملاحظته حين زيارة شاطئ البيضاويين بامتياز.
صحفية متدربة


الكاتب : شراف مركوم

  

بتاريخ : 15/06/2023