فوجئت إدارة فندق بمدينة شفشاون، حيث كان يقيم 20 سائحا أجنبيا من استراليا، بتوصلها، يوم الثلاثاء 22 ماي 2024، برسالة عبر البريد الإلكتروني من الشركة السياحية التي كانت قد نظمت لهؤلاء السياح تلك الرحلة إلى المغرب، معتذرة عما حصل حين قام هؤلاء الأستراليون، أثناء وصولهم إلى شفشاون، بارتداء أقمصة بيضاء وضعت عليها خريطة المغرب مجزأة، وهو ما استنفر عددا من المارة والتجار، ودفعهم إلى الاحتجاج على هؤلاء السياح ومطالبتهم بخلع الأقمصة، قبل أن يتدخل أعوان سلطة، ثم أفراد من الشرطة السياحية للاستفسار عن دوافع فعلهم هذا، وما إذا كان الأمر مرتبطا بانفصاليين مدفوعين من قبل جهات ومنظمات معادية للمملكة.
والجدير بالذكر أن السلطات الأمنية وفور علمها بما قام بها هؤلاء السياح، انتقلت إلى عين المكان من أجل استبيان الموضوع، ليدخل أفرادها في حوار مع هؤلاء السياح موضحين لهم أن الخريطة التي يرتدونها غير مكتملة، آنذاك قدم هؤلاء السياح اعتذارهم، مؤكدين جهلهم بالأمر، وعدم وجود أي نية للتلاعب بالخريطة الرسمية للمغرب، والتي تضم أقاليم الصحراء المغربية، كما أضافوا أنهم حصلوا على هذه الخريطة من موقع إلكتروني متخصص في الخرائط العالمية، معربين عن استعدادهم لعدم تكرار هذا الخطأ في المستقبل.
من جهتها، أكدت الشركة السياحية (كامباس إيكسبديشنز)، في رسالتها، أن ما قام به هؤلاء السياح خطأ غير مقصود، وأن السياح سيعودون إلى المغرب بأقمصة عليها خريطة المغرب كاملة، وأكدت الشركة أنها سترفع من عدد الرحلات إلى المدينة، مشددة على احترامها للمغرب ووحدته الترابية، كما قامت بإرفاق الرسالة الإلكترونية بصورة من إعلان لها بموقعها الإلكتروني وقد تم تصويب خريطة المغرب.
لقد ساهم التدخل الأمني الهادئ والدبلوماسي لتسوية الأمر اعتمادا على الحوار مع هؤلاء السياح، في رد الفعل الإيجابي هذا، سواء للسياح أو للشركة السياحية، التي نظمت الرحلة، مما خلف صدى كبيرا داخل المغرب وخارجه، حيث تناولته عدة مواقع وصحف عالمية.
في ما يلي: نص الرسالة:
«أتوجه إليكم، أنا «جيل» بالنيابة عن مدير شركة «Compass Expeditions»، السيد «جيري كوك»، لتقديم صادق اعتذارنا عن أي ضرر سببته القمصان (t-shirts) التي ارتدتها مجموعتنا السياحية الأخيرة التي زارت مدينة «شفشاون» بالمغرب.
ونريد أن نؤكد لكم، أن هذا الفعل لم يكن مقصودا بأي حال من الأحوال، وعليه فقد اتخذنا كامل الخطوات لتصحيح الوضع وتحديث خريطتنا (الدولية) المرفقة، للرجوع إليها وقت اللزوم.
ويحتل «المغرب» مكانة مهمة في المجتمع العالمي، ونحن نقدر بشدة التراث الثقافي الغني والتاريخ ومساهمات الشعب المغربي، كما ندرك ونحترم سيادة المغرب وأمنه الإقليمي. لهذا، نحن ملتزمون بتمثيل حدوده بدقة في جميع منتجاتنا مستقبلا.
لهذا، لا يفوتنا أن نعرب عن امتناننا لإتاحة الفرصة لنا لجلب عملائنا إلى المغرب. نحن نقدر، بشدة، كرم الضيافة والتجارب الغنية التي يقدمها المغرب للمسافرين من جميع أنحاء العالم، وإنه لشرف لنا أن نروج للسياحة في بلدكم الجميل، ونظل ملتزمين بتعزيز العلاقات الإيجابية والمحترمة مع جميع شركائنا السياحيين فيه.
لذلك، ومرة أخرى، نتقدم باعتذارنا الصادق عن أي إساءة سببها هذا الخطأ غير المقصود، ونتطلع إلى إرسال المزيد من العملاء إلى المغرب ليعيشوا تجربة سياحية رائعة في بلدكم الجميل. مع كامل إخلاصي، جيل.».