شعر : كل شيء تحت السيطرة

 

القلبُ على سُلَّمِ صُولْ
ينبُضُ بصوْت عالٍ
يَبْتَدِعُ طريقتَهُ
الخاصَّة للتحليق فوق
مدينةٍ لا تُوجد
سوى في السّماءْ

وأنا لا أفعل شيئاً
أُحاول النزولَ فقط
قدمايَ لم تلْمسا الأرض
منذُ أيام
طويلة

1
القصائدُ لا تكذب
الشعراءُ يفعلون ذلك
مرَّةً رمى أحدُهم
قِطْعة حجرٍ في
بئْر
ثُم صرخ:
«من هنا ستَخرُج
لكل غاوٍ منكم غَيْمة»

الشّاعرُ مَات
ولايزال الغاوُون حتى
الساعَة
عند حافّة البئْر بمظلاّتهم
ينتظرون

2
من قِمّة جبلٍ
وعلى رؤوس أصابعه
لم يتمكّن من لمس
الشمس
وأنا على ضِفَّة الوادي
بِالسَّفْح
أناديها
فَتَهْوِي مباشرةً
بيْنَ يديّ
أَنحُت قُبلةً
على خذّها
واُرْجعها إِلى
السّماء

3
أَتسكّعُ في حي الملاّح
أشخاص يلفون سجائر الْماريوَانا
يُدخنون
ويَبْتَسمون لِلْجُدران
بعد «النَّتْرَة» العشرين
كلهم يصيرون شعراء وعازفي
موسيقى
محترفين

أحدهم يُصاب بالعمى
المؤقّت
ها قد صار يلعب البيانو
على طريقة
برايْل
وآخرون بِشفاهِهِم فقط
يُقلّدون رقصة
زُوربا
الريح تهرُب بدخّانهم
بينما هم يمضغون الموسيقى
ويضحكون

4
الباب الأمامي الذي يُفْضي إلى قلب حبيبتي
هو الباب الذي أدخل منه إلى الحياة
هي تحرّر المفتاح من قلبها وتضعه في يدي
بينما أنا أنْثُرُ كل أسراري
على الشرفة
تحت الكنبة
وفي غلّاي القهوة
هي تُدبر لي فخّ المُضِيّ بالفرح إلى ألقه
بينما أنا أعُدّ بذور اللذة التي تسّاقط من عيوننا
نتقاسمها حبَّةً حبّة
نرمي بثيابنا إلى الفجر
نَلْتوي على بعضٍ كطُحلبين صغيرين
ثم نجلس نتأمّل هذا الفردوس المحيطِ بنا

6هناك أيام صالحة للحب
وأيام للصمت
وأخرى للانتحار

لا أتكلم كثيراً
أكتفي بالإصغاء
حبيبتي لا تتوقف عن الغناء
وهذا يُناسبني كثيراً

هناك بحرٌ في الجانب الآخر من مدينتي
لا يراه أحدٌ سواي
لذلك قدمايَ
ترفُضان لمْسَ الأرض حين أمشي
في ساحة المدينة

سياح كثيرون يمرون من هنا
لا يأخذون معهم شيئاً
يأخذون الصور

هناك أيام صالحة للحب
وأيام للصمت
ثُمّ أخرى للانتحار
وهذا اليوم
لا يصلح لشيء
يصلح فقط لشرب الفودكا
بالبرتقال


الكاتب : سليمان الدريسي

  

بتاريخ : 02/10/2020