شكلت زيارة لجنة النموذج التنموي الجديد مبعثا للتفاؤل بإمكانية التغيير : « الهضبة السعيدة» بأزيلال .. آمال الساكنة معلقة على عودة السياحة الجبلية للتخفيف من تداعيات كورونا

شكلت زيارة اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي الجديد إلى جهة بني ملال – خنيفرة ، فرصة لساكنة المناطق القروية والجبلية بالمنطقة ، للتعبير عن تطلعاتها إلى إحداث تغيير في الرؤى التنموية ، في أفق تدارك النقائص البنيوية المتعددة الأوجه ، والتي تشكل مصدر معاناة متواصلة لقاطني هذه الجغرافية ذات الثراء الطبيعي الاستثنائي، لكنها، للأسف ، تئن تحت وطأة غياب العدالة المجالية؟
ومن المناطق التي شملتها الزيارة التفسيرية لمضامين النموذج الجديد، نجد القرية الجبلية آيت بوكماز، هذه الأخيرة التي طالما استفادت ساكنتها من انتعاش «السياحة الجبلية « من أجل توفير مصدر رزق – ولو مؤقت – يعين على تلبية الحد الأدنى من متطلبات المعيش اليومي . لكن التدابير المتخذة في سياق «الحرب» ضد تفشي فيروس كورونا، جعلت الساكنة تواجه وضعا مأزوما منذ شهر مارس 2020 .
ومع ظهور بوادر الإنفراج الأخيرة – يتمنى المرء استمرارها – عاد التفاؤل إلى ساكنة قرية آيت بوكماز، أو» «الهضبة السعيدة»، كما تعرف دوليا، لاستقبال السياح المحليين والأجانب». كيف لا و «الإغلاق القسري « أزم الوضع الاقتصادي بهذه القرية الجبلية الهادئة، التي تبعد بنحو 70 كلم عن مدينة أزيلال، في عمق الأطلس الكبير الأوسط، خاصة وأن السياحة الجبلية تعد أنشطتها الرئيسية» – يقول تقرير نشرته «لاماب « ، مؤخرا ، مفسرا اسم «الهضبة السعيدة «بكونها تمتد على فجاج خصبة، ووديان وعيون تقطع البساتين المخضرة طوال السنة، لكن فقط خلال المواسم المطيرة والتي قلت بحدة خلال العقود الأخيرة «، مضيفا أنه « رغم كونها تتواجد وسط الأطلس «خزان المغرب المائي»، فإن ضعف التساقطات الثلجية والمطرية أصبح قاعدة وليس استثناء، ما جعل الساكنة تركز في أنشطتها على السياحة الجبلية، بحكم التوافد الكثيف للسياح المحليين والأجانب على هذه القرية قبل أن تقفل الجائحة باب هذا المورد الحيوي».
ووفق التقرير ذاته ، فإن «المنطقة باتت ، منذ عقود، قبلة للزوار الباحثين عن الهدوء والسكينة وسط الجبال والعيون المائية ، وأيضا عشاق الرياضات الجبلية مثل الاستغوار والسباقات المائية وتسلق الجبال»، وهو ما ساهم في «تطور أنشطة حيوية لاستقبال الزوار من مآوي سياحية ومنازل معدة للضيوف ومطاعم ومقاهي وسط البساتين والأشجار ومحلات لبيع المنتجات المجالية التي تبدع عدة تعاونيات نسائية في إنتاجها».
وأكد تصريح لرئيس الجمعية الجهوية للمرشدين السياحيين بني ملال – خنيفرة ابراهيم أبرغوس، تضمنه التقرير نفسه ، على «أن آيت بوكماز تتطلع حاليا لاستئناف الأنشطة السياحية التي توقفت بسبب الجائحة»، مشيرا إلى «وفرة المآوي السياحية والمنتجات المجالية في المنطقة»، مضيفا «أن آيت بوكماز، والتي تعني ”ناس الوسط“ لكونها تتواجد في مركز جبال الأطلس الكبير على علو 1800 متر على سطح البحر، ذات جمال خلاب تحيط بها جبال من نحو 4000 متر وتكوينها الجيولوجي فريد لكونها منطقة خصبة شاسعة وسط الجبال».
ترى هل تستعيد ساكنة «الهضبة السعيدة « بعضا من أسباب «السعادة « التي غيبتها مخلفات الحرب ضد «كورونا «، ويعود، من ثم ، التفاؤل بإمكانية التخلص من العديد من الكوابح ، الطبيعية منها والمصطنعة ، التي تحول دون تمكين أبناء هذه المنطقة من مقومات الإقلاع التنموي السليم ، علما بأن بعض مخرجات النموذج التنموي الجديد تشدد على «أن زمن التهميش والتمييز» قد ولى و «لا مجال للتفاوتات المجالية والترابية، والأولوية اليوم هي لفك العزلة عن هذه المناطق بهدف جعلها أقاليم ترابية ذات مناعة ومردودية اجتماعية واقتصادية قوية »؟


الكاتب : إعداد : حميد بنواحمان

  

بتاريخ : 14/07/2021