شهدتها منطقة أيت باعمران : استعراض التجارب الميدانية الجديدة للقضاء على الحشرة القرمزية المدمّرة لحقول الصبار

كشفت الندوة الصحفية التي عقدتها مؤسسة «دار سي حماد» بمدينة أكادير قبل أيام عن التقنيات والتجارب الميدانية الجديدة التي أجريت على حقول الصبار بمنطقة أيت باعمران، وخاصة بجماعتي «تنين أملو» و» مستي»، اللتان عرفتا إطلاق برنامج مكافحة الحشرة القرمزية منذ سنة 2021. وتم التأكيد خلال هذا اللقاء على أن هذه التجارب مستمرة ومتواصلة للقضاء على هذه الحشرة الدخيلة والمدمرة لنبات الصبار، والتي حرمت السكان من مصدر دخل معظم الأسر، وتسببت في هجرة جماعية لبعض السكان، وتهدد النظام الأيكولوجي بأكمله.
وبيّنت الندوة التي شارك فيها خبراء وباحثون زراعيون متخصصون من المعهد الوطني للبحث الزراعي ومن معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بأيت ملول، زيادة على ممثلي جمعيات المجتمع المدني بأيت باعمران، كيف تم استغلال جميع الطرق والتجارب لمعالجة نبات الصبار من مخلّفات وآثار هذه الحشرة المدمرة، حيث أبرز المتدخلون أهم الطرق العلاجية ومراحل علاج القرمزية بطريقة أيكولوجية. وفي هذا الصدد تم تسليط الضوء على بعض التجارب الميدانية التي أعطت نتائجها الإيجابية للقضاء على هذه الحشرة المضرة، كما هو الشأن بالنسبة لطريقة المعالجة بالماء، والمعالجة بالصابون البلدي، والمعالجة بالشفير أو الزبير لنبات الصبار، وكذا استعمال الأحواض، والاستعانة بالضوء لجلب الذكور، بالإضافة إلى استعمال طريقة المحاربة اليدوية، إلى جانب المحاربة البيولوجية باستعمال الغبار، والمكافحة البيولوجية بتوظيف حشرات مضادة للحشرة القرمزية، وأخيرا طريقة استعمال المواد العضوية والمبيدات الحيوية التي تقضي على حياة هذه الحشرة التي لا تتعدى مدة حياتها 120 يوما.
وأشار المتدخلون في هذه الندوة الصحفية إلى أن الحشرة القرمزية تعتبر حشرة دخيلة، دخلت المغرب في سنة 2014، وكان مصدرها إحدى دول أمريكا اللاتينية، وولجت عبر بعض الواردات حيث عمت حقول الصبار بمعظم مناطق المغرب باستثناء منطقتي العيون والداخلة، وأنها لم تظهر بمنطقة أيت باعمران إلا في سنة 2018. وأكد الخبراء والباحثون المشاركون في الندوة على أن التجارب الحالية مستمرة وأن العمليات التي أجريت على حقول الصبار بمنطقة أيت باعمران منذ سنة 2021، لا تشكل تهديدا للغطاء النباتي أو الحشرات أو الإنسان، لأن هذه التجارب أظهرت نتائج إيجابية وما على الساكنة إلا الالتزام بمعالجة حقولها بشكل فعال ومسؤول وتشجيعها على إعادة زراعة حقول الصبار بطريقة عقلانية لتحسين صيانة الحقول والتي من شأنها تقليل احتمالات تكاثر الحشرة القرمزية.
هذا وكانت الجهة المنظمة قد أعلنت في البداية عن أهداف تنظيم هذه الندوة والتي حددتها في الحفاظ على التنوع البيولوجي في الجزء الغربي من الأطلس الصغير(تحديدا منطقة أيت باعمران)، من خلال التحكم في انتشار الحشرة القرمزية التي تصيب حقول الصبار، فضلا عن تنمية روح التضامن بين الساكنة والابتكار لترسيخ الاستدامة البيئية وتحسين الظروف المعيشية للسكان.


الكاتب : عبد اللطيف الكامل

  

بتاريخ : 08/06/2023