صدور كتاب حول «وسائط التواصل والتربية على المواطنة»

صدر لجمعية، « بصمات: مبادرات مواطنة « كتاب تحت عنوان « وسائط التواصل والتربية على المواطنة «، بدعم من المجلس الوطني لحقوق الإنسان.
المؤلف، الذي يقع في 165 صفحة، يضم 21 مقالة موزعة على ثلاثة محاور وهي: – وسائط التواصل الفنية والتربية على المواطنة في ظل الثورة الرقمية- وسائط التواصل الرقمية وتحديات التربية على المواطنة- مؤسسات التنشئة الاجتماعية والتربية على المواطنة: أية أدوار في ظل الثورة الرقمية ؟
المؤلف كتب مقدمته حسن طارق، أما صورة الغلاف والإخراج فهي لمصمم الكرافيك محمد عيداوي، والصور الكاريكاتورية لعبد الله الدرقاوي. والمؤلف هو ثمرة عمل مشترك بإسهام مجموعة من الفعاليات الإعلامية والثقافية والفنية والجمعوية
في مستهل تقديمه للكتاب يتساءل حسن طارق: ما الذي قد يتركه الفايسبوك لمؤسسات الأسرة والمدرسة والجمعية في مسار صياغة المنظومة القيمية للطفل؟ وماذا عن أثر وسائط التواصل على التشكل المعقد للمواطنة المغربية؟ هل هي فرصة أم تهديد؟
أسئلة يصادفها يوميا المناضل الجمعوي، الذي يَتمثَّلُ وظيفَته التطوعية داخل المجتمع، كامتداد لالتزام ثقافي وقيمي، وكممارسة يومية مرتبطة بالأفق الديمقراطي وبالرهان على ترسيخ قيم الحوار والتقاسم والسلوك المدني والاختلاف، مما يجعل هذا الكتاب محاولة لمطارحة هذه الأسئلة بعيدا عن سُهولة الإجابات الجاهزة، التي تقدم وسائط التواصل كنَبِيٍّ جديدٍ للمواطنة، وبعيدا بنفس المسافة عن الانطباعات السَّريعة التي تخلص إلى أن هذه الوسائط لن تشكل سوى مقبرة أخيرة للديمقراطية.
فُصول المساهمات الغنيّة العميقة والمتعددة من حيث المقاربات والخلفيات والمناهج والحقول المعرفية، تستدعي الذكاء لمُساءلة البديهيات السائدة حول الموضوع، وأساسا لتجاوز الرؤى العدمية وخطابات الإنبهار في ذات الوقت.
بين الاحتفالية الطفولية بالوظيفة «الرُّسُوليّة» لمجالات التواصل الجديدة؛ بقدرتها على خلق فضاءات عمومية جديدة وواسعة، ذات تأثير حقيقي على اتجاهات الرأي العام ومزاج السياسة، وبين تصور الوسائط الحديثة كحُقولٍ مُناهضةٍ للمواطنة والديمقراطية، ذات قابليةٍ آليَّةٍ لإنتاج وإعادة إنتاج الرداءة، وتعميم خطابات الكراهية والحقد، وتغذية الانقسامات الأيديولوجية، وتيسير التلاعب السياسي بآراء الجمهور من قبل قوى المال والمحافظة والتطرف، يسمح لنا هذا المؤلف بنحت مسالك جديدة للتفكير والتأمل.
«وسائط التواصل والتربية على المواطنة» إذن تمرين جماعي بأصوات متعددة للتفكير في التحديات الجديدة التي يطرحها رهان ترسيخ قيم المواطنة والسلوك المدني، زمن سطوة التواصل الاجتماعي.
تمرين التفكير والتأمل الذي رعته جمعية بصمات «مبادرات مواطنة» يفتح أفقًا جديدًا لمُلامسة أسئلةٍ حارقةٍ يطرحها اللقاء بين مشروع بناء المواطنة وبين الصيغ المستجدة للعالم الافتراضي.
مُبادرة المؤلف الجماعي استئنافٌ وفيٌّ لتقليدٍ جمعوي عريق يُعنى بالتّفكير في شروط تعزيز وتوسيع وإغناء حقول المواطنة في علاقة بمؤسسات التنشئة الاجتماعية وبالروح المدنية الوثَّابة التي حملتها أجيال من المدرسة الجمعوية المغربية ذات الأفق الديمقراطي والتقدمي، تمتد من زمن الحركة الوطنية وأحلام بناء المجتمع الجديد، محتفظة بألق الفكرة ووهج المشروع الكبير لبناء مغرب الحداثة.
في خريطة الأسماء المساهمة في هذا المؤلف الكثير من رموز هذه المدرسة، وهو ما يجعل هذا التقديم بمثابة تحية تقدير وحب لكل روّاد التطوع والمواطنة ببلادنا.


بتاريخ : 16/12/2021

أخبار مرتبطة

الداخلية تذكّر نساء ورجال السلطة بأدوارهم في حفظ النظام العام مع مراعاة الحقوق والحريات الفردية والجماعية     تفاعلت وزارة

  قرر مجلس جماعة بني ملال فسخ عقدة كراء سينما فوكس بعد أن توقفت أشغال إعادة تهييئها، إذ تدخل رئيس

  يعيش إقليم خنيفرة على إيقاع تداعيات مرض غامض أصاب عددا من التلاميذ، إذ وإلى حدود زوال الأربعاء 15 ماي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *