صنع الله إبراهيم في رواية «67» : بين الهزيمة والقلق النفسي

مقدمة : الرواية
بين الحياة والموت

نشر الروائي “صنع الله إبراهيم” فاتحة تجربته في الكتابة الروائية، و أقصد “تلك الرائحة” في (1966). وأنهى الرواية الثانية “67” ببيروت في (1968). إلا أنه لم يعمد إلى نشرها سوى في (2015)، أي بعد (45) سنة على التأليف. من ثم لا تعد “نجمة أغسطس” (1974) – وبعد نشر هذه الرواية – التجربة الثانية و إنما الثالثة في مسار الآثار الإبداعية لـ “صنع الله إبراهيم”، مما يقتضي تمثل الامتداد والمقارنة بين السابق واللاحق وإعادة النظر في الممارسات النقدية التي اشتغلت على التجربة ككل.
على أن “صنع الله إبراهيم” في هذه الرواية الثانية (67)، اختار كتابة مقدمة توضيحية يكشف فيها ظروف وملابسات التأليف مما يمكن إجماله في وضعية الرواية بين الحياة والموت. من ثم ومن خلال المقدمة، يحق الحديث عن التالي : الإنجاز، الرفض، الانشغال، الخوف والإضافة.
فالإنجاز بما هو التأليف – وكما سلف – لم يتم في (القاهرة) وإنما (بيروت) في سياق مرحلة انتقال للعمل صحافيا بوكالة أنباء ألمانيا الديمقراطية (الشرقية). وتحقق الإنجاز في(1968)، أي بعد عام على الهزيمة. وليس غريبا أن تكون مادة العمل اقترنت بالمرحلة (1967). يقول “صنع الله إبراهيم” :
” في بداية صيف سنة 1968 سافرت بالباخرة إلى بيروت و أقمت ثلاثة أشهر في منزل أحد زملائي في وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية (الذي تبينت بعد ذلك أنه كان على علاقة وثيقة بالمخابرات المصرية.) وخلال تلك الفترة كنت أتكسب عيشي من ترجمة ملخصات للروايات الأمريكية لدار “النهار” وأعمل على روايتي الثانية بعد “تلك الرائحة” في انتظار وثائق تعييني في القسم العربي بوكالة أنباء ألمانيا الديمقراطية(الشرقية)
ويضيف :” أطلقت على الرواية اسم (67)..” ()
و أما الرفض فيمثل المرحلة الثانية بعد الإنجاز. إذ لا قيمة لإبداع ما لم يتحقق نشره وتداوله. فرواية ” 67″ و إن أنجزت في مناخ من الحرية (بيروت)، فهذا المناخ لم يفسح لطبعها ونشرها. من ثم رفضت الرواية في ظل واقع يوهم بالحرية و لا يعتمدها كقيمة تتيح إمكانات حرية التعبير. و قد يكون لهيمنة الإيديولوجية إلى المد القومي أثرهما في الاستنكاف عن النشر، ونمثل بدارين وردت الإحالة عليهما في التقديم :
“..وكتب لي سهيل إدريس رأيه الرافض بخط يده في ورقة صغيرة للغاية – ضاعت مني للأسف خلال أسفاري- يبرر فيها موقفه بأن بطل روايتي مصاب بهوس الجنس. وكان سهيل قد نشر للتو روايته “الخندق الغميق” التي يمكن إلصاق نفس التهمة بها.” ( )
و تبقى الدار الثانية ، دار الشاعر الراحل “نزار قباني”.
إن مبرر عدم النشر، تهمة كون الشخصية مهووسة بالجنس. التهمة التي توضح بأن تقليدية الصوغ الروائي ظلت مهيمنة لمرحلة طويلة على الكتابة الروائية العربية. وتحضرني رواية “المرأة و الوردة” للراحل “محمد زفزاف”، و التي لولا مبادرة الشاعر “يوسف الخال” لما وجدت طريقها للنشر في “بيروت”(دار غاليري وان) بل إن بقية أعماله “بيضة الديك”، “الأفعى و البحر” ، “محاولة عيش” و”الثعلب الذي يظهر ويختفي” جوبهت بصيغة أو أخرى بمبررات واهية. فجزء من المعنى المرتبط بالمجتمع العربي الذكوري حال دون فرض الرواية العربية قوة حضورها بخصوص المعاني المتغيا إنتاج وعي بها.
ويتمثل الانشغال في كتابة الرواية الثانية (في الأصل الثالثة)، وأقصد “نجمة أغسطس “الرواية التي رسخت كفاءة “صنع الله إبراهيم” في / وعلى الإنجاز الروائي، و بالتالي ثبتت التصور المعبر عنه في تقديم القاص والروائي “يوسف إدريس” الذي جزم بكون التجربة النواة “تلك الرائحة”، لها امتداداتها وهو ما حصل بالفعل.
ولقد كان لعامل الخوف قوة حضوره في عدم نشر الرواية، إذ أقدم “صنع الله” على إيداع رواية “67” في أحد المخابئ كيما لا تكتشف من طرف عناصر الشرطة حال المداهمة المفاجئة. من ثم أعاد حال العثور عليها بعد نسيان ممض، قراءتها والتفكير في نشرها بعد مضي (45) سنة كما سلف. و هنا نلفت النظر للوجه الثاني من الخوف، أي الموت. ف”صنع الله إبراهيم” بإحساسه النفسي بالنهاية، أي الموت، يؤثر نشر آثاره المنسية و إعلان تداولها مادامت جزءا من تراثه الأدبي الإبداعي. من ثم يكون وضع أعماله الكاملة – إذا جاز- أمام التشريح النقدي. و لعل ما يقال عن رواية “67” يطول ” برلين 69″ و رواية “1970”. و هو العامل الرئيس وراء دراسة وتحليل هذه الثلاثية.
و تتمثل الإضافة من خلال زاويتين : ترتبط الأولى ب “صنع الله إبراهيم ” المؤلف والروائي والناقد الأول لنصوصه. إذ وبعد معاودة قراءة الرواية أدرك بأنها تمتلك الصورة الحقة لممارسته الروائية. ومن ثم يجدر “بعث” الحياة فيها. وأما الزاوية الثانية فتتجسد في التلقي النقدي المعبر عنه من أصدقاء مبدعين ثمنوا مبادرة الإقدام على النشر:
” ..فقد تبينت الدور الذي تمثله كحلقة من حلقات تطوري الإبداعي وشهادة على فترة حافلة من تاريخ البلاد. ترددت طويلا قبل الإقدام على هذه الخطوة لكن أصدقائي شجعوني بالإضافة إلى شعوري بقرب النهاية المحتومة لرحلتي.” ( )
وبذلك تقع رواية “67” بين :
1) الحياة متجسدة في النشر و التداول.
2) و الموت بما هو الخوف من نهاية الرحلة الحياتية، دون نشر الأعمال الروائية برمتها.

هندسة الرواية

1) يتأسس الصوغ في وراية “67” على المكون الزمني. التأسيس يحيل عليه العنوان. فالروائي اختار دقة التركيز ليجسد واقع الهزيمة، و يرسم وضعية الشخصية في علاقاتها وتحولاتها، ولئن كانت خاصة “الحياد” تسم “ضمير المتكلم” في غفل عن تحديد الاسم العلم، وكأن التحديد في سياق مطبوع بالهزيمة السياسية، الاجتماعية، النفسية و الثقافية لا يستدعي دقة التعيين و قوته. إذ أن التسمية لا يمكن تحققها إلا في حال توافر استقرار يهب الوجود الذاتي قيمته ومكانته. واللافت أن ما تنطبع به شخصية “ضمير المتكلم” من خاصات وميزات، يطال “الأخ” و “زوجة الأخ” على السواء، بمعنى الوسط الصغير الذي تتحرك فيه الشخصية النواة، إذا ما استثنينا الطفلة “نهاد” كدلالة على مستقبل قادم غير واضح المعالم.
يتمثل المكون الزمني كما جسدته الرواية في رصد:
1) حالة ما قبل الحرب.
2) وضعية الحرب
3) و ما بعد الهزيمة.
تتضح حالة ما قبل الحرب، انطلاقا من الفرح الذي تحيل عليه بداية السنة الجديدة :” يناير 67″. فالاحتفال في الرواية هو بدايتها. أقول النواة والدخول في عالم الرواية (عالم القراءة)، و بالتالي التعرف على شخصيات سيقع التفاعل وإياها على امتداد جسم الرواية. على أن فرح اللحظة لا يقصي التذكر المتجسد في الغياب. غياب أصدقاء عن الفرح، لعامل انتفاء الحرية، وهي الإشارة الرمزية التي تفصح على أن مناخ الاعتقال و التغييب يظل حاضرا في الرواية.
” كيف يعمل المرء في أول العام الجديد؟ ” (ص/ 7)
” قالت إنها تتمنى لي عاما سعيدا. و )تأملت الحاضرين ثم قالت : وحده الذي ينقصنا. وقالت: لابد أن نبني له قبرا. كيف نتركه هكذا في قطعة أرض لا تحمل حتى اسمه. لماذا يحرمونه حتى من اسمه؟ ألا يكفي أنهم قتلوه بعد تعذيبه؟” (ص/ 7)
” وقال إنه سمع باعتقال البعض منذ أسبوع.” (ص/ 9)
فالاحتفال في ضوء السنة الجديدة، لا يقصي تذكر واقع آخر يتمثل – كما سلف – في غياب الحرية. على أن ما تتفرد به حالة ما قبل الحرب، الإعداد الذهني و النفسي للتلقي(للقارئ) عموما. الإعداد الذي نستشف تفاصيله على السواء – ومن خلال الإعلام السمعي/ البصري والمقروء – لما يعد قادما، أي الدخول في الحرب. هذه التي نستطلع علاماتها منذ شهر (ماي)، علما بأن شخصية ضمير المتكلم الصحافي تبدو غريبة عن “واقع الحرب”، إذ تكتفي بالرصد و المتابعة دون إبداء الرأي و الموقف:
” سألني عن الأخبار. قلت : لاشيء. قال: هل ستقع حرب (وليس الحرب). قلت : لا أعرف.” (ص/ 43)
“..وجدت عندها صادق وزوجته وكانوا يتحدثون عن احتمالات الحرب.” (ص/ 43)
و بالانتقال لشهر(يونيو)، تعلن الحرب التي – كما سلف – يظل نواتها الرئيس الإعلام و ما يتفرد به من تأثيرات على الشعب كمتلق سلبي تفرض عليه الأخبار فرضا، دون إثارة السؤال أو ممارسة حق النقد الذاتي. فالإيهام بالانتصار وقوة المواجهة يغذيه إذكاء الشعور النفسي ب(الموسيقى و الأناشيد) بغاية التحشيد ورص الصفوف. فالنفسي إخفاء للواقع وللحقيقة، والرواية تؤكد ذلك من خلال مكون الوصف:
“..أغلقت الترانستور، و ارتديت قميصا وبنطلونا وغادرت الشقة. كان هناك زحام أمام البقال. و في كل مكان كان الناس يتجمعون حول أجهزة الراديو وهم يصفقون بحماس.” (ص/ 51)
” أدرت الترانزستور ولم تكن به غير أناشيد حماسية و موسيقى.” (ص/ 56)
إن الاعلام المتداول عن أجواء الحرب و المركز عليه بقوة يضعنا أمام واقع آخر لا علاقة له بالحقيقة، إذ الهزيمة ثابتة. ولنتأمل هذه الوحدة الحكائية الصغرى بما هي مشهد سردي حكائي وصفي يختزل ويكثف وضعية الحرب، وبالتالي ما بعد الهزيمة، علما – وكما يرد في مدونة النقد الحديث – بأن في أية رواية تكمن وحدة حكائية صغرة تختزل عالم المعنى المعبر عنه. يرد في المشهد :
“..وغادرت الجريدة إلى الشارع. وكانت الشمس حامية. مشيت بجوار الجدران بحثا عن الظل. وشربت عصيرا في أحد المحلات ثم جلست في مقهى. ولمحت سيارة عسكرية تخرج مسرعة من مبنى تجمع فيه بعض الجنود. و كان ركابها يدخنون جميعا وقد أمسكوا بعلب السجائر في أيديهم و لابد أنهم تسلموها لتوهم. وبجوار السائق جلس ضابط ممتلىء يضع على عينيه نظارة شمسية خضراء كبيرة أخفت وجهه. لم يكن يبتسم. تطلع الناس إلى السيارة وركابها. وتوقف البعض يتابعونها بنظراتهم في صمت حتى اختفت.” (ص/57)
يضعنا الوصف السابق أمام ثلاثة فاعلين :
1- فاعل بالرصد والوصف
2- فاعل يرتبط بالوصف، أي أنه موضوعه
3- وثالث متابع مهتم بالوضعية( وضعية الحرب).
فالفاعل الأول بالرصد والوصف يلزمنا – نحن المتلقين – بنتيجة وضعية أو حالة هي الحرب. و بما أنه صحافي وكاتب راهن في تدوين المشهد على ثلاثة إيقاعات لغوية استطاع من خلالها قول الذات، ثم الانتقال لرسم صورة عن(هم) أي (الجنود)، و من يرتبط بهم (الناس). على أن الرصد والمتابعة يتحققان باعتماد ضمير المتكلم : “غادرت، مشيت، شربت وجلست”. فالأفعال صيغت زمنيا في الماضي وتحيل على حركية الشخصية التي استقرت في عز الصيف( الشمس حامية) ب (مقهى) بمثابة زاوية الرصد والوصف الدقيق المكثف والمختزل.
بيد أن الفاعل الثاني موضوع الوصف، يمكن تجسيده في (الجنود) و(الضابط). أي المأمور و الآمر. فالمأمور.
(يدخنون)، (أمسكوا بعلب السجائر)، و أول ضمير المتكلم طريقة الإمساك بالقول (تسلموها لتوهم) أي علب السجائر. و أما الآمر، فيماثل معظم الضباط جسميا (ممتلىء). إلا أنه في هذا المشهد يخفي و لا يظهر.
يخفي عينيه (نظارة شمسية كبيرة خضراء)، إضافة إلى أنه (لم يكن يبتسم). فالفاعل الثاني من خلال هذه الخاصات منهزم، إذ الغضب – نفسيا – تمتصه السجائر وتخفيه النظارة الكبيرة. و أما الفاعل الثالث فيشبه الأول، لولا أنه لا يكتب. إنه العامة التي ترى و لا ترى. ترى السيارة العسكرية تعبر حاملة جنودا لم يعد بالإمكان (“التصفيق لهم بحماس”). و لا ترى مادامت الحقيقة غير معروفة في سياق الاحتماء بالصمت
(توقف، تطلع، يتابعونها).
إن الفاعل الأول (شخصية الصحافي والكاتب)، يوحي بالهزيمة دون أن يقررها. من ثم، فحياده مخادع مادامت النتيجة التي توصل إليها، ذاتها ما انتهى إليه الفاعل الثالث. إنه جزء منه حضورا و تفاعلا. على أن صورة الانهزام ومظهره، يمكن أن تستقرأ انطلاقا من جمل ترد في الرواية وترمز إلى ذلك. ويحق التمثيل ب:
” وسقط رأس الدش مرة أخرى فأعدته مكانه.” (ص/ 60)
فالسقوط يحيل على انتفاء الوضع الصحيح للقيادة. والإعادة، خطوة غايتها التصحيح الذي لم يتحقق ليظل التراجع فارضا قوة حضوره. و يمكن القول بأن وعي الكتابة الروائية لدى “صنع الله إبراهيم”( وعي الروائي) يفعل بتوظيف خاصة بلاغية هي الإيحاء مع اعتماد الرمز الذي يستلزم قراءته في سياقه أو في سياق المعنى المنتج له.
2) إذا كانت هندسة الرواية انبنت على المكون الزمني، فالروائي عضد المكون بجعل بنية الرواية مغلقة. ذلك أن بدايتها ( الفصل رقم : 1)، يكاد يكون الأخير(الفصل رقم : 12)، حيث يرد الحديث عن شخصية(إنصاف) وهي في وضعية الفرح بمقدم السنة الجديدة ( سنة هي عمر الرواية)، و الأمل لو كان الفقيد شارك اللحظة.
” وضعت السماعة و نظرت إلى إنصاف ثم رفعت بصري إلى صورة زوجها المعلقة على الجدار”(ص/60)
و تختتم على الشخصية نفسها متحسرة من سلبية وحدتها التي تركت لها في غياب الجميع . يرد في بداية الرواية:
” قال أخي إنه لن يشرب الليلة لأنه سيعمل في الصباح. وقالت زوجته : كيف يعمل المرء في أول العام الجديد. أفرغت كأسها كله وقامت تحضر واحدا آخر. وقالت سعاد إن زوجة أخي فظيعة. غادرت مقعدي و عبرت الصالة حيث كانت إنصاف تجلس بمفردها بجفون منتفخة وشعر غير مرتب يملؤه البياض. قالت: إنها تتمنى لي عاما سعيدا. وتأملت الحاضرين ثم قالت : هو وحده الذي ينقصنا. وقالت : لا بد أن نبني له قبرا. كيف نتركه هكذا في قطعة أرض لا تحمل حتى اسمه؟ ألا يكفي أنهم قتلوه بعد تعذيبه؟ كانت عيناها الآن حمراوين .” (ص/ 7)
و في خاتمتها :
” قالت إنصاف: كلكم ذاهبون و لن يبقى أحد بجواري. و قالت إن هذه هي قصة حياتها فقد قضتها جالسة تشاهد الآخرين و هم يذهبون إلى السجن أو الخارج أو الحياة الأخرى. كانت مستقرة في المقعد الفوتيل. وكانت ترتدي ثوبا من الصوف الأسود. و أختها ترتدي مماثلا وقد لفت قدميها بقطع من الصوف الأسود و انهمكت في الحياكة.” (ص/ 102)
إن البدء بالحديث عن شخصية ” إنصاف”، و الختم دلالة رمزية عن انتفاء الإنصاف، وبالتالي غياب سيادة مناخ الحرية و التعبير الذي يفسح إمكان الاستقرار في الوطن عوض هجرته إلى الخارج. فقصة “إنصاف” هي في الجوهر والعمق رواية “67” بأحداثها وتفاصيلها. إنها صورة مصر نهاية الستينيات، أي ما بعد الهزيمة إذا ما روعيت فكرة قراءة النص في زمنه.
3) إن الصوغ المعتمد في الهندسة الروائية، أي طريقة إنجاز الكتابة الروائية، يتم بالاعتماد لغويا على الخاصات : الإيجاز، الإعداد والوصف، جعل الرواية أقرب إلى اليوميات. فالروائي وزع فصول الرواية المرقمة من (من : 1 إلى: 12) على شهور السنة (من يناير : 67 إلى ديسمبر : 67)، علما بأنه يحدد أحيانا الشهر المتحدث عنه ويوحي به باللجوء للوصف الجغرافي المرتبط بحالة الجو. لنمثل عن التحديد المباشر:
“..كان الهواء باردا لاسعا كالعهد بشهر فبراير.” (ص/ 15- 16)
” انضم أخي إلى ابنته وقال إن الناس لا يلبسون الصوف في شهر أبريل.” (ص/ 29)
و عن غير المباشر:
“..كيف يعمل المرء في أول العام الجديد.” (ص/ 7)
” عندما استيقظت كنت غارقا في عرقي وبدا اليوم شديد الحرارة.”(ص/ 56)
” وكانت الحجرة ضيقة والجو خانقا (الأصل نحويا خانق) رغم أن النافذة مفتوحة.” (ص/ 74)

هوامش:
° جزء من الفصل الأول من كتاب عن الروائي صنع الله إبراهيم، صدر حديثا عن “دار الثقافة الجديدة” / القاهرة.
1 ) : صنع لله إبراهيم : رواية ” 67″ . دار الثقافة الجديدة . مصر. الطبعة الأولى. ص : 4
2 ) : نفسه.
3) : نفسه. ص: 5


الكاتب : صدوق نورالدين

  

بتاريخ : 17/12/2021