طلبة شعبة اللغات الأجنبية بتارودانت يحيون الموروث الثقافي اللامادي الأمازيغي

 

نظم طلبة شعبة اللغات الأجنبية المطبقة بالكلية متعددة التخصصات بتارودانت تحت إشراف الدكتورة لمياء بنجلون، النسخة الأولى من حدث إحياء الموروث الثقافي اللامادي الأمازيغي تحت شعار: « الهوية الوطنية تجمعنا «. وذلك مساء يوم الجمعة 18 فبراير 2022 بإحدى القاعات بالمدينة.
هذا الملتقى يروم تعزيز انخراط الطالب وتفاعله مع محيطه السوسيوثقافي، علاوة على التعريف بالتراث الأمازيغي اللامادي، وتعزيز قيمته وتثمينه على جميع الأصعدة.
وتنويرا للرأي العام تعد مدينة تارودانت واحدة من أقدم وأعرق المدن الأمازيغية المغربية، التي لعبت أدوارا تاريخية هامة في تاريخ سوس والمغرب، كما يتنوع سكانها من أمازيغ وعرب ويهود مغاربة، لكنها في الأصل مدينة أمازيغية حيث أن سكانها الأصليون هم أمازيغ.
تميز هذا اللقاء الماتع بكلمة الأستاذة الجامعية لمياء بنجلون مؤطرة هذا اللقاء، وهي حاصلة على درجة الدكتوراه من جامعة نانسي 2 بفرنسا، وأستاذة باحثة في جامعة ابن زهر (الكلية المتعددة التخصصات بتارودانت)، حيث تدرس الحضارة الفرنسية والتواصل الحديث، وكتبت العديد من المقالات حول مارغريت دوراس، بالإضافة إلى تنظيمها العديد من المؤتمرات الدولية حول الأدب الفرنكفوني والعمل الثقافي في الأوساط الاجتماعية، وتأطير وتنظيم مجموعة من التظاهرات الاجتماعية والثقافية والتعليمية والفنية  ذات حس توعوي تضامني… ونقتطف من كلمتها ما يلي : « يسعدني أن أرحب بكم جميعا في هذا اليوم الأغر الذي نحتفي فيه بإض إنّاير بداية السنة الأمازيغية الجديدة 2972، التزاما من جامعة ابن زهر منارة العلم والمعرفة بجهة سوس العالمة، بتأصيل وترسيخ مقومات الهوية الوطنية الأمازيغية وتثبيت روح الانتماء بين الأجيال، وجعل الجامعة قاطرة ارتباط الطالب بالتاريخ والمحيط… فلكل من ساهم في إنضاج فكرة هذا الملتقى ودعمه وإنجاحه خالص الشكر والثناء. لذلك نتطلع الى أن نجعل احتفالنا اليوم ورشة نقاش تعددي شفاف ومستدام.. لاستقراء واستجلاء وتجميع رصيد ما يحفل به تراثنا الشفوي والمكتوب من تقاليد وأعراف وحكم وتعاويذ وأشعار وغناء واختيارات لباس وإبداعات أطباق أكل وشراب…».
وخلال الجلسة الافتتاحية، وعلاقة بذات الموضوع، ألقيت كلمات لكل من الدكتورة ليلى الرهوني والدكتور أحمد الرقبي.
وفي ذات السياق، فإن هذا الحدث الثقافي والفني يهدف إلى تحقيق عدة رهانات، نذكر منها:
– انخراط الطالب المغربي وانفتاحه على محيطه السوسيو ثقافي -إظهار مدى أهمية هذا التراث اللامادي باعتباره أحد رموز الحضارة الأمازيغية– التوعية والتحسيس بضرورة الحفاظ على هذا التراث الأمازيغي العريق– إغناء رصيد الجمهور بمعلومات قيمة حول الحدث عن طريق الأنشطة الموازية ( ورشات ومعارض وندوات ثقافية …)- خلق فضاء للنقاش والإجابة عن أسئلة الحاضرين المتعلقة بهذا الاحتفال الأمازيغي- تعزيز قيم التسامح والتعايش داخل التراب الوطني– إشراك ساكنة مدينة تارودانت خاصة فئة الشباب وتشجيعهم على أخذ زمام المبادرة والاندماج في الحياة الثقافية والاجتماعية– التعريف بالسنة الأمازيغية: تاريخها والعادات والتقاليد التي تتعلق بها.
وتتوخى اللجنة المنظمة من هذا الملتقى تحقيق مايلي:
-تشبث أمازيغيّي الهوية بمقومات هويتهم وتجديد مطالبهم باعتراف الدولة بهذه المقومات – فرصة للاطلاع على موروث الأجداد – فرصة لتبديد الخلافات القديمة بين الثقافتين العربية والأمازيغية – الحفاظ على ثقافة عريقة توجد في صلب الهوية المغربية – إعداد الوجبات التقليدية وإقامة الطقوس وفق عادات وتقاليد ورثها الخلف عن السلف – تكريس التضامن الذي يتخذ كأرضية للاحتفال وإبراز التعدد الثقافي المميز للمجتمع المغربي – ترويج بعض المنتوجات الفلاحية التي تزخر بها المنطقة.
تخللت هذا الملتقى فقرات فنية : أحواش – تيسكاوين – أغاني. وتجسيدا لثقافة الاعتراف،تم تكريم كل من :  محمد أمهرسي، النائب الأول لرئيس الجماعة الترابية بمدينة تارودانت – ليلى الزرهوني ومحمد بوسعيد.
و في ختام الحفل قام ضيوف الملتقى بزيارة معرضي: المنتوجات وتقديم الأطباق.


الكاتب : عبد الجليل بتريش

  

بتاريخ : 24/02/2022