طلبة ينسفون ندوة للنساء الاتحاديات بفاس

حنان رحاب: الجامعة مكان لتبادل الآراء وليست مكانا للصراع العنيف أو نسف الندوات وتوقيف المحاضرات

 

 

توقفت الندوة التي نظمتها منظمة النساء الاتحاديات حول مدونة الأسرة، صباح أول أمس السبت بفاس، داخل الحرم الجامعي، بعد انتهاء كلمة محمد بوزلافة، عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، وكلمة حنان رحاب، الكاتبة الوطنية لمنظمة النساء الاتحاديات، بسبب طلبة فصيل النهج الديمقراطي القاعدي- البرنامج المرحلي – الذين اقتحموا القاعة مرددين شعارات تطالب بإيقاف أشغالها .
وفي تصريح حنان رحاب، الكاتبة الوطنية لمنظمة النساء الاتحاديات قالت : « لقد تم نسف النشاط المنظم في الندوة التي موضوعها مدونة الأسرة، والتي اختارتها النساء الاتحاديات للترافع دفاعا عن حقوق النساء بصفة عامة ومدونة الأسرة بصفة خاصة، وهذا ما دفعنا لفتح نقاش داخل المجتمع ومع الجميع، لكن طلبة النهج الديمقراطي القاعدي قاموا بنسف النشاط «.
هذه الندوة التي نظمت بين منظمة النساء الاتحاديات وبتنسيق مع كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بفاس كان الهدف منها، تقول الكاتبة الوطنية، فتح نقاش مع المجتمع للدفاع عن مدونة الأسرة تكون المرأة والرجل فيها متساويين، وأضافت «رغم أنهم نسفوا النشاط، فقد نزلت إليهم وفتحت معهم نقاشا حول دواعي الاقتحام وأهدافه».
وتابعت «لا أدعي بأني أقنعتهم بخطأ ما قاموا به، ولا هم نجحوا في إقناعي بصواب دواعي احتجاجهم وإيقاف الندوة، ولا بصواب الشكل الذي عبروا من خلاله عن ذلك الاحتجاج»، مشيرة إلى أنهم رغم ذلك نجحوا، على الأقل، في تمرين الاستماع إلى بعضهم البعض.
وقالت: «لست راضية عن كوننا وصلنا إلى مرحلة اعتبار كل من نختلف معه إما مخزنيا أو وصوليا أو خائنا، ولست متفقة نهائيا مع ذلك، وأدين نسف الندوات عوض الحضور والاستماع وأخذ الكلمة والتعبير عن الرأي»، مردفة «لا يجب أن نشتكي من كون السلطة مثلا تمنع ندوة ما، في ما نقوم نحن بمنع ندوات «..
أضافت «ما يمكن أن أقول هو أن الطلبة الذين نسفوا وأوقفوا الندوة هم طلبة يغلب عليهم الحماس، لهم أحكام قيمة حول من يخالفهم الرأي، وقد وجدوا أعرافا يعتبرون السير وفقها وفاء لمن سبقهم»، مشيرة إلى أنهم «طلبة يحتاجون إلى أن ننصت إليهم، ولو اختلفنا معهم ورفضنا أسلوبهم ولغتهم». ولفتت الانتباه إلى أن هؤلاء الطلبة لهم طاقة سيكون من الأفضل توجيهها واستثمارها في النضال والدراسة معا.
وأكدت أن الجامعة يجب أن تكون مكانا لتبادل الآراء والتربية على الاختلاف، لا مكانا للصراع العنيف، أو نسف الندوات وتوقيف المحاضرات، داعية الأحزاب إلى الإنصات إلى الشباب في الجامعات والمعاهد.
وختمت الكاتبة الوطنية لمنظمة النساء الاتحاديات : «مستمرات في الترافع من أجل المراجعة الدقيقة والشاملة لمدونة الأسرة حماية للمجتمع».
الندوة نظمت من طرف منظمة النساء الاتحاديات، بتعاون مع كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بفاس (جامعة سيدي محمد بن عبد لله)، في موضوع «مراجعة شاملة لمدونة الأسرة- حماية للمجتمع»، شارك فيها، الأساتذة سعاد التيالي، محمد بوزلافة، عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية؛ حنان رحاب، الكاتبة الوطنية لمنظمة النساء الاتحاديات؛ كريمة برودي، محامية بهيئة فاس؛ كريمة الوزاني، أستاذة باحثة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة عبد الملك السعدي بتطوان؛ كريم متقي، أستاذ باحث بكلية الحقوق بفاس؛ عبد المجيد الكتاني، أستاذ باحث بكلية الشريعة بفاس؛ عبد الرحيم الأمين، أستاذ بكلية الحقوق أكدال بالرباط.
نشير إلى أن منظمة النساء الاتحاديات قد فتحت، بعد مؤتمرها الأخير، ورش مدونة الأسرة بتنظيم العديد من الندوات ويوم دراسي للدفاع عن المرأة وحقوقها، كما أصدرت بيانات لحماية المنتخبات من العنف الممارس عليهن خلال اجتماعات دورات المجالس الجماعية، ودعت كل النساء المنتخبات بغض النظر عن انتمائهن الحزبي، إلى التضامن في ما بينهن، وفضح كل الانتهاكات وأشكال التمييز ضدهن، وتفعيل كل السبل القانونية سواء القضائية أو الإدارية لضمان حقوقهن.
كما أحيت منظمة النساء الاتحاديات فعاليات الأيام العالمية لمناهضة العنف ضد النساء، معلنة تضامنها مع كل ضحايا العنف الرقمي، ومساندتها لهن ومرافقتهن من أجل كسر حاجز الصمت الذي يفاقم معاناة النساء ويسمح بالمزيد من إهدار كرامتهن.


الكاتب : مراسلة خاصة

  

بتاريخ : 13/02/2023